رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شركتان تطوران مركبات قادرة على إرسال زبائن لدقائق قليلة للفضاء

رحلة مأهولة إلى الفضاء.. هل يبزغ فجر السياحة الفضائية للعامة قريبا؟

الفضاء
الفضاء

اشترى المئات تذاكر لهم وبدأوا التدريبات على الرحلة الحلم، بتمضية دقائق أو أيام قليلة خارج نطاق الجاذبية في الفضاء... هؤلاء الركاب الأثرياء أو سعداء الحظ، وهم مبتدئون بالكامل، يتحضرون للمشاركة في إحدى المهمات الفضائية الخاصة الكثيرة التي يُحضر لها.

بعد ستين عاما على أول رحلة مأهولة إلى الفضاء الخارجي، يقترب بزوغ فجر السياحة الفضائية، أول خطوة نحو فتح الفضاء أمام العامة.

وتطور شركتا "فيرجن غالاكتيك" و"بلو أوريجين" حاليا مركبات قادرة على إرسال زبائن لدقائق قليلة فوق حدود الفضاء، أو ما يُسمى الرحلات الفضائية دون المدارية.

ويروي غلين كينغ مدير برنامج التدريب الفضائي في مركز "ناستار سنتر" الخاص الشريك مع جهات كبيرة في القطاع، لوكالة فرانس برس أن "الشخص الأكبر سنا الذي دربته كان يبلغ 88 عاما".

وتدرب حوالى 400 راكب مستقبلي على "فيرجن غالاكتيك"، بينهم كثيرون من "رجال ونساء الأعمال"، في مقر الشركة بولاية بنسيلفانيا الأميركية.

ويستمر برنامج التدريب يومين فقط، مع دروس نظرية صباحية ثم عمليات محاكاة عدة في جهاز طرد مركزي بشري. وتعيد ذراع يقرب طولها من ثمانية أمتار في حركة دوران سريعة إنتاج قوة الجاذبية الموازية لتلك الموجودة داخل المركبة خلال الرحلة، كذلك يتواجد فريق طبي في الموقع.

وقبلا، كانت يمكن للتدريبات التي تجريها وكالة ناسا أن تستمر "سنتين"، لكن بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين "يريدون اليوم إرسالهم إلى الفضاء، علينا تقليص الفترة إلى بضعة أيام".

وهذا الأمر ممكن لأن الزبائن "ليسوا سوى ركاب" ولا مهام كثيرة يتولونها خلال هذه الرحلات باستثناء بعض "الاسترخاء" و"تأمل المنظر".

ويؤكد كينغ أن نسبة نجاح البرنامج تبلغ "99,9 %"، والهدف يكمن خصوصا في طمأنتهم عبر الإظهار لهم بأنهم قادرون على تحمل السرعة، في مقابل دفع مبلغ يراوح بين أربعة آلاف وعشرة آلاف دولار، تبعا لحاجات التدريب.

ويبقى سعر الرحلات الفضائية الباهظ العائق الأكبر أمام تعميمها على نطاق أوسع.

وقد اشترى حوالى ستمئة شخص تذاكر لهم لرحلات مع "فيرجين غالاكتيك" المملوكة للملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، وتراوح تكلفة التذكرة بين مئتي ألف ومئتين خمسين ألف دولار. كما تضم قائمة الانتظار آلاف الأسماء.

ومن المقرر إطلاق العمليات "بداية 2022"، وتعتزم الشركة على المدى الطويل تسيير أربعمئة رحلة سنويا.

أما "بلو أوريجين" فلم تعلن أي سعر أو جدول زمني للرحلات.

لكن بصرف النظر عن المسألة المادية، هل سيتمكن الجميع من المشاركة في مثل هذه الرحلات، أم أن مشكلات صحية قد تمنع البعض من ذلك.

ويقول غلين كينغ "لستم بحاجة لأن تكونوا بصحة ممتازة اليوم لتتمكنوا من الذهاب إلى الفضاء"، وهو يوضح أنه درّب أشخاصا يضعون أطرافا اصطناعية أو يعانون السكري أو مشكلات صحية أخرى.

وأوصت الوكالة الأميركية المشرفة على الطيران، "اف ايه ايه"، منذ 2006 بأن يجيب "الركاب التجاريون" المستقبليون في رحلات الفضاء دون المدارية، على "استبيان بسيط" يتناول سجلهم الطبي وأيضا الصحة الذهنية.