رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقدم سروجي لـ«الدستور»: ورثت المهنة عن أجدادي وهذه رسالتي للجميع (فيديو)

محمود عبد العزيز
محمود عبد العزيز

سجّلت الشرقية اسمها في قوائم المحافظات التي تشتهر بإنتاج وتربية الخيول العربية الأصيلة، مما دعى إلى أن يكون الحصان العربى رمزًا وشعارًا للمحافظة، حيث تستضيف المحافظة على أرض مدينة بلبيس مهرجان الخيول العربية الأصيلة كل عام والذى يحضره محبى الخيل من جميع أنحاء العالم.

«الدستور» تسلّط الضوء في التقرير التالي على مهنة أوشكت على الإنقراض وهى مهنة السّروجي صانع لجام وسرج وحدوة الحصان.

ففي شوارع مدينة الزقازيق، التقت «الدستور» بعم محمود عبد العزيز، المشهور بمحمود أبو الحاج، أقدم مزاولي تلك الحرفة الذى ورثها أبًا عن جد، وعمل فيها أجداده منذ عهد الملك فاروق والذى سرد تفاصيل قضاءه عمره فى تلك المهنة.

وأعرب الحاج محمود عن سعادته لمزاولته تلك المهنة التى أحبها، قائلًا إنه ليس نادمًا على تركه التعليم والإنخراط فى هذا العمل الذى زاوله منذ الصغر: "أكملت تعليمي حتى وصلت للمرحلة الجامعية، وكان حلمي تعلم اللغة الفرنسية، على أمل أن أتحدثها بطلاقة وأطير إلى باريس التي تهتم بالخيول لأروج مهنة وتراث والدي وأجدادي".

يواصل الحاج محمود حديثه: "حصلت على مجموع لم يؤهّلني لتحقيق حلمي، فالتحقت بكلية اللغات والترجمة قسم اللغة الفارسية وفي السنة الثالثة قررت التفرغ لمهنة الآباء والأجداد التى أعشقها، وتركت التعليم، ربنا عوضنى بتعليم أبنائي تعليمًا عاليًا وتفوقهم الدراسى الكبير، وحققت بهم ومعهم حلمى الذى لم يكتمل".

أضاف أنه وعائلته أقدم مزاولي تلك المهنة في بر المحروسة، وذاع صيتهم فى الكثير من المحافظات لإتقانهم تلك المهنة، لا سيما محافظات الصعيد الذين تمسكوا بمن اتقن تلك الصناعة.

وعن قطع طقم الحصان، قال أبو الحاج إن سروج الحصان تختلف باختلاف أنواعها، فهناك سرج الحصان الراقص الذي يختلف عن سرج السباق وسرج الفروسية، فالأول يصنع من القطيفة الملونة بألوان زاهية ويتم تطعيمه بالديكورات والمشغولات، فيما يتم تصنيع سرج الفروسية بمقاسات خاصة ومحددة، وسرج الجرى مختلف عن سرج القفز، وجميعهم مختلف عن سرج الأطفال، لافتًا إلى أن تصنيع السرج يستغرق وقت يتراوح ما بين 4 - 15 يومًا.

وفي حديثه قال السروجي، إنه يعشق مهنته بسبب عشقه للحصان، حيث إن الحصان حيوان ذكي وكائن عطوف ويتمتع بالجمال الداخلى والخارجي.

وامتلك محمود أبو الحاج ورشة سابقًا لتصنيع (الكاريتة) وكان شغلها يتم تصديره لعدد من الدول خارج مصر، وعن أفضل ما قام بتصميمه كان سرج مضئ مزود بلمبات كهربائية صغيرة مضيئة، واصفًا إياه أنه كان بديها فى الشكل والتصميم، وجذب العديد من أصحاب الخيول.

أما عن أنواع الحدوة، قال أقدم سروجي إن حدوة حصان العربة تختلف عن حدوة السبق أو الفروسية او الرقص، من حيث الخامة والتصميم، مؤكدًا أنه صنع العديد من السروج لشخصيات معروفة، كما وصل شغله للعديد من الدول خارج مصر، أبرزها سوريا والسعودية والأردن، بجانب عدد كبير من المحافظات، لا سيما محافظات الصعيد، وأكد أن هناك العديد من المحافظات بها مهنة "السروجي"، لكن ليس بجودة وكفاءة ما يتم صناعته بالشرقية.

وقام أبو الحاج بصنع سروج لقيادات معروفة بوزارة الداخلية، بجانب عدد من أفراد عائلة "الحلو" من مروضى الحيوانات الشرسة والعاملين بالسيرك المعروف، والمطرب وليد توفيق، وأهم ما قام بصنعه هو سرج الحصان يخص إحدى ملكات الأردن ابنة الملك "حسين"، التى كانت حاضرة للتحكيم فى مهرجان الخيول العربية بالشرقية فى إحدى السنوات، ورأت سرج مضئ وأوصت بصناعة سرج خاص مدموغ لها.

عن المهنة، قال أقدم سروجى بالشرقية إن المهنة أصبح الإقبال عليها محدودًا، وزاد ضعف الإقبال بسبب فيروس كورونا، حتى أن الحصان أصبح مكلفًا جدًا، وتربيته مكلفة، إلا أنه مازال متمسكًا بها ويبدع فى صناعتها، حيث اختارها إرثا لتراث عائلته، وحفاظًا على هوية المحافظة التى تتميز بالخيول.

ووجّه أبو الحاج رسالة للجميع بأن يحبوا الأحصنة لما يتمتع به من صفات تجعله من أفضل الحيوانات، وأجمل ما يمتلك المربين والهواة.