رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ما بيسمعش الكلام»... قصة منع أحمد رجب من رئاسة تحرير «أخبار اليوم»

محمد توفيق
محمد توفيق

الكاتب الصحفي محمد توفيق أحد القلائل الذين اقتربوا من الصحفي الساخر الكبير أحمد رجب، في أيام وليالي كان شاهدا خلالها على العديد من الأسرار والكواليس الخاصة بصاحب "نص كلمة"، توجها بإصدار كتابه "ضحكة مصر".

ويكشف "توفيق" في أحد حواراته الصحفية بعضا من حكايات الكاتب الكبير قائلا:

عاش الساخر الأعظم فترة صعود تنظيم «الإخوان» للحكم فى مصر، وسيطرتهم على مفاصل مؤسسة «أخبار اليوم»، وقتها حاولوا قصف قلمه وفرض الحصار على كلماته، لكنه بعزيمة المقاتل اختار الصمود والمواجهة، وفى نهاية الصدام رحلت الجماعة وبقى أحمد رجب.

رجب فى المطلق كان ضد الإخوان ومن يمثلهم، وكان حاسمًا لأمره تجاه هذا التنظيم مبكرًا، وعندما وصلت الأمور للاختيار بين كل من مرسى وشفيق دعا إلى انتخاب الأخير، وكتب ذلك بوضوح ودون تردد، ومنطقه فى ذلك عائد إلى أن الجماعة لديها مشروع وأهداف أكبر من مصر، بجانب رفضه فكرة خلط الدين بالسياسة فى مجتمع متنوع مثل الشعب المصرى، وعندما اشتدت عليه الضغوط من جهتهم، لم يهتز أبدًا أمام تهديداتهم، فهو لم يكن يراهم إلا مجرد جملة اعتراضية فى تاريخ هذا الوطن».

فى هذه الفترة انهالت، كما العادة، عروض الكتابة على أحمد رجب فى معظم الصحف المصرية والعربية، وكان من السهل جدًا أن يستأذن فى الانصراف والرحيل عن «أخبار اليوم»، لكنه كان يعتبر نفسه شريكًا فيها وليس مجرد كاتب. وللعلم عندما أسس التوأم «أمين» الجريدة، كتب «مصطفى» وثيقة بأسماء الشركاء المساهمين، ووضع اسم «رجب» من ضمن العشرة المؤسسين، بجانب أم كلثوم ومحمد التابعى وحسنين هيكل وآخرين.

وهناك قصة طلب «رجب» من «توفيق» حذفها من كتابه الصادر عنه، لكن توفيق «يعتقد أنه قد حان الوقت لسردها».. وقائع القصة تعود إلى ما قبل ثورة يناير. ففى إحدى المرات تدخل رئيس تحرير «أخبار اليوم» وحذف إحدى الكلمات التى كتبها فى التعليق على كاريكاتير مصطفى حسين، حينها منعه «رجب» من دخول مكتبه.

تدخل الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن بعده رئيس وزرائه للصلح بين الطرفين، فرفض بشدة قبول اعتذار هذا الشخص وقال: «أنا من يختار خصومه.. ولن أسمح لأى أحد بأن يقول فى يوم ما إنه كان خصمًا لأحمد رجب».

رغم عبقريته الصحفية التى تؤهله للوصول إلى أعلى المناصب فى دنيا الصحافة، لم يكتب له أن يشغل منصب رئيس التحرير، فقد منعه فرمان «السادات» من رئاسة تحرير «أخبار اليوم» حين عرض عليه مصطفى أمين الأمر، ورد «السادات» وقتها بأنه «ما بيسمعش الكلام»، يقصد «رجب»، وفى الوقت نفسه لم يكن مستعدًا لأن يتم استنزافه إداريًا عن طريق هذا المنصب، فهو كان محبًا لتفاصيل صنعة الصحافة ولم يكن يرغب فى أن يشغله عن حبه وعشقه لها شىء آخر.