رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نكهة مغشوشة».. الحكومة تلاحق تجار المخللات غير صالحة للاستخدام

مخللات مغشوشة
مخللات مغشوشة

قبيل موسم رمضان تنتعش حركة بيع وشراء المخلل، الذي يعتبره المصريون أحد أهم طقوس الشهر الكريم، وتزدحم المحال التجارية بالذبائن لشراء ما لذ وطاب، إلا أن هناك بعض من التجار ممن يسعون إلى تحقيق مكاسب سريعة وطائلة، عن طريق بيع المنتجات غير الصالحة للاستخدام الآدمي، وهو الأمر الذي تعمل الحكومة على التصدي له.

فمنذ أيام نجحت الحكومة في ضبط  120 طن مخللات معبأة داخل براميل غير صالحة للاستهلاك الآدمى لوجود تغير فى خواصها الطبيعية «عفن ظاهري» وعدم وجود بيانات تفيد تاريخ الإنتاج والصلاحية وتشكل خطراً على الصحة العامة، بالإضافة إلى ضبط 17 طن «ملح سياحات» غير صالح للاستهلاك الآدمى ومحظور استخدامه في الأغراض الغذائية، تمهيداً لطرحه للبيع والتداول بالأسواق بقصد الغش والتدليس على جمهور المستهلكين وتحقيق أرباح بصورة غير مشروعة بحوزة مالك مصنع لإنتاج وتعبئة المخللات دون ترخيص.

اعتاد محمود دسوقي، موظف، شراء المخلل لاسيما مع قدوم شهر رمضان، بل ويشتري كميات كبيرة حتى تكفى أكثر من يوم، وما إن تنفد الكمية يعاود الشراء مرة أخرى.

يقول دسوقي: «عندنا في البيت بنعتبر المخلل من أهم طقوس رمضان زيه زي شراء الياميش، يعني الواحد ميحسش بالفطار واللمة من غير الطرشي البلدي والمخلل، وفي رمضان السنة دي اشتريت من محل جديد مش متعود عليه».

أوضح «دسوقي» أنه ابتاع كمية ليست بكبيرة من إحدى المحال فقط للتجربة، لأنه أول مرة يشترى من هذا المحل، وبمجرد تفريغ الكمية قبل دقائق من موعد الإفطار، وجد بها شوائب سوداء وأخرى تشبه العفن.

فيما أكد أنه عل الفور تخلص من كل الكمية من هذا المخلل وتوجه إلى صاحب المحل أخبره بما جرى معه، حتى يتراجع عن بيع المنتجات المغشوشة الغير صالحة للاستخدام.

لم يكن «دسوقي وأسرته» الضحية الوحيدة للغش التجاري، إذ ابتاعت أميرة سعيد ربة منزل تعيش بمنطقة فيصل، من أحد المحال عدد من العبوات الجاهزة من «الطرشي البلدي» في اليوم الأول من شهر رمضان.

تضيف: «المحل كان عليه ضغط وزحام شديد لشراء كميات من الطرشي، وطبعًا أنا اعتقدت أن هذا مؤشر لجودة منتجات المحل، بالإضافة إلى أن رواج البيع والشراء يعني أن لا يوجد بالمحل مخلل قديم أو بايت».

وأشارت «أميرة» إلى أنها ابتاعت كمية كبيرة من المحل لها ولأسرة ابنتها، وما إن رُفع آذان المغرب وبدأ الجميع في تناول الإفطار، تقول «أميرة»: «أحد أفراد الأسرة بدأ يدوق المخلل لكن وجد مذاقه غير مألوف وكأن مضاف له صبغة أو نكهة غيرت طعمه وكأنه كارف، تكررت الشكوى مع شخص آخر وجد المخلل وكأنه لم ينضج بعد».

وأكدت «أميرة» أنها أخذت قرار بعدم شراء المخلل مرة أخرى، خاصةً بعدما ذهبت بتلك الكميات التي ابتاعتها لصاحب المحل، والذي رفض استرجاع "المخلل"، قائلًأ: " المحل ملوش دعوة دا سوق تخزين في البيت".

ومع أول يوم في شهر رمضان تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 22.4  طن مخللات، معبأة داخل براميل وعبوات مدون عليها علامة تجارية وهمية، وغير مسجلة ودون بيانات تفيد تاريخ الإنتاج والصلاحية، و7 أطنان ملح سياحات محظور استخدامه في الأغراض الغذائية، وغير صالح للاستهلاك الآدمى، ويشكل خطرًا على الصحة العامة مستلزمات إنتاج.