رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية أشهر حوادث التحرش في مصر

حوادث التحرش في مصر
حوادث التحرش في مصر

"إن الشباب الصفيق من هؤلاء يتعمد الوقوف على رصيف الترام بالقرب من المكان المخصص لركوب السيدات، وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها بمنتهى البجاحة، ويقول لها دون سابق معرفة بنسوار يا هانم".

هكذا استعرض الكاتب فكري أباظة في مقالة له نشرت عام 1932، الطرق والحيل التي كان يتحرش بها الشاب بالسيدات.

أما الشاعرة كوثر مصطفى المولودة عام 1939، فحكت لـ"الدستور" عن معاناة المرأة التي عايشتها في فترات شبابها، وقالت: "المعاناة منذ نشأتي حيث لم يكن مسموحًا بحضور تصوير كواليس تصوير الأغاني، أو النزول للقراءة في المكتبات، فمعانة المرأة العربية تبدأ من منزل أسرتها، مرورًا بمنزل زوجها، فهي تعاني من تلك الأزمة في جميع مراحل حياتها، فكلنا نعاني من خناق دائم، حتى المجتمع مع اتساع نطاق الحرية ينظر للمرأة على أنها منفلتة حتى ولو لم ينطق بذلك، كنت أتصور أنني أعاني بمفردي من هذه المشكلة، لكن بعد حضوري إحدى جلسات ملتقى الأديبات العربيات في تونس، اكتشفت أننا جميعا نعاني من نفس الأزمة".

ووصفت ما يحدث الآن في الشارع المصري من تحرش بأنه "بلطجة"، خاصة وأنها أثناء عملها في جريدة "الأهالي" بقسم التحقيقات تحت رئاسة الأستاذ صلاح عيسى، عملت على أول تحقيق صحفي ناقشت فيه أثر الانفتاح الاقتصادي على المجتمع المصري، واستعانت فيه بالأرشيف الصحفي لرصد الجريمة في فترة الخمسينات والستينات، وفوجئت بأن المانشتات الصحفية كانت تتلخص في "شاب يعاكس فتاة على الكورنيش"، وتصاعدت الجريمة في فترة السبعينات والثمانينات وظهرت جرائم أخرى مثل الدعارة والقتل، وتغيرت وجهة نظر الشباب، وأصبحوا يرون أن الشجاعة قلة أدب، فهناك الآن بلطجة في الشارع المصري.

أول قضية تحرش في مصر

حكم للمخرجة نهى رشدي بحبس السائق الذي تحرش بها ثلاث سنوات، وإلزامه بدفع تعويض خمسة آلاف جنيه، وعبرت عن رضاها عن الحكم، وتوقعها لصدوره لما اشتملت عليه تحقيقات النيابة من أن المتهم شريف رجب جبريل، تحرش بها وجذبها من جسدها أثناء سيرها مع صديقتها بشارع رفاعة بالقرب من منزلها بمصر الجديدة، وقالت "نهى" في حوارها مع جريدة "البديل" 2008: "إن الحكم الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ القضاء المصري رادع لكل من تسول له نفسه التحرش بأي فتاة".

وأكدت أنها تعلمت من تلك الواقعة ألا تنتظر مساندة أحد والاعتماد على نفسها.

وحكت نهى رشدي عن تفاصيل الواقعة وقالت إنه في 25 يونيو عام 2008، وفي شارع رفاعة بمصر الجديدة وأثناء سيرها بصحبة صديقتها اقتربت منها سيارة نصف نقل وعندما اقترب منها السائق، وأمسكها من جسدها واجتذبها بقومة تجاه السيارة، فاستجمعت قواها وحاولت دفعه، وبعد أن انطلقت سيارته تشبثت بمقدمة السيارة مما أجبر السائق على إجباره بالضغط على الفرامل بقوة، فسقطت على الأرض ولم تتمالك سوى الصراخ، والرغبة في الانتقام منه.

وحكت بعض الفنانات عن حوادث التحرش التي تعرضن لها، أثناء اشتغالها بالفن، وفي كواليس تصوير الأفلام، أو تعاملاتها مع الفنانين.

مريم فخر الدين

في حوار أجرته معها مجلة "آخر ساعة"، بمناسبة نجاحها في ظهورها في فيلم "ليلة غرام" الذي تقاضت مقابله 600 جنيه، وأصبحت مشهورة، اعترفت أن كل النجوم وراء الكواليس يغازلونها ويتحرشون بها، يجلسون بجوارها في فترة الاستراحة بين اللقطة واللقطة، ثم يهمس الواحد منهم في أذنها قائلًا: "آه يا مريم لو تعلمين كم أحبك؟"، فترد: "وأنا كمان بحبك زي أخويا بالظبط".

يخرج الممثل الولهان المنديل من جيبه بعدما لاقى ردًا صادمًا من مريم فخرالدين، وينتهز الفرصة ويهرب من أمامها.

ترى "فخر الدين" أن الرجل كالكلب تمامًا، إذا ابتسمت في وجهه أو أشارت إليه جاء إليها وهو "يبصبص بذيله"، أما إذا أشاحت بوجهها عنه أو رأى منها العين الحمراء، فيبتعد بسرعة.

وتكره مريم فخرالدين الرجل الذي يغازلها بكلمة "أحبك"، فزوجها يقول لها إنه مستعد للتضحية بكل شىء من أجلها دائمًا، ولم ينطق أبدًا بهذا الكلمة المبتذلة.

تحية كاريوكا

في حوارها مع جريدة "روز اليوسف" عام 1998 تحدثت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا عن علاقتها بالفنان محمد عبد الوهاب، وقالت أنها لا تحبه أبدًا، وبلغتها الحادة قالت: "أنا مبحبوش، وقلت له ده مره وإحنا بنصور فيلم من إنتاجه، وكان معايا ابن أخته سعد وكنت بحبه جدا، وكان عبد الوهاب عامل غنوة اسمها "قالوا السمار أحلى واللا البياض أحلى، وجاءني وقالي: انا عاملك الغنوة دي وراح حاطط إيده على رجلي، قلت له:شيل إيدك، أنا مش مغنية ومش هاغني الأغنية، عندك سعاد مكاوي، خليها تغنيها هي".

قالت الفنانة تحية كاريوكا إنها شعرت بأن الفنان محمد عبد الوهاب عندما مد يده عليها بأن هناك غرض ما بداخله، أي أنه تحرش بها، وعندما نهرته قال لها، أنها شرسة جدًا.

ورفضت أن تغني تحية كاريوكا الأغنية، وقالت:"أنا عارفه إن الأغنية حلوة وهو كفنان وموسيقار هايل جدًا، بس أخلاقه، الله يرحمه ويسامحه، وبعدين ده قتل عبد الغني السيد، وفضل واخده تحت باطه لغاية ما قتله، وكان هيعمل كده مع حليم لكن فلت من تحت إيده، وأنا قلت لعبد الحليم إنه هايخده معاه سهرات وده لغاية ما يضيع".