رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحية للشعب الفلسطينى الصامد فى يوم الأرض




أحيا الفلسطينيون الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض فى ٣٠ مارس، والذى يوافق انتفاضة العرب الفلسطينيين داخل ما يسمى «دولة إسرائيل» عام ١٩٧٦ ضد مصادرة الأراضى فى بعض القرى الفلسطينية فى الجليل عرابة وسخنين وكفر قاسم، تلك الانتفاضة التى خضبت فيها دماء الشهداء والشهيدات الأراضى الفلسطينية، وعم الإضراب وعمت المسيرات كل فلسطين فى الداخل وفى الشتات لدعم انتفاضة عرب ١٩٤٨.

وأسفرت المواجهات فى هذا اليوم المجيد عن إصابة واعتقال المئات من الفلسطينيين وسقوط ٦ شهداء وشهيدات «خديجة شواهنة، خير أحمد ياسين، خضر عيد محمود خلايلة، رجاء حسين أبوريا، رأفت على زهدى، محسن سيد طه». وأحيت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية فى «إسرائيل» الذكرى بمدينة عرابة وسط التأكيد على أنه يجب أن تكون الذكرى مناسبة لإعادة الوحدة الوطنية والتأكيد على أن الأرض الفلسطينية هى أحد الثوابت التى لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها بأى حال من الأحوال. تجىء الذكرى الخامسة والأربعون ليوم الأرض هذا العام وسط تغول الاستيطان والاستيلاء على أكثر من ٧٠٪ من مساحة الضفة الغربية، ومع مزيد من انتهاكات واعتداءات الكيان المحتل، ومنها إقامة ٧٧ حاجزًا فجائيًا بين مدن وبلدات الضفة الغربية لترويع المدنيين فى شهر يناير الماضى، مع ضم مساحات واسعة من أراضى الضفة الغربية إلى حدود القدس الكبرى، وعدوان المستوطنين على رعاة الماشية وقطع وتحطيم المئات من أشجار الزيتون.

هذا بجانب هجمات المستوطنين فى ٢٠ فبراير، والتى أسفرت عن أكثر من ١٠٠ إصابة وعدد من الاعتقالات مع فتح سدود مياه الأمطارالإسرائيلية الآتية من المستوطنات شرق مدينة غزة، مما أدى إلى إغراق المزروعات فى قطاع غزة وقطع الكهرباء وغرق المواطنين بعد هدم مساكنهم وتشريدهم فى العراء، وذلك لابتلاع أراضيهم وطردهم وتهجيرهم وإحلال المستوطنين مكانهم. وتجىء الذكرى الخامسة والأربعون تحمل بصيصًا من الأمل فى موافقة المحكمة الجنائية الدولية على بدء التحقيق فى قيام إسرائيل بانتهاكات وجرائم حرب وتطهير عرقى ضد الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة، كما تحمل تفاؤلًا مشوبًا بالحذر بشأن اتفاق المصالحة الفلسطينية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية والمجلس الوطنى بدءًا من شهر مايو المقبل، مع توقيع الفصائل الفلسطينية على ميثاق شرف أكدت فيه حرصها على سير العملية الانتخابية بجميع مراحلها بشفافية ونزاهة بما يخدم الوحدة الوطنية والمصلحة العامة.

ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أهمية المصالحة وإجراء الانتخابات الفلسطينية، والتى تمثل ضغطًا وقلقًا للكيان الصهيونى، وها هو تصريح ناداف أرجمان، رئيس الشاباك الإسرائيلى، الذى أبدى غضبه وقلقه من جهود السلطة الفلسطينية لدفع التحقيق ضد إسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية، وقلقه أيضًا من خوض الانتخابات التشريعية بقوائم مشتركة بين الفصائل الفلسطينية والاتفاق على تشكيل حكومة مشتركة بين فتح وحماس، باعتبارها تهديدًا خطيرًا للكيان الصهيونى، هذا بجانب الأزمات داخل إسرائيل بسبب جائحة كورونا وتداعياتها الصحية والاقتصادية، بالإضافة إلى أنه فى حالة فشل تكوين حكومة إسرائيلية- بعد خوض ٤ انتخابات فيما يقرب من سنتين- سيضطر الكيان لخوض انتخابات خامسة.

وإننى أؤكد فى هذه الذكرى المجيدة على:

■ توجه الفلسطينيين للمحكمة الجنائية الدولية لرفع قضايا تفضح الممارسات الصهيونية التى تشكل فى مجموعها نظامًا عنصريًا يفرض نفسه على الشعب الفلسطينى.

■ إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس استعادة دورها القيادى النضالى.

■ تصعيد النضال الشعبى الفلسطينى بكل أشكاله والمقاومة المسلحة المشروعة ضد الاستعمار الصهيونى الاستيطانى الإحلالى.

■ إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطينى من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس الشريف، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، الذين يزيد عددهم على ٦ ملايين فلسطينى وفلسطينية.

■ الإفراج عن الأسرى والأسيرات فى سجون الاحتلال.

■ رفض التطبيع بكل أشكاله مع العدو الصهيونى واستمرار الشعوب العربية فى مقاطعته اقتصاديًا وثقافيًا وفنيًا ورياضيًا ومقاطعة بضائع الدول التى تدعمه وتدعم المستوطنات غير الشرعية.

كل التحية للشعب الفلسطينى، والمجد والخلود للشهداء، والحرية للأسرى والنصر للشعوب.