رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سلطة وحساء».. روشتة طبية لمواجهة السمنة خلال شهر رمضان

السمنة
السمنة

ربما تهدد العادات الخاطئة في الطعام التي يمارسها المسلمون خلال شهر رمضان جهود الدولة طوال العام في المواجهة والسعي، للحد من معدلات السّمنة التي يعاني منها عدد كبير من المصريين الذي جاء أطفاله محتلين وحدهم 20٪ من مصابي السمنة داخل الوطن، أما عالميًا فقد جاءت النساء المصريات في المركز الثاني في ارتفاع معدلات السمنة عالميًا. 

ربما تتضاعف كذلك أزمة ارتفاع معدلات السمنة هذا العام في رمضان 2021 مثلما حدث العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا، الذي تبعه عدة إجراءات تفرض على المواطنين المكوث في المنزل لفترات طويلة خشية الإصابة بالعدوى.

وقال الدكتور إبراهيم عبد النبي، استشاري الجهاز الهضمي، لـ«الدستور» إن تغيير نمط العادات الغذائية خلال شهر رمضان يؤدي بالكثيرين إلى زيادة أوزانهم، معددًا تلك الأسباب بأنها تتمثل في نوعية الطعام وترتيب تناوله في وجبة الإفطار، والمشروبات الرمضانية وقلة شرب المياه وتناول الفاكهة والأكلات الدسمة والسكريات في السحور، إضافة إلى قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
 

أشار عبدالنبي إلى دور تفشي فيروس كورونا في هذه الزيادة، موضحًا أن الوباء فرض على المواطنين عدم الخروح والبعد عن التجمعات ما يدفعهم لقضاء أوقات أطول في المنزل، وغالبًا يستغرقون في متابعة برامج التليفزيون التي يكثر عرضها خلال الشهر الكريم، وتناول الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات العالية كالمقليات والحلويات بأصنافها، الأمر الذي يزيد من الخمول البدني ويعزز الوزن الزائد وكذلك يدفع الجسم نحو الإصابة بالسمنة. 

لتجنّب ارتفاع معدلات السمنة لما لها من أخطار عديدة وتسببها في الإصابة بالأمراض، نصح عبد النبي المصريين بالبدء في تناول وجبات خفيفة ذات سعرات حرارية منخفضة في بداية الإفطار كالحساء والسلطة، موضحًا أنها تساعد على سرعة الشعور بالامتلاء، مشددًا على ضرورة عدم تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة وذات السعرات الحرارية العالية. 

وتعد السمنة من أخطر أمراض العصر، لكونها ظاهرة مرضية راجعة لتغيير نمط الحياة ونوعية الوجبات وتوفير الأطعمة غير الصحية مصحوبة بقلة النشاط البدني، كما تمثل السمنة مشكلة تخص الكبار والصغار، وتعد من أخطر مشكلات الأطفال سريعة الانتشار، وقد أثبتت الأبحاث الطبية ارتباط حدوث السمنة في الصغر بحدوثها في الكبر، أي أن الطفل السمين غالبا ما يصاب بالسمنة في مستقبل حياته، وقد أثبتت الإحصاءات أن 20 % من أطفال مصر يعانون من السمنة.

ويستغل كثيرون شهر رمضان كفرصة لإنقاص الوزن، وتتعدد طرق الحميات الغذائية منها «ريجيم الصيام المتقطع»، وبالرغم من أننا نصوم قرابة 16 ساعة في اليوم وهذا يشبه نظام الصيام المتقطع الذي نتبعه لإنقاص الوزن، إلا أنه في رمضان كثير من الأشخاص وزنهم يزيد.

بدورها، قدمت أخصائية الجهاز الهضمي والتغذية العلاجية الدكتورة مرام نبيل أسباب زيادة الوزن في رمضان وهى:

• عدم شرب ما يكفي من الماء، لأن شرب كمية كافية من السوائل هو مفتاح فقدان الوزن خلال شهر رمضان، فهو يمنع الإصابة بالجفاف أثناء الصيام، ويتحكم في الرغبة الشديدة في تناول السكر بعد الإفطار.

• الإفراط في تناول الطعام، فتناول وجبة إفطار خفيفة تتضمن كميات معقولة من الطعام تكفي لشعورك بالشبع حتى السحور هي قاعدة أساسية لانقاص الوزن.

• كثرة تناول الحلويات والسكريات أهم أسباب زيادة الوزن في رمضان، ودائماً ننصح باستبدالها بالسكريات الطبيعية مثل الفواكه.

وكشفت الدراسة أجريت في 195 دولة حول العالم في فترة زمنية امتدت لـ35 عاما من 1980 إلى 2015، عن أن معدل السمنة مستمر في الارتفاع حول العالم منذ عام 1980 مع تضاعف معدل انتشار السمنة في 70 دولة، وتقع الولايات المتحدة على رأس القائمة بين الدول التي يرتفع فيها معدل السمنة بين الأطفال والبالغين، إذ يعاني منها 13% من الأمريكيين.. 
 

وتحتل مصر المركز الأول في انتشار السمنة بين البالغين، إذ تصل نسبة من يعانون منها من السكان إلى 35 % وأن 30% من سكان العالم (نحو 2.2 مليار) من الأطفال والبالغين يعانون من آثار زيادة الوزن، ويعاني 108 ملايين طفل و600 مليون بالغ تم تصنيفهم كمتأثرين بانخفاض مؤشر كتلة الجسم إلى مستويات أقل من 30 درجة.

لعل من أبرز جهود الدولة في مكافحة السمنة ما أعلنته وزارة الصحة والسكان من فحص 8 ملايين و60 ألفاً و967 طالبًا بمختلف مدارس الجمهورية، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكشف المبكر عن أمراض (الأنيميا والسمنة والتقزم) لدى طلاب المرحلة الابتدائية، وذلك منذ إطلاقها مطلع شهر نوفمبر الماضى، والتي جاءت فى إطار حرص الدولة على الحفاظ على صحة وسلامة مواطنيها، وخاصة الأطفال.