رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحسين عبدالرازق يكتب: متشكرين يارجالة!


هل سينجح المصريون؟ هل هم حقاً قادرون علي إجتياز الأزمة بمفردهم، أم أنهم سيلجئون إلي طلب مساعدة الدول العظمي صاحبة الإمكانيات العظمي؟
إن طول السفينة ٤٠٠ متر، وعرضها ٥٩، ووزنها أكثر من ٢٢٠ ألف طن، فهل لدي المصريين من الإمكانيات ما يؤهلهم أو يساعدهم علي تعويم تلك الناقلة العملاقة ؟!
هل سيضطرون إلي تفريغ الحمولة؟، وكم من الوقت سيحتاجون لكي يعيدواالأمور إلي طبيعتها في القناة؟!
كل تلك الأسئلة وغيرها، لابد وأنها قد دارت بخلد عدد ليس بالقليل من سكان كوكبنا العامر هذا، والذين تعلقت أنظارهم طيلة الأسبوع الفائت بالمجري الملاحي العالمي بعد أن حنحت السفينة فيه!
الجميع قلقون، مترقبون، متحسبون، المحبين لبلدنا والكارهون، المحبون قلقون علي سمعة القناة ومستقبل الملاحة فيها، وهو أمر طبيعي كونهم محبين، والكارهين قلقين خوفاً من نجاح المصريين في إجتياز أزمتهم، التي وجدوا فيها فرصة للشماتة في وطن أحسن إليهم ولم يشكروه، وأكرمهم ولم يحمدوه،  كرهوه وجحدوه وأنكروه وناصبوه وأهله العداء. 
"ملحمة عبور جديدة" تحققت بجهود وسواعد المصريين، نجح خلالها رجال هيئة قناة السويس بقيادة الفريق أسامة ربيع في إنهاء أزمة السفينة الجانحة، وإعادة تسيير حركة الملاحة، بعد أسبوع كامل حبس العالم أنفاسه جراء تعطل الملاحة بالقناة، والذي كان له بالغ الأثر علي حركة التجارة العالمية، فمن المعروف أن قناة السويس وحدها تشكل ١٥ % من حركة الشحن العالمية، الأمر الذي دفع ببعض الدول إلي عرض تقديم المساعدة في تعويم السفينة، ظناً منهم أو "تيقناً" بأننا لن نكون قادرين بمفردنا علي إجتياز المحنة!
ولكن قال المصريون كلمتهم "إننا قادرون" بفضل من الله علي عبور أزمة التي لم نكن نحن المتسببين فيها كما يزعم الإخوان في إعلامهم ( إعلام الجرابيع ) والذين لم يتوقفوا للحظة واحدة، طيلة أيام الأزمة عن إظهاربعض ماتخفيه صدورهم من مشاعرالحقد والشماتة، والتي لم تكن يوماً من شيم الرجال!
نجح المصريون بمفردهم في تعويم ناقلة الحاويات العملاقة، بفضل جهود المخلصين الذين آلو علي أنفسهم فعل كل ما يمكن فعله لإعادة سريان الملاحة بالقناة، شريان التجارة العالمي، وأحد أهم مصادر الدخل الأجنبي لبلدنا.
 يقولون أن الأزمات تحمل في طياتها الفرص... لو صدقنا هذه العبارة لكان بإستطاعتنا القول وبمنتهي الأريحية، ان الأزمة الأخيرة للقناة منحتنا العديد من الفرص، منها وعلي رأسها، وفي مقدمتها، أنه قد تأكدلنا تماما، أن المصريين القائمين علي إدارة القناة قادرين متمكنين كفوئين، فقد نجحوا في أن يثبتوا للعالم أن المصريون معتادون علي مواجهة الطوارئ ولأزمات والتغلب علي الصعاب، لقد إنتبه العالم من جديد إلي أهمية القناة ومصر، فها هي أزمة عارضة" حتي وإن كانت كبيرة" ولكن تظل عارضة حدثت نتيجة سوء في الأحوال الجوية، أدت إلي شلل تجاري عالمي، وتعطلت بسببها أكثر من ٣٠٠ سفينة إصطفت جميعها بإنتظار العبور.
هذه هي مصر، وتلك قناتها، فانتبه أيها العالم، واصطف إلي جانبها بوجه كل من يضمرون لها ولأهلها الشر.
كان السيد الرئيس محقاً حين وضع ثقته الكاملة بأبناءه في هيئة قناة السويس،  فكانوا أحق بها وأهلها، ولم يخذلوه أو يخذلوا جموع المصريين.
إن ما بذله رجال هيئة قناة السويس من جهود مضنية ، طيلة أسبوع كامل واصلوا خلاله الليل بالنهار من أجل إعادة تسييرحركة الملاحة في القناة، يستحق ليس فقط شكر المصريين، بل وشكرالعالم أجمع لو كانوا منصفين. 
حفظ الله مصر وشعبها وأعان قائدها وزعيمها قائد جمع الحق والإيمان .