رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ليها طعم تاني».. سلمي الشماع تكشف أجواء بدايات عملها في التليفزيون

سلمي الشماع
سلمي الشماع

تبقى الإعلامية القديرة سلمى الشماع سيدة من زمن «الإعلام الجميل»، وإحدى أيقونات صرح «ماسبيرو»، والتي تمكنت عبر شاشته من اختراق قلوب المشاهدين في رحلة بدأتها من خلال تقديم مجموعة من البرامج الناجحة أمثال «النادي الدولي» و«زووم»، وأنهتها بالعمل رئيسة لقناة «النيل للمنوعات».

لكن العلامة الأبرز في مسيرتها كان دورها في صناعة جيل كامل من المبدعين والذين أصبحوا في الوقت الحالي ملء السمع والبصر، لكن كيف أخذت في طريقها للمجد كل هؤلاء النجوم؟

الشماع كشفت في أحد حواراتها مقاطع من سيرتها الإذاعية والتي كانت سببا لاحقا في تقديم عدد من نجوم الإبداع في الزمن الحالي قائلة: منذ مرحلة الطفولة كانت الكتابة والقراءة من أهم أولوياتى وأعظم هواياتى، وبقيت ملازمة لى طيلة حياتى اللاحقة ما دفعنى للالتحاق بكلية الآداب، لكنى نزولًا على رغبة الأهل التحقت بقسم اللغة الفرنسية، وهو أمر لم يكُن متوافقا مع رغباتى، لذا سرعان ما تمردت على وصايا الأسرة واتخذت قرار الانتقال لقسم الصحافة، امتثالا لرغبتى فى ممارسة هذه المهنة العظيمة، التى كانت حينها «صاحبة جلالة» بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

لكن الصدفة وحدها جعلتنى أترك الصحافة، ففى بداية عملى فى «الأهرام» أطلق الرئيس السادات «ثورة التصحيح»، وكان «ماسبيرو» على رأس المؤسسات التى طالتها قراراته، وحدث استبعاد لعدد من المذيعات، وطلب التليفزيون وقتها وجوهًا جديدة، فطلب منى عدد من كبار الكتّاب التقدم للاختبارات فرفضت أولا ثم تراجعت عن موقفى نظرا لإلحاحهم، وقدمت أوراقى، وظننت أن لجنة الاختيار سترفضنى، لكنهم فاجأوني ولم يفعلوا.

فى بدايات عملى داخل التليفزيون كانت الأجواء «ليها طعم تانى»، فـ«ماسبيرو» كان أشبه بخلية نحل، وتشع من بين جدرانه رائحة الثقافة والعمل، ورئيسات القنوات كن من أصحاب المستوى الثقافى الرفيع والفريد.

وكان من حُسن حظى حينها العمل تحت رئاسة المذيعة تماضر توفيق، التى أراها واحدة من أهم مثقفات الوطن العربى، بثقافتها عابرة الحدود، وهى من أكثر النماذج التى أبهرتنى على الإطلاق طيلة مسيرتى الإعلامية، ومن بعدها كانت كوثر هيكل وأخريات.

فى هذه الآونة كنا نخضع لتدريب مكثف جدا وتمرينات تمتد أحيانا لمدة ٢٤ ساعة دون أن نشعر بالضجر أو الملل، فلم يكن هناك أعظم من أن تجد نفسك تتلقى مبادئ وأصول العمل الإعلامى على أيدى مجموعة من فطاحل الإعلام الكبار، على رأسهم الوزير العظيم عبدالقادر حاتم.

اعتبر نفسى مثل كشاف الكرة الشهير «عبده البقال» لكن فى قناة «النيل للمنوعات»، لأنى استطعت فعلًا تقليده، لكن على الصعيدين الفنى والإعلامى، ويعود الفضل فى ذلك لخبراتى واطلاعى على ثقافات مختلفة ومتعددة.

ويكفى أننى خلال هذه الفترة فتحت أبواب الإبداع أمام فئة كبيرة من الشباب، فى وقت كان مجرد دخول مبنى «ماسبيرو» يحتاج إلى توصية، لذا تواصل معى مئات الموهوبين من أجل تبنى مواهبهم، ومنهم كتاب مثل ناصر عبدالرحمن وعبدالرحيم كمال، وفنانون مثل تامر حسنى ومحمد حماقى وغيرهما.