رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مسافة السكة».. مصر تدعم لبنان سياسيا وإغاثيا لتجاوز أزماته

جريدة الدستور

تعد العلاقات المصرية اللبنانية من العلاقات الدولية التي تقوم على الترابط على كافة المستويات بين الشعوب والأنظمة الحاكمة، خاصة في هذا الوقت التي تشهد فيها مصر ازدهارا اقتصاديا وسياسيا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد في بداية توليه المسؤولية على عبارة "مسافة السكة" وتقديم الدعم من مصر لأشقائها في الدول العربية.

وتقف مصر دائمًا بجانب أشقائها في وقت الأزمات، وتحوز مكانة رائدة على مستوى العالم في مجال التضامن الإنساني، فهي تساعد أشقائها من الدول العربية سواء التي عانت من أزمات فيروس كورونا المستجد، أو من كوارث طبيعية أو حوادث مفاجئة، للخروج من محنتهم عبر إرسال المساعدات المادية لهم او دعم جهودهم في إرساء الاستقرار، ولم تقف الظروف الاقتصادية التي تعاني منها مصر كسائر دول العالم بسبب وباء فيروس كورونا عائقا أمام الدور الريادي والإنساني تجاه أشقائها، لتؤكد مصر وقيادتها السياسية أنها الشقيقة الكبرى للعالم العربي.

- زيارة وزير الخارجية لبيروت

بدأ وزير الخارجية سامح شكري، زيارة للعاصمة اللبنانية بيروت، صباح اليوم الأربعاء، واستقبله الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء، بقصر بعبدا، في مستهل زيارته إلى لبنان.

و قال وزير الخارجية، سامح شكري، إن مصر على استعداد لتقديم كامل الدعم لاستقرار لبنان وتجاوز أزمته، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير من لبنان خلال زيارة يلتقى خلالها بكبار المسئولين والقادة اللبنانيين، و وأكد حرص مصر على دعم لبنان واستقراره وبذل كافة الجهود المُمكنة الرامية إلى الخروج من الأزمة الحالية في لبنان، مشيرا إلى أنه حضر إلى لبنان بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحريص على مؤازرة لبنان.

وتأتى زيارة "شكري" في إطار الجهود المصرية الرامية إلى حث الفرقاء السياسيين اللبنانيين على الإسراع في تشكيل "حكومة الإنقاذ"، وذلك في ضوء الحرص الكبير لدى القيادة السياسية المصرية على استقرار لبنان وتجاوزه للأزمات التي يمر بها حاليا، وتتضمن زيارته لقاء يعقده مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.

كما تتضمن زيارة وزير الخارجية سلسلة من الاجتماعات استهلها بعقد مباحثات مع الرئيس اللبناني ميشال عون، ثم يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه برى، ولقاء آخر مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ثم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

و تشمل لقاءات وزير الخارجية رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إلى جانب اتصال هاتفي يجريه مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعدما تعذر اللقاء بينهما في ضوء إصابة الأخير بفيروس كورونا مؤخرا.

وكان في استقبال "شكري" بمطار رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت)، وزير الخارجية اللبناني شربل وهبه، وسفير مصر لدى لبنان الدكتور ياسر علوى، وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، ويرافق وفد يضم السفير نزيه النجارى، مساعد وزير الخارجية، والمستشار محمد عاطف، بوزارة الخارجية.


- مساعدات مصر في انفجار بيروت

ففي انفجار مرفأ بيروت أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقتها على دعم مصر وتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني، واستعدادها التام لتقديم كافة أشكال الدعم من خلال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة في هذا الصدد وتسخير إمكاناتها لمساعدة الأشقاء في لبنان في جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.

كما ناشد الرئيس السيسي الوطنيين المخلصين في لبنان على اختلاف مواقعهم، النأي بوطنهم عن التجاذبات والصراعات الإقليمية،وتركيز جهودهم على تقوية مؤسسات الدولة الوطنية اللبنانية، وتلبية تطلعات الشعب اللبناني عبر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحتمية التي لا مجال لتأجيلها، بما يؤهل لبنان للحصول على ثقة المؤسسات المالية الدولية والدعم الدولي، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على مسيرة لبنان نحو تحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء.

وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أقامت الدولة المصرية جسرين جوي وبحري مع الجانب اللبناني، من أجل مساعدتهم في عبور محنة انفجار ميناء بيروت البحري ففي 4 أغسطس الماضي أرسلت مصر سفينة و16 طائرة عسكرية حملوا عددا من الأطباء ومئات الأطنان من المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية، بالإضافة إلى طائرة محملة ببروتوكول علاج فيروس كورون المستجد،.

كما شمل الجسر الجوي الإغاثي المصري عشرات الأطنان من المواد الغذائية الأساسية لا سيما الدقيق، وذلك حرصا على استمرار دور عمل المخابز والأفران في دورة إنتاج الخبز، بعد تعرض المخزون الاستراتيجي من القمح والدقيق للفقدان باعتبار أن صوامع التخزين الرئيسية كانت تقع بداخل ميناء بيروت البحري حيث بؤرة الانفجار.

- مساندة قوية للقضية العربية واقامة سوق مشتركة

وتتطور العلاقات المصرية اللبنانية دائما إلى الأفضل في مختلف المجالات، وقد ساندت مصر عملية السلام إلى أن انسحبت القوات الإسرائيلية من لبنان في عام 2000.

وتستند العلاقات المصرية اللبنانية على عدة أسس منها تأكيد سياسات مصر القومية إزاء مختلف القضايا والدول العربية عموما ومن بينها لبنان والتي تقوم على أساس احترام إرادة وسيادة كل دولة عربية، ومساندة قضايا الأمة العربية في استرداد حقها بالوسائل المشروعة، والسعي لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط يعيد لكل الدول العربية حقوقها كاملة والعمل على تحقيق التضامن العربي، وإقامة سوق عربية مشتركة انطلاقا من تدعيم العلاقات الثنائية بين مصر وكل دولة عربية، وتشجيع الأمر نفسه بين مختلف الدول العربية.

- مساعدات مصرية لمواجهة كورونا
وفي 28 يناير الماضي، توجهت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان المصرية، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، في زيارة إلى لبنان على رأس وفد من الوزارة، برفقة شحنات من الأدوية، والمستلزمات والأجهزة الطبية، وحليب الأطفال، لدعم لبنان خلال جائحة فيروس كورونا المستجد.

و قامت مصر وقتها بتسليم شحنات المساعدات التي وصلت على متن 3 طائرات عسكرية بدعم القوات المسلحة المصرية، مشيرًا إلى أن تلك المساعدات تشمل 16 طنا من حليب الأطفال، بالإضافة إلى شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية بلغت 15 طنا، تضم مستلزمات وقائية مثل ماسكات جراحية وجوانتيات ونظارات حماية، وجاون وغيرها، وأدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا، وذلك لدعم القطاع الصحي في لبنان.

كما قامت بتسليم الشحنة الثالثة أيضًا وتشمل 7. 6 طن من الأجهزة الطبية، استجابة لمطلب جامعة الدول العربية لإعداد شحنة من الأجهزة الطبية وإرسالها إلى لبنان، في إطار جهود جامعة الدولة العربية لتقديم ما تحتاجه الأنظمة الصحية من دعم بالدول الأعضاء.

وأكدت مصر استمرار الجسر الجوي بين مصر ولبنان، الذي بدأ منذ حادث مرفأ بيروت، وتم من خلاله إرسال شحنات من المساعدات الطبية إلى لبنان تشمل الأدوية بكافة أنواعها، ومحاليل، ومستلزمات طبية وجراحية وآلات عمليات، على متن طائرتين عسكريتين، بالإضافة إلى إرسال شحنة من الأدوية والمستلزمات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا المستجد.