رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحاربات.. الرائدات الريفيات: نواجه الزواج المبكر وكثرة الإنجاب ضمن «حياة كريمة»

جريدة الدستور


تعمل الدولة المصرية فى إطار المشروع القومى لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة» على تعزيز الوعى بأهمية تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، ومردود ذلك على صحة الأم والطفل، وتغيير المعتقدات الصحية الخاطئة وغير ذلك من المفاهيم الاجتماعية.

وفى هذا الشأن يبرز دور «الرائدات الريفيات» اللاتى يسهمن فى تحقيق هذا الهدف المهم، عبر نشر وتعميق الرسائل المجتمعية والتعليمية والصحية السليمة لأفراد الأسرة الريفية، على نحو يدعم مفهوم الحماية الاجتماعية الشاملة. 

وفى السطور التالية، يتحدث عدد من المسئولين والرائدات الريفيات لـ«الدستور» حول الأنشطة المجتمعية التى تنفذها الرائدات فى مجتمعاتهن الريفية، وكيف يتعاملن مع الأزمات الداخلية فى القرى والنجوع ونوعية الخدمات التى يقدمنها.


سامية مصطفى: دورنا نشر الوعى وتجهيز اليتيمات
كشفت سامية مصطفى عبدالعزيز، رائدة ريفية عضو المجلس القومى للمرأة رئيس مجلس جمعية الرائدات المصريات فى الإسماعيلية، عن أنها تعمل رائدة ريفية منذ عام ١٩٩٨، مشيرة إلى أنه يجب أن تتوفر فى تلك الوظيفة عدة محددات، أهمها أن تكون من أهل المكان الذى تخدم فيه وهذا شرط أساسى، وأن تكون محبة للعمل الاجتماعى ولديها القدرة على خدمة الغير، والتوعية ومساعدة السيدات للحصول على المعاش.

وقالت إنه فى أيام فترة الحظر الخاصة بوباء «كورونا» كان يعمل فى المكان المحيط بها ٦ رائدات، وكان دورهن الحفاظ على المصابين وتوعية الأهالى ومساعدتهم، مشددة على أن «أهم شىء أن تكون الرائدة محبة للغير وحسنة السمعة حتى تستطيع توصيل المعلومة ومساعدة المتلقى، وتجهيز اليتيمات وإجراء أبحاث خاصة ببرنامج تكافل وكرامة».

وذكرت أن الرائدة الريفية هى الدينامو فى المكان، مقدمة الشكر للدكتورة نيفين القباج على مساعدتهن، حيث لا تتأخر فى الرد عليهن فى أى استفسار، كما تعطيهن دفعة معنوية ووعدتهن بالمساعدة من خلال رفع المكافآت الخاصة بهن. ولفتت إلى أن الرائدة هى التى تحاول كسب قلوب كل سكان القرية التى تعمل بها، وتحاول مساعدتهم وتوجيههم دون تعب أو كلل.

جيهان حمدى: أشعر بالسعادة عندما أرى نتيجة جهدى

قالت جيهان حمدى، من محافظة المنيا، حاصلة على دبلوم فنى صناعى: «عملت رائدة ريفية منذ عام ١٩٩٣، وكنت أعلم منذ البداية أنه عمل تطوعى وليس له راتب شهرى». وأضافت: «أحببت هذا العمل لأنى أقدم من خلاله رسالة للغير وأساعد أهل القرية من خلال التوعية والنصائح، وأشعر بالسعادة عندما أرى نتيجة هذا الجهد مع من حولى وهذا ما شجعنى على الاستمرار، وثقة السيدات كانت الدعم النفسى الذى جعلنى أستمر». وعن البرامج التى تناقشها، تابعت: «آخر تقرير تم طلبه منا كان فى برنامج وعى عن الزواج المبكر، وكان من خلال توعية ١٠٠ أسرة، وذهبت إلى عدة أماكن لعمل زيارات منزلية للتوعية بهذه القضية».

نيفين القباج: توفير تأمين صحى واجتماعى.. وتزويدهن بـ20 ألف تابلت

قالت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى وافق على زيادة أعداد الرائدات الريفيات المثقفات إلى ١٠ آلاف رائدة مجتمعية، مع إضافة ١٠ آلاف أخريات من فتيات «تكافل وكرامة» المتعلمات، ليصبح الإجمالى ٢٠ ألف رائدة لتعزيز الوعى المجتمعى.

وأضافت الوزيرة أن الرائدات يسهمن فى نشر مفاهيم تنمية الأسرة والتربية الإيجابية وتنمية الطفولة المبكرة، وترسيخ صورة صحيحة للمرأة، وأهمية الاستثمار فى البشر، ضمن برنامجى «مواطنة ووعى»، إضافة إلى قضايا النساء، مثل الزواج المبكر وختان الإناث والاتجار بالبشر وتمكين النساء ذوات الإعاقة وتكريم وتوقير السيدات المسنات.

وذكرت أن دور الرائدات المجتمعيات مهم للغاية، لافتة إلى رفع مكافآتهن إلى ٩٠٠ جنيه، إلى جانب توفير تأمين صحى واجتماعى لهن، مشيرة إلى أن وزارة التضامن بصدد تزويد الرائدات بـ٢٠ ألف تابلت للعمل على التوعية ورصد التغير المجتمعى على الأسر التى تم التعامل معها، والتغيير الذى يطرأ فى معتقدات واتجاهات وسلوكيات هذه الأسر، وكذلك دراسة حالة الأسر.
وأكدت أن التغيير المجتمعى مستمر ومتدرج، ويأتى ذلك فى إطار التحول الرقمى الذى تقوم به الوزارة على مستوى خدماتها وبرامجها، كما أنه سيتم تخصيص زيادة مالية للأبحاث والاستمارات التى تجريها الرائدات.

سعدية محمد: حبى للناس دافعى للعمل
قالت سعدية محمد، من محافظة القليوبية، حاصلة على الشهادة الإعدادية: «بدأت العمل كمتطوعة منذ عام ١٩٩٤ وحتى الآن، ونتمنى التعيين لأننا ما زلنا نحصل على أجر رمزى، والحمدلله الوزيرة زودت مرتبنا وقبضنا الشهور المتأخرة بمبلغ شهرى ٩٠٠ جنيه».
وأضافت: «عملت رائدة ريفية حبًا فى الناس والعمل على خدمتهم، وعندما بدأت العمل كنت أحصل على مبلغ ٤٦ جنيهًا، وكان زوجى يطالبنى بترك عملى، ولكنى رفضت حبًا فى خدمة الغير، راضية بما قسمه الله لى».

وتابعت: «توفى زوجى ومعى ولد وبنت متزوجان، وعمرى الآن ٤٩ عامًا، وقررت أن أستمر فى هذا العمل حتى لو كان دون مقابل، ويكفينى مساعدة الناس لى».

بسمة عبدالجواد: العادات تحتاج إلى تعامل خاص

ذكرت بسمة عبدالجواد، رائدة ريفية من محافظة سوهاج، أنها تخرجت فى معهد فنى صناعى وحاولت التطوع مع جمعيات خيرية لخدمة أهل القرية وكسب محبتهم فقط، مشيرة إلى أنها تعمل رائدة منذ ١١ عامًا وكانت تحصل على مبلغ ١٥٠ جنيهًا حتى وصلت إلى ٩٠٠ جنيه فى شهر مارس الماضى.
وقالت: «التحقت بالعمل كرائدة ريفية على أمل أن تكون لى وظيفة ثابتة، لكن اكتشفت بعد ذلك أنه عمل تطوعى، أما معظم الرائدات الريفيات فكان لهن الفضل فى مشروع تكافل وكرامة فى بحث الحالات وغيرها».
وأضافت: «نحن كرائدات ريفيات ننفذ حملات التوعية والتطعيمات وتنظيم الأسرة، وأيضًا فى أى محافل سياسية مثل الانتخابات ونحشد السيدات ونوعيهن بضرورة المشاركة السياسية، واشتركنا خلال جائحة كورونا مع جمعيات أهلية ووزعنا كمامات وكحول وأدوات تطهير، بالإضافة إلى أننا تعاونا مع المجلس القومى فى كل حملات طرق الأبواب، بالإضافة إلى التوعية ببرامج الوزارة مثل ختان الإناث».

سماح عصام: حملات لتنظيم الأسرة ووقف الختان

أكدت سماح عصام، من محافظة جنوب سيناء، أنها تعمل رائدة منذ ٩ سنوات، مشيرة إلى أنها أحبت العمل كرائدة رغم الصعوبات التى تواجهها.
وقالت: «العادات والتقاليد فى المحافظة مختلفة عن المحافظات الأخرى، وتحتاج إلى تعامل مختلف للوصول إلى الأسر وإقناعها».
وأضافت: «أبرز المشاكل التى تواجهنى كرائدة أن معظم الأسر لا يتعامل بالأوراق الرسمية، وهو ما يؤدى إلى تعطيل الأولاد فى دخولهم المدارس، أو استخراج شهادات الوفاة والمعاشات وغيرها».
وتابعت: «معظم الأسر تتزوج من خلال (الأصلة)، وهو زواج يقوم على الإشهار دون قسيمة زواج، لذلك أحتاج لجهد كبير لإقناعهم بضرورة تغيير هذه العادة التى تؤدى إلى حرمان بعض الأبناء من التعليم».