رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلف الأشقاء.. قيس سعيد يُنهى زيارة ناجحة إلى مصر

جريدة الدستور


أنهى الرئيس التونسى، قيس سعيد، اليوم، زيارته إلى مصر، التى استمرت لمدة ٣ أيام، وكانت محط أنظار سياسيى الشرق الأوسط والمجتمع الدولى.
واختتم «سعيد» الزيارة بحضور احتفالية فنية مصرية- تونسية، على المسرح الكبير بدار الأوبرا، بمناسبة إعلان «٢٠٢١ - ٢٠٢٢» عامًا للثقافة المصرية- التونسية، برفقة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار.
وأحيا الحفل المطرب التونسى الكبير لطفى بوشناق والمطربة ريهام عبدالحكيم، بمصاحبة الفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمى.
واتفق الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره التونسى على إعلان «٢٠٢١ -٢٠٢٢» عامًا للثقافة المصرية التونسية.
وزار الرئيس التونسى، أمس، كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكان فى استقباله القس تادرس، المسئول عن الكاتدرائية. وقال القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الرئيس التونسى تعرف على معالم الكاتدرائية. وفى ختام الزيارة قدم القس تادرس هدية تذكارية للرئيس الضيف، عبارة عن أيقونة زيارة العائلة المقدسة لمصر.
كما زار الرئيس التونسى مقر مشيخة الأزهر، حيث التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
ورحَّب الإمام الأكبر ووفد رفيع المستوى من علماء الأزهر الشريف بالرئيس التونسى فى رحاب مشيخة الأزهر، حيث عقد الطرفان لقاءً تناول سبل تعزيز العلاقات العلمية والثقافية التى تربط بين ‏الأزهر وتونس، كما ناقش اللقاء أهمية ترسيخ الفكر المعتدل ‏ومكافحة التطرف، والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية.‏
وتربط الأزهر الشريف والجمهورية التونسية علاقات تاريخية على المستويين العلمى والثقافى، وقد استقبلت جامعة الأزهر على مدار تاريخها علماء تونسيين بارزين، أشهرهم ابن ‏خلدون الذى عمل مدرسًا بالجامع الأزهر، والشيخ محمد الخضر حسين، الشيخ الواحد والأربعون للأزهر الشريف، حيث تولى ‏مشيخة الأزهر فى ١٩٥٢.
والتقى الرئيس التونسى، خلال الزيارة، الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وأجرى جولات تفقدية فى عدد من المناطق بالقاهرة التاريخية وزار المتحف القومى للحضارة المصرية وصلى فى مسجدى الحسين وعمرو بن العاص.
عبير موسى: عناصر الجماعة غاضبون.. وهيكل المكى: تطابق فى المواقف
الأحزاب والإعلام التونسى: تعاون بيّن لمكافحة الإرهاب

ثمّنت الأحزاب التونسية زيارة الرئيس التونسى، قيس سعيد، القاهرة ولقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الوقت الذى تابع فيه الإعلام التونسى والغربى الزيارة باهتمام كبير.
وأشادت رئيسة الحزب الدستورى الحر، عبير موسى، بهذه الزيارة، قائلة إنها ضربة لأعدائها، وفقًا لموقع «المراقب التونسى».
ونقل الموقع التونسى عن عبير موسى قولها إن أهم نقطة فى هذه الزيارة هى الاتفاق مع الرئيس السيسى على مقاومة تنظيم الإخوان وفروعه، فى إشارة إلى حركة النهضة.
وأكدت أن مكافحة الإرهاب وجماعة الإخوان أهم النقاط التى تم الاتفاق عليها بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وقيس سعيد، مشددة على أن تجفيف منابع الإرهاب من أهم مطالب الشعب التونسى.
واعتبرت أن الغاضبين من زيارة الرئيس التونسى إلى مصر هم جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرة إلى أن الرئيس التونسى كشف عن الوجه الحقيقى للجماعة، مشددة على أن الإخوان فكرها ظلامى متطرف والشعب التونسى يرفضها.
وأشارت إلى أن حزبها يناضل ضد جرائم جماعة الإخوان الإرهابية فى تونس، مبينة أن سياسة الإخوان أوصلت تونس إلى مرحلة الظلام والفساد الحكومى.
وأضافت أن الجماعة لديها مخطط لتدمير الدولة؛ والحل فى تونس هو إزاحة جماعة الإخوان من المشهد السياسى، لأن الجماعة أرادت تدمير الفن والإبداع والثقافة، كما أن لها مخططات لتفكيك الدولة ونحن نتصدى لها.
ونقل موقع «المراقب التونسى» عن مصادر مطلعة قولها إن هناك أسبابًا كثيرة وراء زيارة الرئيس قيس سعيد مصر ولقائه الرئيس السيسى، أبرزها تشكيل تحالف مصرى تونسى قد يمتد إلى دول أخرى لمواجهة الصراعات الداخلية فى تونس، والمتمثلة فى حركة «النهضة» الإخوانية.
وأوضحت المصادر أن الرئيس سعيد يريد من خلال هذه الزيارة تشكيل تحالف لمواجهة حركة «النهضة» الإخوانية التى فازت فى آخر انتخابات تشريعية تونسية.
وأشاد هيكل المكى، النائب عن حركة الشعب التونسى خلال تدوينة نشرها على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعى، بزيارة الرئيس التونسى قيس سعيد إلى مصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما أشاد بتطابق المواقف بين البلدين والتماهى فى الرؤى والتصورات والمواقف بخصوص عدة قضايا دولية، واعتبر أن قيس سعيد يمثل المستقبل، وأن تنظيم الإخوان ذاهب إلى الزوال، حسبما أفادت إذاعة «آى إف إم» التونسية.
وتصاعدت أزمة بين الرئيس سعيد وحركة «النهضة»، ذراع الإخوان فى تونس، بسبب موقف الرئيس من عدم المصادقة على التعديل الوزارى وعلى قانون المحكمة الدستورية الذى أعده البرلمان مؤخرًا.
ولا يزال الإعلام التونسى يحتفى بالزيارة، حيث سلطت إذاعة «موزاييك» التونسية الضوء على لقاء الرئيس التونسى مع الجالية التونسية فى القاهرة.
وقالت إن اللقاء تطرق إلى الواقع التونسى الذى وصفته بالمرهق والمقرف، على حد تعبيرها، وعزت ذلك إلى غياب إرادة خالصة ونية صادقة والتى بإمكانها أن تخرج تونس من هذا الوضع الذى تردت فيه بسهولة، على حد تعبيرها.
ولفتت إلى تصريحات الرئيس التونسى خلال اللقاء، التى أكد فيها الدور المهم للتونسيين بالخارج فى تعزيز إشعاع تونس وتطوير علاقاتها وشراكاتها مع دول الإقامة فى عدة مجالات، مثمنًا ما يتحلى به التونسيون بالخارج من حس وطنى عالٍ ورغبة صادقة فى المساهمة الفاعلة فى مواجهة التحديات التى تواجهها تونس، كما نقلت إشادة «سعيد» بانتهاء مشاكل التأشيرة والتنقل بين البلدين، قائلًا: «الحمد لله، الإخوة فى مصر كلهم على استعداد لتجاوز الإشكالات».
وأشارت «موزاييك»، أيضًا، إلى إشادة «سعيد» بالعلاقات التاريخية المتميزة التى تجمع تونس ومصر، وتصريحاته التى قال فيها: «التاريخ جمعنا فى السابق وفى الحاضر وسيجمعنا فى المستقبل»، مستعرضًا التبادل الثقافى والحضارى والعلمى بين البلدين على امتداد التاريخ.
فيما لفتت صحيفة «الصباح» التونسية إلى تأكيد الرئيس سعيد دعم مصر فى ملف سد النهضة.
وأوضحت الصحيفة، فى تقرير لها، أن سعيد اعتبر أن قضية أمن الماء المصرى جزء من الأمن القومى العربى، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على حق مصر فى إمدادات المياه من نهر النيل باعتباره قضية مصيرية، معربًا عن الأمل فى التوصل إلى اتفاق عادل وشامل بين الدول الثلاث من أجل ملء وتشغيل سد النهضة.
وأشارت إلى تشديد الرئيس التونسى على أن تونس لن تقبل بالمساس بالأمن المائى لمصر، حيث أعرب عن مساندته الرئيس السيسى فى جهوده الرامية إلى إيجاد حلول عادلة تضمن الحفاظ على الأمن القومى لمصر الشقيقة وليس على حسابها.
وقد استضافت إذاعة «مونت كارلو»، الفرنسية، الخبير المتخصص فى تاريخ العلاقات الدولية فرج معتوق، الذى أكد أن مصر تجد فى تونس صوتًا مساندًا ومرحبًا به.

.. وتقرير بريطانى: البلدان معًا فى دعم ليبيا وأزمة سد النهضة

أبرزت صحيفة «آراب ويكلى»، البريطانية، أهمية زيارة الرئيس التونسى، قيس سعيد، إلى مصر، معتبرة أن الزيارة جاءت لتؤكد نقاط الاتفاق ووجهات النظر المشتركة بين البلدين فى العديد من الملفات، على رأسها الملف الليبى والأمن المائى المصرى.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس التونسى أعرب خلال زيارته الرسمية الأولى للقاهرة عن دعمه مخاوف مصر فيما يخص أمنها المائى، على خلفية زيادة التوترات مع إثيوبيا بشأن ملف سد النهضة، حيث شدد «سعيد» على أن موقف مصر فى أى محفل دولى حول المياه هو موقف تونس، كما أعرب عن رفض بلده المساس بالأمن المائى لمصر، قائلًا: «أى ضرر يلحق بأمن مصر المائى غير مقبول».
كما ثمّن الرئيس سعيد، خلال كلمته فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول السبت، الجهود المخلصة التى تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل بشأن قواعد ملء وتشغيل السد لحفظ حقوقها المائية التاريخية فى مياه النيل.
وأضافت الصحيفة أن زيارة الرئيس التونسى لمصر أكدت أيضًا دعم تونس موقف مصر وجهودها فى دعم الانتقال والاستقرار فى ليبيا كقضية أمن قومى للبلدين، معتبرة أن الزيارة تبرز الدور المشترك للبلدين فى دعم هذا الجهد، نظرًا لكون المسألة الليبية مجال اهتمام مشترك بين مصر وتونس بحكم الجوار.
وأشارت إلى أهمية توقيت زيارة قيس سعيد إلى مصر، حيث إنها جاءت مباشرة بعد زيارته إلى ليبيا فى مارس الماضى، كأول رئيس يزورها بعد تسلم الحكومة الليبية الجديدة مهامها، ما يشير إلى حرص البلدين على الاستمرار فى دعم الشعب الليبى الشقيق لاستكمال آليات إدارة بلاده، وتثبيت دعائم السلم والاستقرار.
وذكرت الصحيفة أن محاربة الجماعات الإرهابية ووقف مصادر دعمها تعد أيضًا من أبرز نقاط الاتفاق بين مصر وتونس، والتى أبرزتها زيارة قيس سعيد، مضيفة أنه من المرجح أن تكون هذه النقطة بالذات موضع خلاف مع تشكيلات تيار الإسلام السياسى والشخصيات الإسلامية البارزة فى تونس، الذين أعربوا حتى قبل وصول «سعيد» إلى مصر عن غضبهم وقلقهم من الزيارة.
وكشفت عن أن زيارة الرئيس «سعيد» أثارت حفيظة جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسى، مشيرة إلى أن الرئيس التونسى السابق، المنصف المرزوقى، شنّ انتقادات للزيارة، متهمًا قيس سعيد بالتنكر للثورة، حيث قال إن «سعيد» لا يمثل الثورة التى سمحت له بالصعود إلى السلطة، ولا يمثل استقلال تونس، ووحدة دولتها، حسب ادعائه.
وتابعت الصحيفة: «لم تعلق الرئاسة التونسية على تصريحات المرزوقى، لكنها قالت، فى بيان الخميس، إن زيارة الرئيس لمصر تهدف إلى مد جسور التواصل وتعزيز التشاور والتنسيق بين قيادتى البلدين، كما لم تعلق حركة «النهضة» رسميًا على الزيارة، فى وقت عبّر فيه أنصارها عن غضبهم من قرار الرئيس التونسى لقاء نظيره المصرى، حيث اعتبروه مفاجئًا لهم ويحمل دلالات سياسية فى ظل خلافات بين مؤسسة رئاسة الجمهورية وزعيم الحركة «راشد الغنوشى».