رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من أول لقطة».. أسرار ارتباط يسرى نصرالله بعالم السينما

جريدة الدستور

كشف المخرج الكبير يسري نصرالله، العاشق للكاميرا، أجزاءً من تفاصيل رحلته الكبيرة مع عالم السينما.

وفي جزء من حواره مع "الدستور" يقول يسري نصر الله: "منذ كان عمرى 6 سنوات، أحلم فى منامى وتداعبنى الآمال فى نهارى أن أكون يومًا ما مخرجًا، تلك الأمنية صارت هوسًا سيطر على تفكيرى منذ زمن الطفولة البعيد فصاعدًا مع مرور الأيام".

وتذكر: "اعتدت وأنا طالب رسم أفيشات أفلام من وحى خيالى، مذيلًا توقيعى أسفل منها بعبارة (إخراج يسرى نصرالله)، ورغم أن الموضوع كان يتسبب لى فى أذى بالغ آنذاك، فإنه وحده دون غيره كان كفيلًا بإرضاء غرورى، وإشباع نهمى اللا محدود نحو الإخراج".

ويضيف: "خلال تلك الفترة المبكرة جدًا من حياتي، كانت كل المؤشرات تدفع لحب الإخراج، فإلى جانب نشأتي مُحبًا هذا الفن بصورة فطرية، تكاملت عوامل الزمان والمكان هى الأخرى مع بعضها لتضع طوبة عشق فى بناء تلك المحبة".

ويواصل: "على صعيد المكان كان جاري فى البيت الذى أسكن فيه المخرج الراحل شادى عبدالسلام، الذى، جمعتنى به صلات قوية، وكنت دائم التردد عليه فى مكتبه، وبين جدران ذلك المكتب جمعنى اللقاء ثم الصداقة مع الناقدين الكبيرين سمير فريد ومصطفى درويش، وأيضًا العمالقة رأفت الميهى وعاطف الطيب ونادية لطفى وآخرين".

ويتابع: "بخصوص الزمان، فإن عقلي بدأ فى التشكل، واقترب من الوصول إلى لحظات الإدراك فى بداية حقبة الستينيات، وحينها كانت السينما المصرية تضم ما يمكن وصفه بـ كريمة وعمالقة الفن السابع من مخرجين وفنانين وكُتاب، الذين نجحوا لدرجة الإبهار فى أن يجعلوا من ذلك الفن كائنًا حيًا يحرك ويُطرب ويُمتع الجماهير آنذاك، ولذلك فى لحظات مبكرة جدًا من حياتى بدأت متابعتى للسينما، وزاد لاحقًا شغفى الشديد بها، فأصبحت دائم التردد على المراكز الثقافية مثل نادى السينما وغيره، ثم كتبت مقالات نقدية لصالح نادى القاهرة وجمعية الفيلم، وعلى الرغم من أننى التحقت فى وقتها بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فإن عشقها ظل هوسًا لا يفارقنى".

وأشار إلى أنه بعد دراسته كانت عينه على السينما، ويكمل: "لكن الفرص لم تتح أمامى حينها، فما كان منّى إلا أن حزمت حقائبى صوب العاصمة اللبنانية بيروت للعمل فى جريدة (السفير)".

واستكمل: "ذهبت إلى هناك بعقلى، بينما بقى قلبى معلقًا بعشق السينما وحب الإخراج فى القاهرة، فقد كنت مدركًا أن الابتعاد عن الفن مؤقت وإن طال الغياب".