رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلم لم ينكسر.. حكاية من سجلات مُحاربي السرطان

أحمد
أحمد

تنكسر المصاعب قهرًا أمام العزائم القوية، وتُصبح التحديات نقاط أمل يدفع الأقوياء لاستكمال المسير نحو أحلامهم، مثلما حدث مع بطل مصري حارب السرطان، منذ كان في الخامسة عشر من عمره.. ابتعد حُلمه قليلًا، لكنه التقطه مُتمسكًا رغم أوجاع الجسد، ليُعلن للعالم مولد قصة جديدة من بطولات مُحاربي «الكانسر».

في سجِلات فريق الأبطال الذين وهبوا أنفسهم لنشر البهجة بين محاربي السرطان، كان عبد الرحمن الروبيجي، قائد الفريق، يبحث عن قصص أبطاله.. حكايات وتحديات ونجاحات رغم الألم، ليبقى معها الأمل قويًا يهديهم في طريقهم نحو التعافي.. كانت قصة أحمد عادل حاضرة بقوة.

«كنت في الصف الثالث الإعدادي، كنت متفوقًا للغاية في دراستي.. أحب المدرسة.. لدي شغف كبير أن أثبت نفسي، وكان حلمي الالتحاق بكلية التربية، تحديدًا قسم اللغة العربية.. لكن اكتشفت وقتها إصابتي بالسرطان في الغدد الليمفاوية، وعرفت أنني مُقبل على مراحل علاجية صعبة» ـ يقول أحمد في تدوينته.

انهار الشاب.. شعر أن حُلمه تبدد.. لن يتمكن من الالتحاق بالتعليم الثانوي العام.. علاج ومستشفيات وفترات طويلة ستحول دون أن يُعطي وقتًا لدراسته الثانوية ـ هكذا شَعَر ـ وقرر أخيرًا الالتحاق بالتعليم الصناعي.

لم يتمكن الشاب من الحضور للمدرسة منتظمًا، واقتطع أوقاتًا كثيرًا بعيدًا عن دراسته بحثًا عن جلسات الكيماوي والتدخلات الطبية.. «نجحت في عامي الأول بصعوبة، وكذلك السنة الثانية.. ظللت هكذا حتى تعافيت من السرطان قبل العام الثالث من التعليم الفني الصناعي».

شعاع النور أضاء للشاب طريقه؛ بعد أن شاهد مُعلمين ومهندسين من خريجي كليات التحقوا بها بعد التعليم الفني.. «شجعوني حينما شاهدوا المستوى الدراسي ليّ.. كنت في هذا الوقت أظن أن حلم الالتحاق بكلية التربية تبدد، لكن الأمل عاد من جديد، وبالفعل، انتهيت من الثانوي الصناعي، والتحقت بمعهد فني صناعي في الزقازيق، شعبة عمارة، وحصلت على الترتيب الأول على الدفعة في عامي الأول، وهو ما شجعني على بذل المزيد، وفي العام الثاني حصلت على الامتياز في 7 مواد في الفصل الدراسي الأول، وحصلت على 95 % في الفصل الدراسي الثاني، بتقدير عام امتياز، وأصبح الحلم حقيقة، والتحقت بكلية الهندسة جامعة قناة السويس» ـ يقول أحمد.

الحلم لم ينكسر أمام عزيمة أحمد، ويبحث الآن عن أحلام أخرى: عرفت في هذا التوقيت كيف أن عوض الله جميل، وأن بعد العسر يسرًا واجعت صعوبات وإحباطات، لكنني كنت استمد طاقتي من أحد مستشفيات السرطان.. في كل زيارة للمستشفى كنت أجدد طاقتي وأملي في الحياة.. هذا علمني أنني سأكون شئ مهم في المستقبل، والآن حلمي أن أكون أكبر مهندس معماري في مصر.