رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسكر من السابعة صباحا.. قصص من حكايات رونالدينهو الساحر الحزين

رونالدينهو
رونالدينهو

لا تختلف حياة رونالدينهو ساحر الكرة البرازيلية كثيرًا عن حياة الأسطورة البرازيلية بيليه، وكأن التاريخ كان يكرر نفسه ولكن في صورة جديدة، فـ رونالدينهو ولد لأب يلعب كرة القدم في الأندية المحلية تمامًا مثل والد بيليه، وكان والد رونالدينهو يرى فيه لاعبًا عظيمًا، حدث ذلك وكان رونالدينهو في سن الثماني سنوات، وقال رونالدينهو في شأن طفولته: "‏عندما كنت صغيرًا كان أبي يقول لي من الأفضل أن تتدرب على لعب الكرة حافي القدمين لكي تصبح سيطرتك على الكرة بشكل كلي، ولكن الواقع لم يكن لديه النقود لكي يشتري لي حذاء، وعندما فزت بالكرة الذهبية لم أبكِ فرحا بها، بكيت لأن أبي لم يعد موجود".

مهارة رونالدينهو
تربى رونالدينهو في بيت مسقوف بالخشب حال معظم بيوت الأحياء الفقيرة في البرازيل، ومثل بيليه كان يلعب رونالدينهو الكرة مع رفاقه وحين رآه والده ابتسم، وقال إن ولده سوف يكون لاعبًا عظيمًا وأسطورة من أساطير كرة القدم، وحدث هذا بالفعل، فالولد كان يمتلك مهارات غير عادية وحس عظيم بالكرة والقدرة على مراوغة الكثير من اللاعبين، وغيرها من الأمور التي جعلت رونالدينهو واحدًا من الأساطير الجديدة.

الحادث الذي قلب حياته رأسا على عقب

توفى والد رونالدينهو أمام عيني صغيره، كان يراقبه وهو في حمام السباحة في المنزل الذي اشتراه نادي غريميو للعائلة، كان الأب وقتها يبلغ من العمر 42 عامًا، وكان رونالدينهو يبلغ وقتها من العمر 10 سنوات، وبعد ذا الحادث بأعواد كثيرة ذكر رونالدينهو تفاصيله في أحد البرامج، وذكر كم تأثره برؤية مشهد والده يموت أمامه، وأتبعها بقوله" في قلبي جرح كبير بسبب وفاة والدي أمامي، ولكنها سنة الحياة"، وأكمل رونالدينهو حكاية معاناته صغيرا وكيف كان شعوره وهو يرى أمه تغادر البيت كل يوم في الرابعة فجرا لتعمل كمنظفة في مطعم خاص ببورتو أليجرو.

بعد الاحتراف

كانت هذه المشاهد كلها تتقافز أمام عيني الصبي الصغير، ويمكن أن نقول إن العشر سنوات الأولى من حياته في كفة وهي التي عاش فيها كل المعاناة التي يمكن أن يعشيها صبي في عمره ما بين عمل والدته وموت والده وفقره المدقع والسنين التي تليها في كفة أخرى، حيث إنه حاول بقدر الإمكان أن يعوض والدته عن سنوات الشقاء، وبمجرد احترافه في نادي غريميو وظف لوالدته شغالتين تخدمانها طوال الوقت.

ارتبط بوالدته

بخلاف عملها كمنظفة في مطاعم ومتاجر بورتو اليجرو فقد كانت دونا ميجيلينا تدرس التمريض لرعاية ابنها، ولم يحدث ذلك لوقت طويل، ولكن كان الولد الصغير قد ملأ عينيه بمشاهدة تلك المعاناة، ولم يتوقف دعم الأم عند التربية والتنشأة ولكن تجاوز ذلك، فقد كانت تسافر خلف ابنها في كل مباراة وبعد انضمامه للمنتخب وفي أنديته التي لعب بها حرصت الأم أن تتواجد بشكل دائم في الملعب لتحية ابنها وشد أزره، وكانت نعم المعين له، وكان رونالدينهو السبب الذي نقل العائلة كلها من الفقر المدقع للغنى والقصور.

إصابة والدة رونالديهو بفيروس كورونا

في نهاية ديسمبر الماضي أصيبت الأم دونا ميجيلينا إيلوي آسيس دو سانتوس بفيروس كورونا، ونقلت على إثر إصابتها لوحدة العناية المركزة في إحدى مستشفيات بورتو أليجري وأعلن رونالدينهو الخبر في رسالة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وطالب رونالدينهو محبيه بالدعاء لأمه لكي تتجاوز محنتها خاصة وأنها في سن متقدمة.

ومما ذكره نجم برشلونة السابق في رسالته: "أمي تعاني من إصابتها بفيروس كورونا وهي بوحدة العناية المركزة وتتلقى كل الرعاية، العائلة كلها تنتظر من أجل أن تتعافى الام ميجيلينا وتتمكن من مغادرة المستشفى، شكرا لكم على صلواتكم وعاطفتكم".

ستواصل رحلتنا في الحياة

أصيب رونالدينهو بصدمة كبيرة على إثر وفاة والدته نهاية فبراير الماضي ونشر صورة له على صفحته بـ"تويتر"، وهو يقبل رأس والدته وكتب تعليقًا مصاحبًا للصورة يقول فيه على "تويتر": "كانت والدتي مصدر إلهام وقوة وفرح لكل من عرفها، وستستمر في ممارسة نورها في حياتنا إلى الأبد، سنواصل رحلتنا بالقوة التى علمتنا إياها.. شكرًا".

دخل في حالة من السكر بعد وفاة والدته

ذكرت صحيفة "جلوبو إكسترا" نقلًا عن أصدقاء مقربين من نجم برشلونة وميلان والمنتخب البرازيلي السابق، أن ساحر كرة القدم انقلبت حياته رأسًا على عقب بعد وفاة والدته وأن أسلوب حياته أصبح سيئًا للغاية ويعيش حالة اكتئاب بسبب عدم تواجدها، وذكر أحد أصدقاء اللاعب أنه يحتفل يوميًا ويقضي يومه في حالة سكر، ويبدأ شرب الكحوليات منذ الصباح الباكر ولا يتوقف حتى اليوم التالي.