رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفون: شماتة السلفيين في موت «السعداوي» تؤكد أن حياتها لم تذهب هباء

السعداوي
السعداوي

رغم الأصوات الشامتة في وفاة الدكتورة الكاتبة نوال السعداوي٬ التي فارقتنا قبل ساعات٬ التي أغرقت وسائل التواصل الاجتماعي٬ أو حتي في التعليقات علي خبر وفاتها٬ علي المواقع الإعلامية التي نشرت الخبر٬ إلا أن مثقفي مصر والعرب فجعوا في خبر رحيل المناضلة الكبيرة التي وهبت حياتها من أجل الدفاع عن قضايا المرأة وحقوقها. حيث تفاعل العديد من المثقفين والمبدعين من مصر والدول العربية ونعوا السعداوي عبر حساباتهم الشخصية بموقع الفيسبوك٬ نرصدها لكم في هذا التقرير.

حيث كتب الناقد د. محمد بدوي: شماتة السلفيين في موت السيدة نوال السعداوي معناها أن حياتها لم تذهب هباء، لقد ظلت تقاتل التخلف والعبودية حتى آخر يوم في حياتها، ومن المفهوم أن يفرح الذين قاتلتهم حين تترجل٬ لكن كتبها ستظل توجه الضربات.. وداعا أيتها المقاتلة المنتصرة. وداعا أيتها الأمازونية الرائعة.

ومن جانبها قالت الروائية الأردنية ليلي الأطرش: في تقرير المعرفة العربية أن نوال السعداوي هي أكثر كاتبة عربية٬ أثرت في مجتمعها. ليس فقط عربيا بل وعالميا.حضرت لها في بروكسل مؤتمرا كانت ضيفة الشرف والمتحدث الرئيسي. وبعدها جمال الغيطاني.

نمرة شرسة وهي تستعرض رؤيتها مرتبة الأفكار يسعفها اتقانها وطلاقتها بالإنجليزية٬ فهبت القاعة بالتصفيق المتواصل دقائق.وأحزنني الصديق جمال الغيطاني حين تحدث بالعربية وترجمت له موظفة من السفارة المصرية يبدو إنها لم تقرأ له أبدا. فلم يترك حديثه أثرا وكان التصفيق رفع عتب من الحضور.
 وفاة د.نوال استعادت صورة ما حدث. رحمهما الله.

بينما قال الناقد د. سيد ضيف الله: يبدو أننا يجب من الآن أن نحدد مدى جدية وجذرية ما يقدمه كاتب بمدى الهجوم عليه يوم موته. وأن إنسانيتنا تقاس بمقدار الاختلاف معهم وهم أحياء والترحم عليهم يوم الرحيل.
رحمة الله على نوال السعداوي.

أما الكاتب الصحفي وائل لطفي فكتب: نوال السعداوي سيدة تتميز بالريادة وبالشجاعة٬ كتبت منذ الخمسينات كتابات رائدة جدا عن حرية المرأة واستقلالها٬ وحين تحولت حقوق المرأة إلي موضة بدءًا من التسعينات لا أظن إنها استفادت ماديا من هذا.كانت شجاعة لا تخفي آراءها وواجهت هجوما إعلاميا كبيرا جدا من الإسلاميين في زمن كان يتم فيه رفع قضايا حسبة علي المثقفين بغرض الانتقام والبهدلة في المحاكم، لم تكن خالية من العيوب بكل تاكيد، لكن يحسب لها أنها أمنت بقضيتها وأخلصت لها من البداية وحتي النهاية..سلام لها وعليها.

وبدوره قال الدكتور زين عبد الهادي: نوال السعداوي.. أيقونة الحرية التى رحلت، ناضلت من أجل كل امرأة في بلاد تعتبر المرأة مجرد متاع، قالت لا في وجه من قلن نعم، تركت عملها كطبيبة أو طردت منه عام 1968 بعد كتابها الشهير (المرأة والجنس)، لكن ذلك لم يهن عزيمتها، بل كان ذلك إيذانا برحلة عظيمة في الدفاع عن المرأة. رحم الله نوال السعداوي، وإذا كانت هناك امرأة في العالم العربي نالت جزء يسير من حريتها فالفضل لنوال السعداي.

وقال الناقد إيهاب الملاح: مع إعلان وفاة الكاتبة والناشطة المعروفة نوال السعداوي ينعق غربان التكفير والتشدد والتسلف بحقد وغل وسوداوية غير مسبوقة.. تمام. يحدث هذا مع كل شخصية جريئة الفكر ولها إنتاج خارج السياق. المثير بالنسبة لي هذه المرة أن جروبا مشهورا من جروبات الفيسبوك محوره القراءة والفكر والمعرفة ينعق فيه كل هذا الكم المرعب من الدواعش والتكفيريين والإرهابيين ولا أتردد لحظة في إطلاق هذا الوصف على من يمنح نفسه حق الإساءة للآخرين والتحريض المجرم على الكراهية والعنف والإساءة.

وتابع الملاح: كان عمرو أديب يتحدث بالأمس عن مواجهة الفكر المتطرف.. لن يكون هناك مواجهة حقيقية إلا بالتعليم والثقافة ولا شيء آخر.. من يقرأ التعليقات سيجد شيئا مرعبا ومخيفا أغلبهم شباب صغار السن ومعظمهم طلبة وطالبات في كليات الطب والهندسة والعلوم والأزهر.. واليقين الذي يتحدثون به والعنف الذي يتطاير كالنار المحرقة مخيف لدرجة لا توصف.. من بينهم قنابل موقوتة لديها الرغبة المتأججة في تفجير أنفسها في ما يعتبرونه هذا المجتمع الكافر الذي أخرج كاتبة "كافرة" و"ملحدة" من وجهة نظرهم لا يتحملون قراءة خبر وفاتها ورحيلها عن الدنيا، وهي في التسعين من عمرها.. وربنا يستر علينا وعلى ولادنا.

ومن جانبه قال المترجم الكاتب محمد عثمان خليفة: دائما من الحاجات اللي مش مفهومة بالنسبة لي لما ألاقي حد بيشمت في حد مات.. طيب.. هل إنت مخلد وكده اعتبرت الموت عقاب ؟ هل أنت وكيل ربنا في الأرض عشان كده شايف بعلمك المطلع أن اللي مات ده مآله النار وسوء المصير وكل العبارات اللي بنقراها في تعليقات أنصاف الآلهة وهم بيوزعوا عبيد الله على مصائرهم؟. طيب ده بني آدم توفى وراح للي خلقه واللي أعلم بيه إنت مالك؟ أنت كمان هيجي لك يوم وتفضي إلى ما قدمت٬ أيوه العبارة الشهيرة الممجوجة بتاعتكم.. خاف ربنا.

أما الروائية الشابة نورا ناجي فكتبت: الله يرحمك يا دكتورة نوال ويعوضك عن كل الإساءات اللي بتتكتب في حقك حتى بعد الموت. شكرا على كل حرف كتبتيه وعلمني وفتحلي عينيا وخلاني أفهم العالم والحياة وأملك القدرة على الدفاع عن نفسي والتمسك بحقوقي والدفاع عن حقوق الآخرين حتى اللي بيضحكوا دلوقت على موتك. هدعيلك كل يوم..

بينما قال الكاتب حاتم حافظ: مافيش مفاجأة أبدا في التنطع الصادر من عوام بلا عقول وبلا ثقافة على خبر موت المناضلة نوال السعداوي٬ وعزاءنا الوحيد إن المستقبل ينصف هذه السيدة وإن أجيال بعدنا بخمسين سنة يأسفوا إنها عاشت وسط أشباهنا لما يدركوا إنها أضافت للإنسانية وللحياة ما لم يضفه أئمة هؤلاء العوام.