رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجل يصنع التاريخ



قد يعتقد البعض اننى فى هذا المقال سوف امتدح
السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى بسبب تلك الآحتفالية التاريخية التى لم يشهد العالم الحديث مثلها من قبل عندما شارك سيادته فى ذلك المشهد الاستثنائى الذى قدمت فيه الدولة المصرية ماضيها العريق بحاضرها الواعد وصولاً الى الجمهورية الجديدة التى سوف يصنعها الشعب المصرى مع قيادته الطموحة الرشيدة....ولكننى فى الحقيقة سوف اتناول ذلك الحدث التاريخى من منظور مختلف ورؤية بعيدة عن مجرد الإشادة والتهنئة بتلك الليلة الرائعة التى شهدها العالم بأسره عندما رأى موكب ملوك وملكات مصر الفرعونية فى هذا المشهد المهيب الذى خطف القلوب والآبصار والعقول وأثبت للعالم عظمة الشعب المصرى منذ بداية التاريخ وحتى يومنا هذا وهو يقدم عرضاً اسطورياً فريداً لموكب المومياوات من المتحف المصرى بميدان التحرير وصولاً إلى المتحف القومى للحضارات بمدينة الفسطاط فى عرض تناقلته مختلف القنوات الفضائية العالمية شرقاً وغرباً فى رسالة قوية تعلن عن حكاية شعب ووطن تبهر العالم .
اننى اليوم أتحدث عن قائد استطاع خلال الفترة التى تولى فيها سفينة الوطن ان يعيد الثقة والانتماء لابناء هذا الشعب بعد فترة كادت هويته ان تضيع بين سنوات حكم مترهلة روتينية ليس فيها أى نوع من الخلق أو الآبداع أو التطوير أعقبها اختلاس حكم البلاد بمعرفة عصابة الاخوان الارهابية والتى عانى فيها الشعب من الشعور بالاقصاء والغربة والضياع وهو يرى دولته على وشك التمزق والتشرذم ويتم الاستعداد لتسليمها وتقسيمها وفقاً لمخطط مرسوم منذ عشرات السنين لحساب دول و أجهزة استخباراتية تبذل الغالى والنفيس للسيطرة على الدولة الكبرى فى الشرق الاوسط .
لم يكن أشد المتفائلين بيننا يتصور ان حكم جماعة الاخوان لن يستمر اكثر من عاماً واحداً حيث تصدى الجيش المصرى لمحاولات تمزيق الوطن وإنحاز لصالح ابناء الشعب الاصيل البسيط لينقذه من غيابات الاكاذيب والضلال والفاشية الدينية ويبدأ القائد عبد الفتاح السيسى مشواراً مليئاً بالصعاب والازمات والتحديات وهو يتسلم دولة مهلهلة تعانى من الخوف وفقدان الشعور بالآمن والآمان وتتعرض يومياً للعشرات من العمليات الارهابية من قبل المنظمات المواليه لجماعة الآخوان وسقط العشرات من الشهداء الابرار من ابطالنا من الجيش والشرطة وهم يواجهون تلك العمليات وكانت دمائهم الذكية وقوداً يلهب زملائهم على مواصلة المسيرة حتى شارفنا على القضاء على الارهاب ومفاصله الى حد كبير....ولعل من ابرز ما كان ملفتاً لنا جميعاً فى هذا التوقيت ان الزى العسكرى المموه كان محل تكالب من الشباب و الاطفال وهم يرتدونه فى حياتهم العادية بفخر واعتزاز سواء فى المدارس أو الجامعات أو حتى فى الاعياد وهو ما أعطى انطباعاً عن مدى الانتماء الذى تحقق بعد تلك السنوات العجاف التى كاد هؤلاء الشباب بسببها ان يفقدوا هويتهم وشعورهم بوطنهم.
وتوالت المعارك فى مختلف مجالات الحياة حيث شملت على سبيل المثال لا الحصر مواجهة العشوائيات والامراض وتحديث الطرق وبناء المصانع وإنشاء المدن الحديثة وتطوير البنية الاساسية فى المراكز والقرى والمدن بالاضافة الى عشرات المبادرات الانسانية التى تهدف الى تحقيق حياة كريمة للمواطن المصرى أينما كان.
قد يكون ما ذكرته ليس غائباً عن الاذهان ولكن الاهم من ذلك هو القدرة على "الابداع" وتحدى الصعاب والتغلب عليها...القدرة على "التطور والتطوير" فالقيادة تختلف تماماً عن الادارة فهى تتميز عنها بالقدرة على التفكير الخلاق والتطور المستمر وصناعة الاحداث وان تكون فاعلاً وليس مفعولاً به وكذلك استثمار الاحداث الغير عادية ليجعل منها مناسبات استثنائية متفردة يتحدث عنها العالم بكل الاعجاب والانبهار مثلما حدث عندما نجح رجال قناة السويس فى تعويم السفينة الجانحة بتصميم وعزيمة انحنى لها العالم تقديراً واكباراً... ثم تلك الاحتفالية والموكب المهيب لاجدادنا من ملوك وملكات الفراعنة فى مشهد اعتقد انه لن يتكرر مرة أخرى فى المستقبل المنظور...واذا حدث فلن يكون إلا فى مصرنا الغالية فقط .
من هنا جاءت فكرة مقال اليوم....كيف تكون قائداً يصنع التاريخ وليس مجرد جزءاً من هذا التاريخ لقد وضع الرئيس عبد الفتاح السيسى العالم كله فى موضع المشاهد وليس المشارك على تاريخنا العريق وعلى شبابنا المخلص الذى تولد لديه ذلك الشعور الوطنى بالولاء والانتماء مرة أخرى لوطنه نتيجة ما يراه على ارض الواقع من انجازات تهدف فى المقام الآول الى تقدمه وتحقيق أماله واحلامه.
لقد نجح السيد الرئيس فى ان يربط شباب اليوم ورجال المستقبل بتاريخ وطنهم العريق وهو ما يمثل نقطة انطلاق لهم للحفاظ عليه والعمل على صنع حضارته الحديثة لتستمر مسيرة العطاء جيلاً بعد جيل ليكتب فى سجل الحضارة القديمة والحديثة ان "التاريخ صنع فى مصر".

وتحيا مصر...