رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيران تشغّل أجهزة جديدة للطرد المركزى لتخصيب اليورانيوم

تخصيب اليورانيوم
تخصيب اليورانيوم

أعلنت إيران، اليوم السبت، أنها وضعت في الخدمة أجهزة جديدة محدثة للطرد المركزي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر ويُمنع استخدامها بموجب الاتفاق حول النووي الإيراني المبرم في 2015، مما قد يعقد المحادثات الجارية في فيينا لمحاولة إحياء هذا النص.
وفي مراسم عبر الفيديو بثها التليفزيون الحكومي مباشرة، دشّن الرئيس الإيراني حسن روحاني رسميًا سلسلة من 164 جهازا للطرد المركزي من نوع "آي ار-6" في منشأة نطنز النووية "وسط إيران".

كما أطلق تغذية بغاز اليورانيوم لسلسلتين أخريين تتضمن الأولى 30 جهازًا من نوع "آي آر-5"، والثانية 30 جهاز "آي آر-6"، لاختبارها.

كما أطلق الرئيس اختبارات للتحقق من "الاستقرار الميكانيكي" للجيل الأخير من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية "آي آر-9".

وكل هذه الأجهزة تسمح بتخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وبكميات أكبر من الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي "آي آر-1" وهي الوحيدة التي تسمح اتفاقية فيينا لإيران باستخدامها في الإنتاج.

وبشأن البحث والتطوير، يسمح اتفاق فيينا لإيران في هذه المرحلة باختبار عدد محدود جدا من أجهزة "آي آر-5" و"آي آر-4". وهذا يعني أن هذه الاختبارات الجديدة تتعارض مع التزامات طهران بموجب الاتفاق النووي.

ويقول مهندسو منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن الأجهزة "آي آر-6" و"آي آر-9" أقوى بعشرة مرات وخمسين مرة على التوالي من "آي آر-1".

يأتي هذا الإعلان في وقت تُجرى محادثات في فيينا بين إيران والدول الأخرى التي لا تزال مشاركة في اتفاق 2015 "ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا" حول طريقة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق المبرم في العاصمة النمسوية.

وقال مسئول أمريكي دون الكشف عن اسمه، الجمعة، إن واشنطن عرضت بشكل غير مباشر، اقتراحات "جادة للغاية" لإيران لإعادة إطلاق هذا الاتفاق وإن الأمريكيين ينتظرون تصرفًا مماثلًا من جانب إيران.

إلا أن التدابير التي أعلنتها الحكومة الإيرانية، اليوم السبت، لا تسير في هذا الاتجاه.

ولم يبث التليفزيون لقطات لتشغيل الأجهزة الجديدة لكنه عرض صفوفا عديدة من أجهزة الطرد المركزي المعنية.

وأكد روحاني مجددًا، خلال المراسم التي نُظّمت السبت، بمناسبة "اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية" أن البرنامج النووي لبلاده محض "سلمي".

اتفاق فيينا يحتضر منذ أن انسحبت منه الولايات المتحدة من جانب واحد في 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وإعادة فرض سيل من العقوبات الاقتصادية والمالية ضد إيران.

وردًا على ذلك، بدأت طهران تتخلى تدريجيا اعتبارا من مايو 2019 وتسارعت الوتيرة في الأشهر الأخيرة.

أعلن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أنه مستعدّ للعودة إلى الاتفاق وبالتالي رفع العقوبات بعد المفاوضات إلا أن إيران أبدت من جهتها استعدادها للعودة إلى التطبيق الكامل للنصّ، شرط أن ترفع الولايات المتحدة أولًا كل العقوبات التي فرضتها أو أعادت فرضها ضدها منذ العام 2018.

وترفض طهران أيضًا إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن.

واعتبر الاتحاد الأوروبي الذي ينسّق المفاوضات، أن المحادثات التي جرت هذا الأسبوع في فيينا بين إيران وشركائها لإنقاذ الاتفاق، "بناءة".

وبحسب روسيا، فإن الدبلوماسيين "سيجتمعون مجددا الأسبوع المقبل" في العاصمة النمسوية بهدف "الحفاظ على الدينامية الإيجابية".

ووفق طهران، سيُعقد هذا الاجتماع الأربعاء على مستوى نواب وزراء الخارجية.