رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إنت هنا ليه؟»... قصة الخلاف بين عندليب الصحافة وموسى صبري

محمود عوض
محمود عوض

يعد محمود عوض أسطى من أسطوات الصحافة، «معلم كتابة» بالتعبير الدارج، متمرد لوجه الله، موهبته الكبيرة كانت أداته فى «صناعة جماهيريته على إيده»، لهذا فدفتر حكاياته ملئ بالعديد من القصص والحكايات.

بخلاف الصراعات الكثيرة التى خاضها محمود عوض طوعًا أو جبرًا فى بلاط صاحبة الجلالة، بقى خلافه مع الكاتب موسى صبرى هو الأشهر.

حينها كان «صبرى» صحفيًا من أصحاب النفوذ، مثلما يقال بالتعبير العامى الشهير «نابه أزرق»، تعددت الروايات التى حكاها كثيرون عن تفاصيل الصدام بين الطرفين، وهناك من زعم أن «صبرى» كان يقصده حينما كتب شخصية «محفوظ عجب» فى رواية «دموع صاحبة الجلالة».

لكن شقيقه الأقرب إليه طه عوض كشف تفاصيل هذا الصراع قائلًا:"بداية الخلاف الحقيقى بين الطرفين، كانت حين تمت دعوة «محمود» للسفر إلى أمريكا كممثل للجامعة العربية بترشيح من أمينها محمود رياض، لإلقاء بعض المحاضرات والظهور فى بعض البرامج هناك لشرح تفاصيل القضية الفلسطينية للمجتمع الأمريكى.

هناك نجح «محمود» فى أن يتحول لنجم جماهيرى، ينتظر الجميع ظهوره وحضوره، حتى أتى موعد زيارة السادات للولايات المتحدة، وكان البروتوكول يشترط وقتها أن يتقدم الصحفى ممثل الجامعة العربية عن الصحفيين الآخرين أثناء استقبال الرئيس، وبالتبعية هنا يجب أن يتقدم محمود على موسى صبرى.

حينها «قامت قيامة» موسى صبرى، ووجه حديثه لأخى: «إنت هنا ليه؟ ومين منحك الإذن بالسفر؟».. فرد عليه قائلًا: «أنا ممثل جامعة الدول العربية ولست مندوبًا عن جريدة»، فاتخذ «موسى» قرارًا بمنع نشر العمود الأسبوعى الذى يكتبه أخى «على بياض»، وبدأت المعركة الشهيرة بين الطرفين.

أما بخصوص شخصية «محفوظ عجب» فتلك واحدة من سهام الإفك التى تعرض لها محمود عوض، وروج الأمر من يشعرون بالغيرة منه بسبب نجاحه، مثلما زعموا وجود علاقة عاطفية تجمعه بالراحلة «شادية»، بينما الأمر لم يكن أكثر من مجرد صداقة، ويشهد الله أنه فى إحدى المرات التى التقيت فيها «موسى» وكان ثالثنا الراحل أحمد رجب، قال لى: «سلملى على محمود وقل له يسامحنى».

شخصية «محفوظ عجب» تفترض أن أحدهم استغل علاقاته بالسلطة لينجح فى حياته العملية، وبمقارنة هذا الطرح بالحقيقة سنجد أن أخى كان دائمًا على يسار الأنظمة، والدليل أنه كان يرفض المشاركة فى فعاليات تدعوه رئاسة الجمهورية لحضورها، ولولا أن صفوت الشريف أرسل ذات مرة مدير مكتبه وسواقه الخاص لأخى، لما ذهب للقاء الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فهو دائمًا ما كان يقول «لم أعد نفسى أبدًا لأن أكون رجل سلطة».

كان بإمكان محمود عوض أن يربح الملايين من الصحافة، لكنه عاش زاهدًا، ففى يوم ما جاءه رئيس هيئة الاستعلامات مرسى سعد الدين، شقيق الموسيقار بليغ حمدى، ومنحه شيكًا على بياض وطلب منه أن يضع الرقم الذى يريده، نظير أن يكتب سيناريو لفيلم يدعم التطبيع الثقافى بين مصر وإسرائيل، فرفض الفكرة بشكل قاطع.