رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطفلة «بسملة» احترفت الرسم بـ«الفم» رغم إعاقتها.. و«ماما» كلمة السر (فيديو)

الطفلة بسلمة
الطفلة بسلمة

'' قد يخذلك العالم.. وتبقى أمك جيشك الوحيد''، لم يكن مخطئًا أبدًا صاحب هذه المقولة، حيث أن الأم هي وصية الرحمن وجنته على الأرض، التي ابدع في الكتابة عنها العديد من الكتاب والشعراء ليصفوها ويتغزلوا فيها بأجمل العبارات والمعاني ولن تكفيهم حتى يستطيعوا إيجاد وصفًا دقيقًا لها يشرح تضحياتها وعطائها اللا محدود فهي رمزًا للمصابيح المضيئة وللحياة والسعادة والبهجه بكل منزل.

ومع ذكرى عيد الأم والاحتفال بجميع الأمهات، تطرح '' الدستور'' حكاية لسيدة أسوانية مكافحة استطاعت بإرادتها القوية ومساندتها ودعمها أن تجعل نجلتها (ذوي الهمم)، مثالًا بارزًا في مجال الفن، حيث أنها احترفت الرسم بالفم، وأصبحت من أبرز المشاركين في المعارض المحلية والدولية.

وتقول هنادي السيد مصطفى، صاحبة الـ36عامًا، ربة منزل ومقيمة في مدينة أسوان، ووالدة '' بسملة'' طفلة احترفت الرسم بالفم، وأحد النماذج الناجحة في المجال الفني، إن نجلتها ولدت تعاني من ضمور في العضلات وخلل في الخلايا، ولكنهم لم  يخبئوها أو يخجلوا منها ولكن كانوا يحرصوا على مرافقتها لهم في جميع خروجاتهم، حيث أنها في صغرها كانت جميلة جدًا ومميزة بين أشقائها مما كان يجعلهم يتباهون بجمالها أمام الجيران ومعارفهم.

وأضافت لـ'' الدستور'' أنها وزوجها لم يتركاها أبدًا، واهتمت بها بشكل كبير، وأن أول العمليات الجراحية التي أجريت  لها حتى يساعدوها لكي لا تصل لمرحلة العجز الكامل وهي في عمر الـ6 أشهر، وبعدها أجريت 6 عمليات أخرى حتى تستطيع السير على أقدامها، وبالفعل تمكنت من ذلك وهي في عمر الـ8 سنوات، وأنه وصل إجمالي العمليات التي تم إجراءها حتى تتمكن من السير 15 عملية.

وبخصوص اكتشاف موهبة الرسم بالفم، أوضحت'' هنادي'' أنها اكتشفت هذه الموهبة في نجلتها وهي في عمر 4 سنوات، حيث أنها أثناء مرورها بجانبها لاحظت أنها تمسك الملعقة بفهمها وتطعم شقيقتها الأصغر منها بها، على الرغم من صعوبة هذه الحركة حتى على الأشخاص الاسوياء الا انها تستطيع فعلها ببساطة دون معاناة، وذلك جعلني اشجعها على مسك القلم بفمها أيضًا وتهتم بهواية الرسم، قائلًا'' قولتلها اللي خلاكي تعرفي تمسكي المعلقه مش هتعرفي تمسكي القلم''.

وتابعت لـ'' الدستور'' أنها لتطوير وتنمية موهبتها كانت تحرص على أن تجلب لها كتب التلوين وعلى الرغم أن نجلتها كانت تمسك القلم بفهمها الا انها كانت لاتخرج عن الرسمة مطلقًا وتنفذ التلوين بالرسومات كما ينبغي وبإحترافية هائلة، بدأت تشجعها وتساندها بشكل أكبر حتي تستطيع الرسم وتبرز موهبتها، حيث أنها كانت ترسم كل ماهو موجود داخل غرفتها من رسومات على المفروشات أو ما تشاهده على التلفاز حتى أصبحت متمكنة ومبدعة.

واستكملت أنها حتى تساندها وتجعلها تحترف موهبتها وتستطيع أن تجعلها نموذجًا ناجحًا أهتمت بها وكان تعطيها دروسًا لدى مدرسين تربية فنية، وبعدها بدأت ترسم لوحات فنية متنوعة وتشارك في مسابقات دولية ومحلية، وإحدى لوحاتها تم وضعها  في أحدي معارض روما خلال الفترة الحالية، وتم تكريم نجلتها بشهادة تقدير.

وعبرت قائلة:'' أنا في ضهرها لآخر نفس فيا، وبسملة عندها عزيمة ليه مشجعهاش انا شجعتها أول ما ابتدت ترسم، ولوحاتها اتعرفت دلوقتي بقيت تختلف عن أي حد وبقيت مميزه، وهي اصلا عندنا مميزه في البيت احنا بنتباهى بيها''، لافته إلى أنها لم تكن نجلتها الوحيدة ولديها أشقاء أخرون وجميعهم اسوياء ولكنها مميزه بينهم بموهبتها، وأشقائها هم: الأكبر فخري وعمره ١٩ عامًا، وأحمد بالصف الثاني تعليم فني صناعي، وبعدهم بسمله وهي في الصف الثاني الإعدادى، وجهاد بالصف الخامس الإبتدائى، وأخرهم مودة بالصف الأول الابتدائي.

وبالنسبة لمستواها الدراسى في التعليم، أشارت '' هنادي'' لـ'' الدستور'' إلى أن أبنتها '' بسملة'' ضمن أطفال الدمج بمدارس التعليم الابتدائي، وأنها في الصف الثاني الإعدادى حاليًا، ومتقوفة جدًا، حيث أنها تحصل على الدرجات النهائية في كل المواد الدراسية، موضحة أنها في الوقت الحالي تشعر بتميزها في كل شئ ولم تتأثر بأي موقف مقارنة بالماضي كانت تتأثر وتشعر بالحزن، إلا أنها بالتشجيع والمساندة أصبحت أفضل كثيرًا قائلة '' انا دايمًا بشجعها واقولها '' انتي مميزة ودي حاجه بتميزك عن أي حد لازم تعرفي كده''.

بينما قالت الطفلة بسملة محمد فخري، صاحبة الـ14 عامًا، إنها احترفت الرسم بالفم بسبب دعم ومساندة والديها لها، حيث أنهم كانوا يقفوا بجانبهم، حيث أنهم كانوا يشاركوا لها في ورش فنية لتنمية موهبته بشكلًا كبيرًا، موضحة أن كانت هناك بعض الرسومات التي تواجه خلال عملها صعوبات أبرزها المناظر الطبيعية، والشخصيات، ولكن في الوقت الحالي أصبحت متقنة لكل هذه الرسومات ولم تجد أي معاناة خلال عملهم.

وأضافت لـ'' الدستور'' انها تتمكن من الانتهاء من رسم البورترية بواسطة مسك القلم بفمها لمدة تستغرق يومين، والرسومات الصغيره تنتهي منها خلال مدة 10 دقائق، أما متوسطة الحجم مدتها ساعتين، وأن رسمتها تشارك بها بالمعارض والمسابقات الفنية المتعددة.

وعن شعورها حاليًا بعد إعجاب العديد برسوماتها، عبرت قائلة: ''أنا بحس في ذاتي وبفرح خالص لما ناس تيجي من بره المحافظة  تشوف لوحات، وبعرض حاجتي على الفيس بوك علشان كل الناس تشوفها، لافتة إلى أنها تشعر بتميزها في المدرسة أمام زملائها، حيث أنهم يطلبون منها رسم اللوحات الفنية المختلفة للدخول الفنية والفوز فيها.

وأخيرًا ناشدت بسملة محمد فخري المسئولين بتكريم والدتها ضمن الأمهات المثاليات على كل ما قدمته معاها لترفع من معنوياتها وتساندها وتشجيعها حتى تصبح مميزه في مجال الفن، قائلة'' أمي بتهتم بيا وبرسوماتي ومش بتسبني بتوديني المسابقات ومش بتتأخر معايا أبدًا، واحب اقولها كل سنة وانتي طيبة وربنا يخليكي ليا''.