رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة وفاء مع ضمور خلايا مخ أولادها: «رزقت بالملائكة»

وفاء مع أولادها
وفاء مع أولادها

اجتمع في قلبها رحمة العالم حملت على عاتقها مسؤولية أبنائها استطاعت تربية طفلين من ذوي القدرات الخاصة وحدها دون مساندة أو مساعدة من أحد، واجهت الجهل والمعايرة وحده.

وفاء صلاح،41 عامًا التي سخرت حياتها منذ أن كانت 23 عامًا لطلفها يوسف الذي ولد بإعاقة ذهنية منذ 18 عام، وقالت لـ"الدستور" إنها تمتلك قوة لم تكن تتخيلها منذ أن رزقت بابنها الأول الذي ولد بمرض ضمور خلايا المخ.

بعيدًا عن معاناتها النفسية عانت منذ ولادته بالذهاب بطفلها للعديد من الأطباء لمساعدته على البدء في الحركة والعيش بشكل طبيعي ولو بنسبة بسيطة، إضافة إلى طفلتها ملك التي لم تسلم أيضًا من الإصابة بالإعاقة الذهنية والتأخر في الحركة.

بحالة من الرضا والحب واجهت وفاء أسى الحياة بعد أن تخلى زوجها عنها وتركها تتحمل المسئولية الطفلين كاملة وتزوج من أخرى استطاعت أن تهتم بطفليها وتجعل لهم حياة مختلفة قادرين خلالها على التحرك وفعل بعض الأمور التي يستطيع الأشخاص العاديين فعلها: "ما كنتش أعرف انه فيه حاجة اسمها ذوي الاحتياجات الخاصة وأول طفل في العيلة اتولد وبعد سنة فهمنا، لكن لما أنا خلفت اتنين وما تحركتش بيهم في كل حتة قدرت أفهم واستوعب".

على عكس أقارب بلدتها التي تتصف عدم الوعي تجاه هذه الحالات الخاصة من الأشخاص: "ناس كتير حواليا عايرتنى بيهم لكن ده كان بيفضل دافع يخليني أقوى من الأول"، مضيفة أن نظرة المجتمع لأولادها بالرغم من قساوتها إلا أنها كانت سببًا ودافعًا لها للاستمرار في تحمل مسؤولية أطفالها وتعليمهم كل شيء دون أن تكل أو تمل.

بقوة فردية واجهت وفاء إعاقة أبنائها واستمرت خلفهم بعد نصيحة أحد الأطباء لها بمعاملتهم على أنهم أطفال مهما بلغوا من العمر: "مهمنيش نظرة الناس وواجهت ومشيت بيهم مش بس كده وأبوهم سابنى لوحدى وراح اتجوز وانا تحملت مسئوليتهم نفسيا وماديا ومعنويا وانا اللى شايلاهم لوحدى ولحد دلوقتي مابيصرفش عليهم".

"على قلبي زي العسل ولو غابوا عنى دقيقة مابقدرش استحمل"، بالرغم من الحمل الذي يشكلوه عليها إلا أنها لا تستطيع أن تتخيل حياتها دونهم، وأكدت على أنهم يملكون العديد من المواهب والقدرات المختلفة، حيث تساعدها ملك في أعمال المنزل.

ووجهت رسالة لكل أم لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بعدم اليأس والتعامل معهم كالأشخاص الأصحاء، ويكفيها فخر بنظرة الكثير لها لما تقوم به من مجهود وطاقة تجاه أطفالها، كما تمنت الصحة والدوام والعافية لها معلقة، "علشان اكون جمبهم طول العمر".