رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوركسترا الموكب الملكى: أياد ذهبية تعزف ألحانًًا أبدية

الموكب الملكي
الموكب الملكي


في لحظة يتوقف فيها الزمن ويحبس العالم أنفاسه، انتظارًا لدق طبول انطلاق الموكب الملكي من المتحف المصري بميدان التحرير إلى متحف الحضارة بإحدى المدن التراثية العريقة "الفسطاط"، في مشهد مهيب يليق بنقل عدد كبير من المومياوات الملكية حرصت 400 فضائية عالمية على نقل مشاهده للعالم أجمع.

22 مومياء ملكية تُنقل بعربات فرعونية جُهزت خصيصًا لنقل الملوك والملكات الفرعونية القُدامى، وسط حفل مهيب ذات طابع جنائزي يقدمه أوركسترا وكورال دار الأوبرا بقيادة المايسترو العالمي نادر العباسي بالتزامن مع انتشار العازفين والراقصين في خط سير الموكب الملكي.

وعكفت الأوركسترا والكورال للتجهيز لهذا الحدث فترة تجاوزت 3 أشهر تقريبًا، في ظل استعدادات وبروفات مكثفة ودقيقة، كي يقدما لنا وللعالم أجمع عملا فنيا راقيا يليق بموكب الملوك والملكات القُدامى.. "الدستور" تواصلت مع عدد من أعضاء فريق الأوركسترا والكورال لرصد كواليس الحفل الملكي.
عازف: اشتركت ضمن الأوركسترا في وقت قاتل
محمد سيف اليزل، عازف كونتر باص بالأوركسترا، حالفه حظ المشاركة في الموكب الفرعوني الملكي حينما وقع عليه الاختيار من قبل المايسترو العالمي نادر العباسي قبل أيام معدودة فقط لم تتجاوز الأسبوع من موعد حدث نقل المومياوات الملكية، وحينها لم تسعه السعادة والفرحة من استقبال خبر إشراكه في الحفل: "في البداية لم أكن موجودًا ضمن الأوركسترا، بالتالي لم أحضر البروفات والتجهيزات، ويوميًا كنت أتمنى أن أشارك في حدث عظيم زي ده، خاصة مع صدفة أنني ساكن في الوجهة المقابلة للمتحف، تقريبًا كنت كل يوم أشوف المتحف بتخيل نفسي جالس على الكرسي ومعي عصا الكونتر باص انتظر إشارة المايسترو للبدء، مع مجموعة من كبار العازفين المحترفين في مصر في حدث بهذا القدر من العظمة".

لم يكن إشراكي في الأوركسترا قبل أسبوع من موعد الاحتفال بالأمر الصعب، هكذا علق عازف الكونترباص على مشاركته في وقت قاتل من موعد الحدث، موضحًا أن العازفين المحترفين يعتمدون على خبرتهم الكبيرة في قراءة النوت الموسيقية وليس الحفظ، إذ إنهم يدونون تعبيرات الألحان، لتنفيذها أثناء العزف، مشيرًا إلى أن أهمية البروفات تكمن في تنفيذ رؤية المايسترو لإخراج العمل الموسيقي.

كشف عازف الكونترباص أن عملية اختيار المشاركين في أوركسترا وكورال حفل الموكب الملكي العظيم جاء وفق رؤية المايسترو نادر العباسي، وهو واحد ضمن أكثر القادة في مصر احترافية وأكثرهم موهبة موسيقية، فمن المؤكد أنه وضع معايير فنية دقيقة لاختيار أعضاء الأوركسترا.

ستتحرك عجلات حربية على جانبي الطريق أثناء الموكب، بالتزامن مع انتشار العازفين والراقصين في خط سير الموكب، وذلك على أنغام حفل الأوركسترا والكورال الموسيقى، وسط حشد رسمي وإعلامي غير مسبوق.



نور الألفي: بنغني مقطوعات هيروغليفي تليق بعظمة الأجداد

نورا الألفي، تشارك في كورال أوركسترا الموكب الملكي، وصفت كواليس وتجهيزات الحفل بأنه أعظم عمل أوبرالي شاركت فيه حتى الآن، وعلى الرغم من صغر سنها، إذ لم تتجاوز عمر الـ25 بعد، إلا أنها أختيرت لتكون ضمن أحد أبرز وأهم المشاركين في الأوركسترا الملكي.

جميع الأعمال الفنية التي ستقدمها الأوركسترا أُعدت خصيصًا لهذا الحدث، تقولها "الألفى" مؤكدة أن الأغاني والمقطوعات جميعها جديدة لم تُعرض في أي حفل سابق غير أنها تشمل عددا من اللغات على رأسها اللغة الهيروغليفية، وخلال فترة إعداد وتطوير المقطوعات الفنية تمت مراعاة لون الحدث، إذ يطغى على جميع الأعمال الطابع الجنائزي وتسيطر العظمة والفخر على الألحان.

"لا مجال للخطأ"، قالتها "الألفى" في تحد بأن هذا هو شعار الأوركسترا والكورال، إذ إن هذا العظيم غير مسموح إطلاقًا بأي نوع من الخطأ، مرجعة ذلك إلى أنه سيبدأ برنامج الكورال والأوركسترا بمجرد انطلاق الموكب من المتحف المصري، وكل خطوة يتحركها الموكب يجب أن تتماشى مع المقطوعة أو الأغنية التي ستُذاع، وهنا تكمن صعوبة ودقة برنامج الحفل، لأن التوقيت محسوب بالثانية وليس هناك رفاهية التأخير أو التقديم عن سير الموكب الملكي العظيم.

صُنعت سيارات مخصوصة لكل من ملوك وملكات مصر القديمة استعدادًا لانطلاق الموكب الملكي، والتي تحمل شعارًا موحدًا وتحمل اسم ولقب الملك أو الملكة باللغة العربية والإنجليزية والهيروغليفية.



عازفة كمنجة: أجدادنا كانوا معانا في البروفات

أميرة أحمد علي، عازفة كمنجة، واحدة ضمن فريق الأوركسترا الذي أسسسه المايسترو نادر العباسي في عام 2018 ويُطلق عليه أوركسترا الهارموني، مؤكدة أن الهارموني يشارك بشكل أساسي في الاحتفالات الضخمة والأحداث العظيمة، لذا اُختيرت ضمن الأوركستيرا في حفل الموكب الملكي.

أما عن الأعمال الفنية التي ستقدمها الأوركسترا في الحفل تقول أميرة: "هو عمل فني موحد عبارة عن مزيج من الأغاني والموسيقى الشرقية والغربية، غير أن هناك مقطوعات فنية يغنيها الكورال باللغة الهيروغليفية ودا كان أهم لقطة في العمل الفني حتى تتماشى مع طبيعة الحدث الفرعوني".

شاركت عازفة الكمنجة في العديد من الحفلات داخل وخارج مصر، إلا أنها أعربت عن اعتزازها وفخرها بمشاركتها في حدث جلل على هذا القدر، معلقة: "بمجرد ما كنا نبدأ البروفات كنا بنحس بفخر وعظمة تتملك من كل فرد في الفريق، ودا ملوش غير تفسير واحد وهو أننا كنا نستمد العظمة دي من أجدادنا الفراعنة".

يضم الموكب 22 مومياء من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، والتي تعود إلى عصور الأسر "17 و18 و19 و20".


عازف إيقاع: سنقدم حفلًا يحكي عنه التاريخ
"سنفوق كل التوقعات"، هكذا أعرب محمد عرفة، عازف إيقاع غربي عن فخره بالمشاركة ضمن حفل نقل المومياوات الملكية، إذ أنه تم التجهيز والإعداد المسبق للحفل منذ أكثر من 3 شهور، وهي فترة ليست بقليلة للاستعداد لأي حفل، لذا يؤكد عازف الإيقاع على أنه هو وجميع أفراد الأوركسترا وهم العازفين بالإضافة إلى الكورال سيقدمون حفلًا يحكي عنه التاريخ.

يقول عازف الإيقاع إنه لا توجد كلمات تستطيع وصف شعوره، نظرًا لاختياره ومشاركته في هذا الحدث العظيم، موضحًا أنه شارك في العديد من الأعمال الفنية والاحتفالات الضخمة، ولكن يبقى هذا الحفل له طابع خاص وعلى قدر من الأهمية، موكدًا سأحكي للجميع عن مشاركتي في هذا العمل التاريخي العظيم.

أوضح عازف الإيقاع أنه لا يوجد عمل فني بدون آلات الإيقاع، فهو جزء أساسي لا يتجزأ من العمل الفني، سواءً كان إيقاعًا غربيًا أو شرقيًأ، معلقًا: " الإيقاع يعطي اللحن الموسيقي أو المقطوعة أو أي عمل فني بشكل عام لونا خاصا وطابعا مختلفا عن أي عمل فني آخر، كمان الإيقاع بيكون أحد العوامل الهامة اللي بتميز المقطوعة الموسيقية عن غيرها من المقطوعات الأخرى، وله دور كبير في جذب الانتباه وتغيير الحالة العامة والموود.. فهو يتحكم في العمل الفني بشكل كبير".