رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريان جديد.. خبراء: «الدلتا الجديدة» يضيف مليون فدان.. ويوفر 5 ملايين فرصة عمل

الدلتا الجديدة
الدلتا الجديدة

قبل أيام، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى إطلاق المشروع القومى الجديد للتنمية الزراعية المتكاملة، تحت اسم «الدلتا الجديدة»، الذى يستهدف استصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان، من أجل تحقيق الأمن الغذائى، ومواجهة متطلبات الزيادة المستمرة من السلع الغذائية فى ظل زيادة السكان، والحد من الاعتماد على استيراد السلع الغذائية الاستراتيجية وجاء توجيه الرئيس بتنفيذ المشروع وضغط المدة الخاصة به، من ٣ مراحل على مدار ٦ سنوات، إلى مرحلة واحدة خلال عامين، فى ضوء ما تبين من الأهمية القصوى للقطاع الزراعى خلال أزمة جائحة «كورونا»، ما يتطلب من الحكومة البدء الفورى فى تنفيذ هذا المشروع القومى الكبير.

«الدستور» تلتقى فى السطور التالية عددًا من أساتذة وخبراء الزراعة والاقتصاد الزراعى، ومسئولين بوزارة الزراعة، للتعرف على أهم مزايا وأهداف المشروع، وعوائده المتوقعة على الاقتصاد المصرى.



«الزراعة»:قريب من الطرق والموانئ الرئيسية.. ويقلل كثافة السكان فى الوادى

قال الدكتور عباس الشناوى، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن مشروع «الدلتا الجديدة» يتضمن إضافة مليون فدان إلى ما تمتلكه مصر من أراض زراعية، فى إطار استراتيجية الدولة للتوسع الأفقى فى الأراضى الزراعية والإنتاج الزراعى، من أجل مواجهة الزيادة السكانية التى تحتاج لتوفير الأمن الغذائى.

وأضاف «الشناوى»: «المليون فدان الجديدة تمت دراستها دراسة جيدة، من حيث استخدامها المياه الجوفية، والتركيبة المحصولية والبستانية، لتنفيذ المشروع باحترافية عالية، بما يسهم فى تعظيم الاستفادة من كل نقطة مياه، سواء الأمطار أو المياه الجوفية، من أجل توفير الأمن الغذائى، وزيادة دخل المزارعين». وشدد على أن قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة على استعداد تام للمشاركة فى مشروع «الدلتا الجديدة»، سواء بدعم مستلزمات الإنتاج، أو التوعية والإرشاد، خاصة ما يتعلق بتوفير هذه المستلزمات والأسمدة والمبيدات. وإلى جانب الإنتاج الزراعى، تتضمن «الدلتا الجديدة»- وفق «الشناوى»- إقامة مشروعات ثروة حيوانية وداجنة، بما يجعلها منطقة جذب سكانى عالية الكثافة، من أجل فك الازدحام السكانى فى منطقة الدلتا والوادى القديم. واستعرض الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، مزايا المشروع، قائلًا إنه قريب من الدلتا القديمة والموانئ والطرق الرئيسية، على رأسها «محور الضبعة»، كما أن اختيار المنطقة الحالية للمشروع تم وفقًا لدراسات بحثية لتصنيف التربة، بمشاركة مركز البحوث الزراعية، ومركز بحوث الصحراء، وهيئة التعمير والتنمية الزراعية، والعديد من الجامعات المصرية. وأضاف: «هذه البحوث بينت أن أراضى الدلتا الجديدة صالحة للزراعة ومميزة، ويمكنها أن تكون منطقة متكاملة توفر ما لا يقل عن ٥ ملايين فرصة عمل، سواء فى زراعة الأراضى، أو فى المشروعات الزراعية والصناعية المقامة على هامش الزراعة، إضافة إلى فرص عمل فى الأنشطة المكملة، مثل: إعداد شبكات الأراضى، والمشروعات اللوجستية، والمبيدات والبذور والتقاوى». وإلى جانب توفير فرص العمل هذه، يوفر المشروع العديد من فرص الاستثمار، ويسهم فى زيادة الرقعة الزراعية، وتقليل الكثافة السكانية فى الوادى والدلتا، عبر الخروج إلى مناطق جديدة يمكن زراعتها، مع الاستفادة من شبكات الطرق التى نفذتها الدولة خلال السبع سنوات الماضية، وفق متحدث «الزراعة». ونوه إلى أن تنفيذ المشروع يتزامن مع استصلاح مليون ونصف المليون فدان فى غرب مصر وشرق العوينات، وتنفيذ ١٨ تجمعًا زراعيًا صناعيًا متكاملًا فى سيناء، فضلًا عن مشروع الـ١٠٠ ألف صوبة زراعية وإنتاجيتها التى تعادل مليون فدان.

مستشار الوزير:يستفيد من «محور الضبعة» والقطار الكهربائى السريع

أشاد الدكتور نعيم مصيلحى، مستشار وزير الزراعة للتوسع الأفقى، باختيار الموقع الحالى لمشروع «الدلتا الجديدة»، فى ظل وجود محور «روض الفرج- الضبعة»، الذى يربط شرق القاهرة بمناطق السويس والساحل الشمالى الغربى، بما يُمكن من نقل الخدمات إلى المشروع، ونقل منتجاته بسهولة ويسر، سواء كانت للاستهلاك المحلى أو التصدير عن طريق الموانئ.

وأضاف «مصيلحى»: «كما أن هناك ميزة أخرى فى المكان، تتمثل فى قربه من موقع مرور القطار السريع (العلمين- السخنة)، الذى سيتم تنفيذه قريبًا، إلى جانب وقوعه فى منطقة قريبة من القاهرة والجيزة والإسكندرية ومطروح والبحيرة، بما يعمل على سهولة نقل العمال والمعدات، كما أن قربه من الموانئ يدعم تصدير المنتجات الزراعية إلى الأسواق العالمية».

وأشار إلى توفير المشروع العديد من فرص العمل، سواء فى أعمال البنية التحتية، أو فى الزراعة والاستصلاح، بالإضافة إلى مساهمته فى إقامة تجمعات صناعية، مثل مصانع التعبئة والتغليف، إلى جانب تشغيل النقل.

ونوه إلى توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضغط مدة تنفيذ المشروع، من ٣ مراحل على مدار ٦ سنوات، إلى مرحلة واحدة خلال عامين، بما يتطلب العمل على «التوازى» وليس «التوالى»، عبر عمل كل الجهات معًا فى وقت واحد.

وشدد على أن مصر تسعى من خلال هذا المشروع إلى تعويض ما فقدته من أراض خصبة فى الدلتا القديمة، بهدف تحقيق الأمن الغذائى للشعب، ومعادلة الزيادة الكبيرة فى النمو السكانى المتزايد، وتقليل تكلفة الاستيراد.

وكشف عن أن الدراسات التى أجريت على مدار ٣ أشهر أكدت أن ٩٠٪ من أراضى المشروع تصلح لزراعة مختلف المحاصيل، مع إمكانية التوسع المستقبلى، مضيفًا: «هذه الدراسات تؤكد أن المنطقة يمكن أن تستوعب زراعة مليون و١٠٠ ألف فدان، منها نصف مليون فى مشروع «مستقبل مصر»، و٦٠٠ ألف فدان أخرى فى «محور الضبعة». واختتم «عقب الانتهاء من دراسات البنية التحتية، سيبدأ استقبال الخريجين، لتدريبهم على أنظمة الزراعة والصناعات المقرر تنفيذها على هامش هذه المشروعات، فى إطار سعى المشروع للقضاء على البطالة، وتحقيق الاكتفاء الذاتى، وتوفير العديد من فرص العمل».


سعيد خليل:يحد من إنفاق العملة الصعبة
إلى جانب المساهمة فى توفير العديد من فرص العمل، تساعد مشروعات القطاع الزراعى عامة، وعلى رأسها مشروع «الدلتا الجديدة»، فى تنمية قطاعات كثيرة، على رأسها الصناعة والتصدير، وفق الدكتور سعيد خليل، أستاذ الهندسة الوراثية بمركز البحوث الزراعية. وقال «خليل» إنه من خلال تنفيذ تلك المشروعات فإن مصر ستحقق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، وتصدر الفائض إلى الخارج، وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار. وأضاف أستاذ الهندسة الوراثية بمركز البحوث الزراعية: «هذا سيترتب عليه تمكين مصر من توفير نفقات الاستيراد بالعملات الصعبة من الخارج، الأمر الذى تعمل عليه الحكومة والجهات المعنية منذ فترة طويلة».

حامد عبدالدايم:ترعة الحمام مصدر لمياه الرى
بَين الدكتور حامد عبدالدايم، الأستاذ فى مركز البحوث الزراعية، أن مشروع «الدلتا الجديدة» هو امتداد لمشروع «مستقبل مصر»، الذى تبلغ مساحته ٥٠٠ ألف فدان، ويقع شمال وجنوب «محور الضبعة»، على بعد ٣٠ كم من مدينة ٦ أكتوبر، وكشف المتحدث السابق باسم وزارة الزراعة عن أنه يتم رى أراضى «الدلتا الجديدة» من مياه ترعة «الحمام»، وهى صرف زراعى معالج، لافتًا إلى أنه ستتم زراعة أراضى المشروع بالمحاصيل التى تحتاجها مصر، لتقليل استيرادها من الخارج، وعلى رأسها القمح والحبوب عامة، ومحاصيل الأعلاف، والمحاصيل الزيتية. وشدد على أن المشروع ليس زراعيًا فقط، بل هو مشروع متكامل زراعى صناعى، باشتماله على محطات صناعية عديدة للإنتاج الصناعى.

شكرية المراكشى:يمثل المستقبل.. ويؤكد «هوية مصر»
وصفت الدكتورة شكرية المراكشى، خبيرة التنمية الزراعية والزراعات البديلة، مشروع «الدلتا الجديدة» بأنه خطوة مهمة، لتأكيد «هوية مصر الزراعية»، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الإنتاج الزراعى، وتصدير الفائض إلى الخارج.

وقالت خبيرة الزراعات البديلة: «من خلال هذه المشروعات الزراعية العملاقة، ستحقق مصر طفرة كبيرة فى الإنتاج الزراعى، خلال السنوات المقبلة، وتأتى الدلتا الجديدة على رأس هذه المشروعات الدلتا الجديدة، بما ستجذبه من استثمارات محلية وأجنبية فى مجال الزراعة».

وأضافت: «مشروع الدلتا الجديدة سيسهم فى تأمين احتياجات مصر من المحاصيل الزراعية، وتعزيز استراتيجية الدولة فى إقامة مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية حديثة، بالإضافة إلى توفير ملايين من فرص العمل الجديدة».

واختتمت «مشروع الدلتا الجديدة يمثل مستقبل مصر نحو التنمية الشاملة والحقيقية، لكونه يسعى إلى رفع كفاءة استغلال الموارد بشقيها الطبيعى والبشرى، ما يلزم الاستفادة فيه من إمكانات الجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية، وآراء العلماء والمختصين».

مصطفى السعدنى:يحقق الاكتفاء الذاتى من الغذاء ويقلل الاستيراد
قال الدكتور مصطفى السعدنى، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة دمنهور، إن مشروع «الدلتا الجديدة» يستهدف زيادة الرقعة الزراعية فى مصر، وهو أمر شديد الأهمية، فى ظل وجود أكثر من ١٠٠ مليون مواطن، ما جعل نصيب الفرد من الفدان الواحد ٠.١ وهى نسبة قليلة للغاية. وأضاف «السعدنى»: «المشروع يحل أزمة الفجوة الغذائية التى تعانى منها مصر بسبب تدنى نصيب الفرد من الرقعة الزراعية، ويحقق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، ويسهم فى ضبط ميزان المدفوعات، من خلال تقليل الواردات وزيادة الصادرات، عبر فتح أسواق جديدة للمحاصيل المصرية فى الخارج، مثلما حدث فى مشروع الـ١.٥ مليون فدان». واختتم بقوله إن المشروع سيرفع من كفاءة استغلال الموارد الطبيعية، عبر استصلاح الأراضى، إلى جانب توفير العديد من فرص العمل لتشغيل الشباب.


حاتم عمران:التكنولوجيا ستضاعف الإنتاج
توقع حاتم عمران، مهندس زراعى، أن يمثل مشروع «الدلتا الجديدة» نقلة زراعية تحقق الاكتفاء الذاتى لمصر من الغذاء، من خلال مساهمته فى زيادة الرقعة الزراعية إلى ٧.٦ مليون فدان، بحلول عام ٢٠٢٤.

وقال «عمران» إن المشروع سيضاعف الإنتاج الزراعى، خاصة مع استخدام التكنولوجيا واعتماده على الدراسات الحديثة ووقوعه فى منطقة «الضبعة»، بما يجعله امتدادًا لمشروع الـ١.٥ مليون فدان. وأضاف: «سيسهم المشروع فى توافر المحاصيل النوعية، والبدء فى عمليات التصدير إلى الخارج بكميات أكبر، وهو ما سيفتح بابًا للاستثمار الأجنبى فى السوق الزراعية المصرية، ويعود بالإيجاب على الاقتصاد الوطنى، إلى جانب توفيره أكثر من ٥ ملايين فرصة عمل».




جمال صيام:يسهم فى إقامة مجتمعات عمرانية ومناطق صناعية
اعتبر الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى، أن تنفيذ مشروع «الدلتا الجديدة» يعد ضخًا لدم جديد فى شرايين التربة، بما يعمل على إحياء زراعة أراضِ أهملت لقرون.

وقال «صيام» إنه بناءً على خطة الدولة سيضيف المشروع أكثر من مليون فدان إلى الرقعة الزراعية، على أن تروى بنظم الرى الحديثة، وتعتمد على المياه الجوفية.

ووصف اختيار موقع تلك الأراضى بأنه مثالى، موضحًا أن المشروع يقع على امتداد طريق «محور الضبعة»، الذى يقترب من أغلب محافظات الدلتا القديمة، المكتظة بالفلاحين والمستثمرين الزراعيين المحليين.

وأشار إلى أن زراعة أراضى المشروع ستعمل على زيادة خصوبتها، ما سيزيد من إنتاجيتها، ويدفع الفلاح والمستثمر على حدٍ سواء لشرائها وبذل جهد فيها.

وأضاف: «المزارع حاليًا يسعى إلى توصيل منتجه إلى الأسواق العالمية، وهو ما يوفره له هذا المشروع، بسبب قربه من الموانئ والطرق الرئيسية ومعظم المحافظات، الأمر الذى يسهل إجراءات التصدير ويقلل نفقاته على المُصدر، ويحافظ على السلعة طازجة وصحية لأطول فترة».


عبدالتواب زيدان:يتيح تربية عشرات الآلاف من الماشية
بشَّر عبدالتواب زيدان، خبير زراعى، بأن مشروع «الدلتا الجديدة» سيكون له أثر إيجابى بالغ على الأمن الغذائى فى مصر، عبر مساهمته فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية المختلفة، سواء الخضروات أو الفاكهة أو غيرهما.

وأضاف «زيدان»: «المشروع سيكون له أثر إيجابى أيضًا على إنتاج اللحوم، وذلك لأن المساحة الخضراء الجديدة ستتيح تربية عشرات الآلاف من الماشية بمختلف أنواعها، ما سيمنح مصر إنتاجًا محليًا أكبر من اللحوم، فلا تلجأ لاستيرادها».

وأشاد باستخدام مياه الصرف المعالجة فى زراعة أراضى المشروع، معتبرًا أنها خطوة على الطريق الصحيح فى استغلال كل قطرة مياه، واستكمالًا لخطة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاهتمام بالثروة المائية.

وأوضح أن «اهتمام الرئيس بالثروة المائية يتضح بشدة من خلال طرح عدة مشاريع قومية، خلال الفترة الأخيرة، من بينها مشروع تبطين الترع، الذى كانت له أهمية كبرى فى توفير مياهها المهدرة فى المحافظات والأقاليم، مرورًا بالاهتمام بالمياه الجوفية فى صحراء مصر».

وشدد «زيدان» على أهمية استصلاح الأراضى الصحراوية، واختيار بقعة جديدة لبدء هذا المشروع، لكون مصر تمتلك الكثير من الأراضى الصحراوية التى لا بد من استغلالها فى الاستصلاح الزراعى.


نقيب الفلاحين:يفتح أسواقًا للمحاصيل المصرية فى الخارج
وصف حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، مشروع «الدلتا الجديدة» بأنه «مثالى»، لأنه يعيد مصر لمكانتها التاريخية فى مجال الزراعة، ويسهم بشكل كبير فى توسيع الرقعة الزراعية، والحفاظ على المساحة الموجودة منها، وتحسين إنتاج المحاصيل.

وقال «أبوصدام» إن المشروع سيساعد فى فتح أسواق جديدة للمحاصيل المصرية فى الخارج، ما سيعود بالنفع على الاقتصاد القومى، من خلال تدفق الأموال بالعملة الصعبة.

وأشاد باختيار موقع مشروع «الدلتا الجديدة»، قائلًا: «منطقة إقامة المشروع مناسبة تمامًا، وستساعد فى زيادة الإنتاجية وتيسير النقل داخليًا وخارجيًا».


ونوه إلى أن الدولة اختارت بعناية أكبر مربع زراعى يحوى كمية كبيرة من المياه الجوفية المتجددة والصالحة، لزراعة معظم المحاصيل الاستراتيجية فى «الدلتا الجديدة».

وشدد على أن المشروع يسهم فى إقامة مجتمعات زراعية وعمرانية حديثة، ومناطق صناعية تقوم على الإنتاج الزراعى، ما يحقق الأمن الغذائى لكل المصريين.