رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نصائح روزا».. دستور عمل إحسان عبد القدوس في عالم الصحافة

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

التحق إحسان عبدالقدوس بكلية الحقوق، وفور تخرجه بدأ العمل بمهنة المحاماة، لكن الفشل كان قرينه، وهو ما فسّره صاحب النظارة السوداء بالقول: «كنت أذهب للمحكمة وأحضر الجلسات، مرة أصادق القضاة فاترك عملي وأجلس معهم أتبادل الضحكات، وأحيانًا أخرى أدخل معهم فى خصومة وينشب بيننا صدام فأقوم بمهاجمتهم، لذا بعد فترة وجدت نفسي زاهدًا عن ممارسة تلك المهنة».

لاحقًا راودتني فكرة العمل بالصحافة، فكتبت مقالًا باسم مستعار، وأرسلته إلى السيدة روزا، فنال إعجابها ونشرته، وعندما لمحته منشورًا على صفحات الجريدة ذهبت إليها وأخبرتها بأنني الكاتب.

عندما علمت أنني الفاعل قامت قيامتها، وطالبتني بالابتعاد عن «صاحبة الجلالة» قائلة: «أنا مش عايزاك صحفي.. أنا تعبانة منها.. ومش ناقصة تعب تاني».

لكن رغبتها تلك لم تلق استجابة لدى، وعندها وليت وجهي شطر الكاتب الكبير محمد التابعي، الذي أسس وقتها مجلة «آخر ساعة»، فعرضت عليه العمل معه، فرحب بوجودي وعندما لمع نجمي واشتد قلمي، طلبت مني فاطمة اليوسف ترك «التابعي»، تمهيدًا لبدء العمل في جريدتها.

أضاف عبد القدوس: وقتها بدأت مرحلة جديدة في حياتي مع الصحافة من محطة «روزا» المجلة، لكن الرحلة كُتب عليها أن تتوقف في محطة السجن بفعل مقالي «هذا الرجل يجب أن يذهب»، الذى هاجمت فيه السفير البريطاني آنذاك.

بمجرد نشر المقال تدخل النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر حينها، وسجنني على الرغم من الصداقة الشديدة التي كانت تربطه بوالدتي فاطمة اليوسف.

بالرغم من أن «النقراشي» كان السبب الرئيسى فى حبسي، لكني لم أحمل ثمّة ضغينة تجاهه، فقد اعتبرت أنه نفذ ما تحتم عليه السياسة والمنصب الذي يتولاه تنفيذه.

بعد خروجي من السجن دعتني فاطمة اليوسف إلى مكتبها وخاطبتي قائلة: «لا يوجد رئيس تحرير أتى لـ(روزا) إلا وتعرض للسجن، وطالما واجهت نفس المصير فأنت الآن تستحق هذا المنصب».

وقتها كنت فى الـ26 من عمره وفى يومي الأول لجلوسي على كرسي رئيس التحرير أرسلت إليّ "روزا" طلبت من خلالها أن استعصم بقول الحق ونصرة الضعيف والبعد عن شهوة السلطة، إذا كنت أبحث عن مقعد صدق خالد ومؤثر فى تاريخ صاحبة الجلالة فهذا دستورك الذي يجب أن تعمل به، وتلك القصة طبقا لما ذكر نجله أحمد عبد القدوس في أحد حواراته الصحفية.