رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

700 مليون جنيه لتدريب العمال

أكبر مصنع بالعالم.. كيف سَتُحيّ الحكومة صناعة الغزل والنسيج من جديد؟

صناعة الغزل والنسيج
صناعة الغزل والنسيج

تبدأ مصر قريبًا حصاد جهود الحكومة خلال السنوات الأخيرة في تطوير قطاع الغزل والنسيج، الذي مر عبر الأزمنة بالعديد من الكبوات التي لم تهد الصناعة بعد، لكون التطوير والتجديد الذي تقوم به الحكومة في المقابل لازال مستمرًا.

وبالفعل فإن مصر خاضت الكثير من المراحل من أجل تطوير قطاع الغزل والنسيج وإعادة إحياؤه من جديد، وربما أصبحت على وشك حصد نتيجة ذلك التطوير قريبًا، من خلال الانتهاء الفعلي للعديد من المشاريع الخاصة بقطاع الغزل والنسيج.

واتساقًا مع ذلك، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أن صناعة الغزل والنسيج تعد إحدى الصناعات التى يوجد إجماع بشأن ضرورة إحيائها، وهناك اهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالنهوض بها لاستعادة مكانة مصر فى هذه الصناعة.

وأشار إلى أن هناك مشروعًا ضخمًا تنفذه الدولة حاليًا في هذا المجال في مدينة المحلة الكبرى، بخلاف مدينة النسيج التى يتم تنفيذها، موضحًا أنه من المقرر الانتهاء من إنشاء أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم بالمحلة الكبرى، وتشغيله بحلول شهر مارس 2022.

وبحسب رئيس الوزراء فإن المصنع سيسهم فى تحقيق نقلة كبيرة فى مجال صناعة الغزل والنسيج، بمتوسط طاقة إنتاجية 30 طن غزل / يوميًا، وذلك في إطار خطة الدولة لتطوير وتحديث صناعة الغزل والنسيج، وتدريب المدربيت الذين سيتولون تدريب العمال على الماكينات الحديثة.

ولم يكن ذلك المصنع هو الخطوة الأولى أو الوحيدة التي قامت بها مصر من أجل تطوير قطاع الغزل والنسيج، ولكن سبقها العديد من مراحل التطوير خلال السنوات القليلة الماضية، وترصد "الدستور" في التقرير التالي جهود الحكومة في تطوير القطاع.

استطاعت الحكومة خلال العام الماضي تنفيذ أكبر مجمع مصانع الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية بالروبيكي، وهو يعد أحد الصروح الجديدة في صناع الغزل والنسيج إذ يعتبر مجمع كامل لتلك الصناعة، وتم تغذيته بكل الخدمات والمرافق التي تساهم في تنشيط الصناعة وفق المعايير العالمية.

وفي العام 2020 أيضًا، وضعت مصر حجر الأساس لأكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم بالمحلة وأطلقت عليه اسم "المحلة 1" وسيتم المصنع بالتعاون بين بالتعاون بين الشركة القابضة للغزل والنسيج وشركة ريتر السويسرية ليكون مصنعًا عالميًا.

وبحسب بيانات وزارة قطاع الأعمال فإن مساحة المصنع تبلغ 80 ألف متر، وبه 182 ألف ماكينة غزل، وينتج 15 طن قطن مصري يوميًا ببذور رفيعة، و15 طن قطن مصري يوميًا ببذور سميكة، ليكون الإنتاج الإجمالي اليومي 30 طن كل يوم، إلى جانب إنتاج الغزول الرفيعة المصنوعة من القطن المصري.

وأعلنت الحكومة إنها ستقوم بتدريب العمال من أجل رفع مهاراتهم وكفائتهم، من خلال مبادرة لتدريب العمالة في مراكز تدريب خصص لها 700 مليون جنيه والتي تضمن للعمال فرص عمل وتدريب جيد للنهوض بالصناعة وفقًا للطرق العالمية.

كما أن شركة مصر حلوان للغزل والنسيج ستدخل قريبًا في المرحلة الأولى من خطة التطوير الحكومية خلال إبريل المقبل، من أجل تطوير مصانعها الخاصة بالغزل والنسيج ووضع كل التجهيزات الكاملة والمعدات الحديث، لإنتاج أقمشة نسيجية تصلح للسوق المحلي.

ولعبت الحكومة من خلال خطة التطوير على محالج القطن من أجل إعادة دمجها مرة أخرى، حيث تم دمج 9 شركات في العام 2020، تنوعت ما بين شركات حليج قطن أو تجارة أو كبس في شركة واحدة، إلى جانب دمج 22 شركة غزل ونسيج وصباغة في 9 شركات كبرى.

وكذلك تطوير العديد من محالج القطن في المحافظات بأنحاء الجمهورية كافة، منهم الفيوم التي تطوير 25 محلجًا للقطن بها سواء تطوير أو إحلال المنهار، وكذلك محافظة بني سويف التي شهدت تطوير 5 محالج قطن وتغذيتها بآليات التطوير العالمية.


وكانت الفيوم وبني سويف أولى المحافظات التي شهدت تطوير المحالج بها، ففي الفيوم تم تطوير 25 محلجًا للقطن وإحلال المنهار منها بمحالج جديدة وجار استكمال عملية التطوير، إلى جانب تطوير 5 محالج قطن في محافظة بني سويف. 

يذكر أنه مؤخرًا ظهرت مطالبات عديدة من مجلس النواب تطالب بتطوير قطاع الغزل والنسيج، منها مطالبة النائب محمد أبوالعينين وكيل مجلس النواب، بالاهتمام بتجارة الخدمات التي تمثل 65% من التجارة العالمية، مؤكدًا أننا نتحدث عن صناعة غير تقليدية مثل صناعة المنسوجات والغزل والنسيج الذي تعتبر مصر رائدة فيه.

وشدد على أنه آن الأوان لتعظيم القيمة المضافة ورفع إنتاجيتها في مصر ورفع إنتاجية العامل وخلق "براند" جديد لمصر من خلال تطوير صناعة الغزل والنسيج، حتى تعود مصر إلى ريادتها فيها لأنها تعتبر من أهم الصناعات.