رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أكل لحوم البشر».. أشهر الاحتفالات والحوادث التاريخية في رمضان عبر التاريخ

شهر رمضان
شهر رمضان

كان أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر، يمر لزيارة مسجده أثناء بناءه وحينما رأى البنائون يعملون لوقت الغروب سأل حاشيته متى يشتري هؤلاء الضعاف إفطاراً لعيالهم اصرفوهم العصر، ولما انقضى شهر رمضان بدأ ضبط مواعيد العمل في المسجد، وأدى قراره  هذا إلى أنه صار قدوة للحكومات المتعاقبة في ترتيب أوقات العمل بما يتناسب مع خصوصية شهر رمضان.

ويحكي الباحث التاريخي وسيم عفيفي أن كان محمد بن طغج الإخشيدي يرسل النفقات في أول رمضان لعمال المساجد للاهتمام بها وتزيينها. 

ويضيف أن الفاطميون من الذين اهتموا اهتماماً كبيراً باحتفالات شهر رمضان واستقباله، وتقسم احتفالاتهم إلى احتفالات الاستقبال واحتفالات الرؤية.

كان الفاطميون يعاقبون من يقوم ببيع المكسرات وشراءها في شهر رمضان وفق ما يحدده علماء السنة، حيث أن الفاطميون يحسبون رمضان فلكياً وليس بالعين المجردة ، كما كانوا يعاقبون عقاباً لا رحمة فيه لمن يشتري الخمر أو يفتح خمارة.

استقبال رمضان كان له من الاحتفالات بمصر، بشكل غير مسبوق، حيث يطوف القضاة على المساجد والمشاهد قبل رمضان بثلاث أيام للتأكد من استعداد المساجد لرمضان.

كما كانت المسجد الأزهر ومسجد الحاكم به حصير من 10 طبقات ملونة فوق بعضها وتزيين طرق مواكب الرؤية بـ 700 قنديل.

وخصصت الدولة الفاطمية 5 % من خزينتها لشراء البخور الهندي والكافور والمسك الذين يصرفوا للمساجد، وحين يحل شهر رمضان وفي أول يوم فيه، يقوم الخليفة الفاطمي بإهداء الشعب كباراً وصغاراً بأطباق من الحلوى والنقود، وأسس الفاطميون داراً أسموها الفطرة التي تقوم بصناعة الحلوى بأصنافها ولكل صنف رجاله، بحسب "عفيفي". 

كان رمضان عام 597 هـ بمصر في العصر الأيوبي زمن العادل أبو بكر بن أيوب ، شهراً يحمل قحطا افترس مصر افتراساً بشعاً نتيجة القحط .

حوادث بأرض مصر

جاء في كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور والمشاهدات والحوادث المعاينة بأرض مصر، تأليف موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي، أن البغدادي وجد بمصر في رمضان رجلاً وقد جُردت عظامه عن اللحم وبقي قصفاً كما يفعل الطباخون بالغنم، وكان النساء يأكلن لحوم الأطفال الصغار عكس الرجال الذين يأكلون لحوم الرجال لقلة حيلتهن، وتمحرق 30 امرأة بسبب أكلهن للحوم الأطفال، كما رأى البغدادي امرأة يجروها الناس كالمجنونة في السوق متشحة بالسواد وفي فمها أشلاء طفل مشوي.