رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس علاقة أنور وجدى بجماعة الإخوان

 أنور وجدي
أنور وجدي

ربطت بين الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي وشقيق حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين "عبدالرحمن" صداقة قوية، في الوقت الذي كان فيه الأخير كاتبا مسرحيا ومؤسسا لمشروع المسرح الإسلامي للجماعة.

رغم أن الفنان الراحل كان يحاول طمس هذه الفترة من حياته ومسيرته الفنية، إلا أن عبدالرحمن البنا ترك في أوراقه ما لا يمكن محوه عن هذه الفترة التي كان فيها عبدالمنعم مدبولي مدافعًا عن المسرح الإسلامي باعتباره وسيلة لنشر الفضيلة ومكارم الأخلاق، حسبما جاء في "روزاليوسف" 2005 للكاتب أيمن الحكيم.

شارك الفنان عبدالمنعم مدبولي في عدد من المسرحيات التي كتبها "البنا"، ومنها مسرحية "غزوة بدر" وجسد فيها شخصية النضر بن الحارث.

وتدخل "مدبولي" لفرقة المسرح الإسلامي لجماعة الإخوان المسلمين حيث أرسل خطابًا لمدير مسرح حديقة الأزبكية يطلب الموافقة لإقامة حفل مسرحي للفرقة على خشبة مسرح حديقة الأزبكية عام 1952، لتقديم مسرحية "المعز لدين الله الفاطمي".

كما استخدمت جماعة الإخوان المسلمين الفنان عبدالمنعم مدبولي في هجومها على الفنان عادل إمام وقت زيارته لمحافظة أسيوط لإقامة عروض مسرحية بهدف التصدي للجماعات المتطرفة، فقد وصف "مدبولي" ما يقدمه عادل إمام بأنه فن زائف يغذي الإرهاب.

وقال "البنا" في مقال بعنوان "سيد الشغال.. لا تتعجب فنحن نكفيك شر الجهد وبذل المال"، يستعرض فيه الفنانون المشاركون في المسرح الإسلامي التابع للجماعة، إذ يقول، إن فريقهم الإسلامي قائم ومجهز بالمسرحيات الإسلامية الرفيعة والشخصيات المعروفة، ووصف الفنان عبدالمنعم مدبولي بأنه "توأم عادل إمام" الذي مثل معهم في "غزوة بدر" على مسرح حديقة الأزبكية في أغسطس 1946، في دور كوميدي "ضمضم الغفاري".

عقد لقاء بين الإمام الراحل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان والفنان الراحل أنور وجدي وقال إن الانطباع السائد في ذهن "وجدي" أن الإخوان ينظرون إلى الفنانين ككفرة يرتكبون المعاصي، في حين أنه بصفة شخصية يصلي ويقرأ القرآن كلما كان ذلك مستطاعًا.

"البنا" عقب على ذلك في منتهى الهدوء، قائلا: إن التمثيل ليس حرامًا في حد ذاته، ولكنه حرام إذا كان موضوعه حرامًا، وتبقى لديهم القدرة على تقديم خدمة عظمى للإسلام إذا عملوا على إنتاج أفلام أو مسرحيات تبني وتفيد المجتمع، وحينها سيكونون أكثر قدرة على نشر الدعوة الإسلامية من كثير من الوعاظ وأئمة المساجد، حسبما كتب محمد سعد في مقاله بالـ"المصريون".

البنا رحب بأنور وجدي وطلب منه أن يزوره بدار الإخوان المسلمين لتبادل الرأي، وعندما سمع"أنور وجدي" هذا الرد الجميل من "البنا" بكى وقبل يده ورأسـه، ثم قدم بعدهـا فيلم" ليلى بنت الفقراء".