رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«في البعد ياما».. حكايات منير الوسيمي مع صلاح جاهين

منير الوسيمي
منير الوسيمي

فى رحلة الصعود إلى قمة هرم الموسيقى، كان السطح مليئًا بالعمالقة الذين أثروا عالم التلحين والموسيقى، أمثال رياض السنباطى وبليغ حمدى ومحمد الموجى وكمال الطويل وعلى إسماعيل، وكثيرون ممن تذخر بهم القائمة، فكيف استطاع الموسيقار الشاب منير الوسيمى أن يحجز لنفسه مكانًا وسط هؤلاء الكبار؟

قال «الوسيمى» في أحد حواراته الصحفية: الفترة التى ظهرت فيها ضمت بالفعل مجموعة من العمالقة، وتذكر أنه فى عام ١٩٧٧، بحثت عن تقديم لحن موسيقى مغاير لما يقدمه هؤلاء الكبار، وبطبعي كنت مشغولًا بتقديم الموسيقى الفرعونية، لذلك ألّفت مقطوعة موسيقية بعنوان «أنشودة الجنوب»، وقدمتها فى ألمانيا، حيث عزفها أوركسترا سيمفونى مع دفوف وآلات تشبه تلك التى كانت موجودة فى العصر الفرعونى.

وأضاف: «فازت تلك المقطوعة بالمركز الأول فى مهرجان للموسيقى الشعبية بألمانيا، وفوجئت بنفسى أكرم تكريمًا لائقًا، واحتفت بى الصحافة الألمانية وقدمتنى باعتبارى موسيقارًا فرعونيًا بارعًا، وبعدها بفترة بدأت الصحافة المصرية تنقل أخبار فوزى بتلك الجائزة».

كان أول من سمع نبأ تلك الجائزة فى مصر هو الكاتب الراحل سامى فريد، الذى كان يشغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة «الأهرام»، فبدأ فى البحث عني، ولحسن الحظ والصدف كان صديقًا للمطرب الكبير على الحجار، وبالفعل التقيته وأجرى معي حوارًا صحفيًا، وبمجرد نشره ذاعت شهرته كالنار فى الهشيم، وصرت معروفًا لدى الأوساط الفنية فى القاهرة كملحن أولًا وموزع موسيقى ثانيًا.

من هنا جاءت لحظة الميلاد الفنى الحقيقية لـ اسم «منير الوسيمى»، لكن الانطلاقة نحو القمة بدأت بارتباطي الفنى مع كل من على الحجار وصلاح جاهين، وذلك عندما استمع له الأخير فى برنامج «الموسيقى العربية» الذى كان يقدمه الموسيقار عبدالحليم نويرة.

وقتها غنى «الحجار»، خلال استضافته فى البرنامج، مقطوعة «صولو دور» من أغنية «فى البعد ياما»، فأصبح حديث مصر فى وقتها، لذلك أرسل إليه صلاح جاهين، وعرض عليه تأليف «أوبريت» يؤديه بصحبة العظيمة نيللى، فرفض «الحجار» طلبه، لكنه اقترح أن يقدم رباعياته، ورشحنى لتوزيعها موسيقيًا.

اعترض «جاهين» طالبًا الاستعانة بأى موزع آخر كبير، خاصة أن تلك الفترة كان عدد الموزعين الموسيقيين قليلًا جدًا، فصمم «الحجار» على رأيه، لنقدم بالفعل ٢٦ عملًا من رباعيات الشاعر الكبير، والتى نجحت كما لم تنجح من قبل، وإلى الآن يعتبرها «الحجار» أعظم أعماله، وما زال لها جمهورها الذى يطرب بسماعها.