رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رؤية مصر 2030».. «إعلام القاهرة» تطرح «روشتة» لممارسة إعلامية تحقق التنمية المستدامة

منتدى الإعلام والتنمية
منتدى الإعلام والتنمية المستدامة

- استخدام صحافة الخدمات والحلول والبيانات للتحليل والتقييم والفهم للمساعدة في تشكيل الوعي

- تكثيف الحملات الإعلامية لرفع الوعي المجتمعى بقضايا التنمية وتوظيف رشيد للإعلام الرقمى الجديد

- هويدا مصطفى: إطلاق مبادرات ومسابقات حول الإعلام التنموي باعتبارها محركا رئيسا لبناء الوعي

- ليلى عبدالمجيد تدعو لإدراج الإعلام كعنصر للتنمية في رؤية 2030.. وتؤكد: «لا تنمية بدون إعلام»

- نجوى كامل تحذر من السقوط في إشكالية الدعاية في ممارسة الإعلام التنموي

- أمل السيد: تعزيز الهوية الوطنية والارتقاء بالذوق العام مرتكز أساسي لتحقيق التنمية المستدامة

- عمرو الليثي: دور الإعلام التنموي الربط بين المواطن والدولة وفق رؤية شاملة وواقعية

- محمود مسلم: النظرة للإعلام التنموي تغيرت للأفضل باعتباره ضرورة لاستعادة الأمل في وطن جديد

أوصى منتدى "الإعلام والتنمية المستدامة: رؤية مصر 2030" الذي نظمته كلية الإعلام جامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى، عميدة الكلية، وبإدارة الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الصحافة ومدير وحدة الجودة، باستخدام المداخل الإيجابية وصحافة الخدمات والحلول في معالجة قضايا التنمية، وتوظيف الإنفوجرافيك، وصحافة البيانات، للمساعدة في التحليل والتقييم والفهم، وتتبع تطورمؤشرات البيانات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا، بما يساعد على تشكيل الوعي والرؤى، وتفسير الوقائع والاحداث المتصلة بالتنمية، واستخدام الحملات الإعلامية لرفع الوعي البيئي والمجتمعي، والاستفادة من وسائل الإعلام الرقمى الجديد، وتوظيفه توظيفا رشيدا لخدمة القضايا المجتمعية.

وتحدث خلال المنتدي كل من: الدكتورة نجوى كامل، الأستاذ بقسم الصحافة، وكيلة الكلية لتنمية البيئة وخدمة المجتمع سابقا، والدكتورة أمل السيد، الأستاذ بقسم الصحافة بالكلية، وكيلة كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، والدكتور عمرو الليثي، مقدم برنامج "واحد من الناس"، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ومحمود مسلم، رئيس تحرير صحيفة الوطن وقنوات DMC وعضو مجلس الشيوخ، بحضور عدد من أساتذة الكلية والباحثين والطلاب.

وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، إن الكلية تعني بالتنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والاستثمار في البشر، ودون الإعلام لن تتحقق هذه الرؤية ولا خطط التنمية، لأنه محرك رئيسي يعمل على بناء الوعي وإشراك الجمهور، ولذلك ستطلق الكلية مجموعة من المبادرات والمسابقات المتعلقة بالإعلام التنموي.

وأكدت هويدا مصطفى أن الكلية تحرص على التعرض بالبحث والرؤية الأكاديمية لقضايا المجتمع بصفة عامة والتنمية بصفة خاصة، لتقدم لصانع القرار رؤية منهجية منضبطة تسهم في دعم توحهات الدولة، وفق رؤية 2030، كجزء من استراتيجية جامعة القاهرة والكلية، للتفاعل مع مؤسسات الدولة لتحقيق النهضة المنشودة لبناء مصر الجديدة.

وأشارت الدكتورة ليلى عبد المجيد، إلى أن الكلية ستعقد هذا المنتدى يوم الخميس الثالث من كل شهر، في إطار دور الكلية العلمي والمجتمعي، وهو موضوع بالغ الأهمية، داعية الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى إدراج "الإعلام" كعنصر من عناصر التنمية المستدامة في "خطة مصر 2030"، لأنه "لا تنمية بدون إعلام".

فيما أوضحت الدكتورة نجوى كامل، أن رسائل الماجستير والدكتوراه في قسم الصحافة ركزت بشكل أساسي على الأبعاد السياسية للإعلام كإدارة الأزمات ومواجهة الإرهاب، والعلاقات الدولية وغيرها، حتى بدأت في السنوات الخمس الأخيرة عبر 15 دراسة في التماس بشكل مباشر أو غير مباشر مع أهداف رؤية مصر 2030، كما عالجت قضايا مثل القضية السكانية والعشوائيات والفقراء وأطفال الشوارع، مشيرة إلى أن رسالة واحدة فقط التي تضمنت في عنوانها عبارة "رؤية مصر 2030"، بينما الدراسات الأخرى لم تستند إليها كإطار مرجعي أو معرفي.

وأوضحت أستاذة الصحافة أن هناك دراسات تناولت الإصلاح الاقتصادي، ورأس المال الاجتماعي، ومجتمع المعرفة، وغيرها من القضايا، كما ركزت بعض الدراسات على دور الإعلام في التوعية البيئية، لافتة إلى أن أغلب الدراسات أكدت أن معرفة الجمهور بخطة التنمية المستدامة محدودة للغاية، فالجمهور قد يعرف مشروعا مثل "قناة السويس الجديدة" ولكنه لا يعرف الرؤية العامة لهذا المشروع ضمن استراتيجية التنمية، مشيرة إلى أن أغلب المعالجات الإعلامية لهذه المشروعات تأتي بأسلوب خبري ولا تتعمق إلى الأشكال الاستقصائية، مع غياب الفروق بين القنوات والصحف القومية، والخاصة.

ولفتت وكيلة الكلية لخدمة المجتمع سابقا، إلى أن الدراسات غاب عنها وضع الخطط والنماذج ذات الأهداف المحددة لتفعيل دور الإعلام في تحقيق التنمية، وإن تضمنت بعد المقترحات الفردية، ومنها وضع شعار "استراتيجية مصر 2030" على جميع المضامين الإعلامية، منوهة إلى إشكالية السقوط في "الدعاية" خلال العمل في الإعلام التنموي الذي يجب أن يقوم على الحقائق والتوازن، مع أهمية توسيع قاعدة الفاعلين بما في ذلك الإعلام الرقمي الجديد والمجتمع المدني، وإتاحة البيانات والمعلومات الكاملة ليقوم الإعلام بدوره.

وقالت الدكتورة أمل السيد، إنها كلفت طلابها بوضع خطة لتطبيق "استراتيجية مصر 2030" في التغطيات الإعلامية، وفوجئت بتصورات متميزة لديهم في هذا الصدد، موضحة أن التنمية لا تتم عبر المنح والقروض وإنما عبر التوعية المجتمعية وحشد الجهود الشعبية، مشيرة إلى أن التنمية هدفها الرئيسي إعادة تشكيل الصورة القومية للدولة، وهو ما لا يمكن حدوثه إلا باستخدام وسائل الإعلام المختلفة.

وأوضحت السيد أن الرؤية العربية لنظريات الإعلام التنموي تشمل التركيز على الأحداث المهمة، وتيسير اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي، والحفاظ على تماسك المجتمع، ومواجهة الغزو الثقافي، منددة بمستوى اللغة المستخدمة المنحدرة في وسائل الإعلام المصرية، وخصوصا الإذاعة المصرية، وهو مغاير لما يتم تدريسه أو تقنينه، وتعمل على ضياع اللغة العربية، حتى لو كانت مسموعة ولها جمهورها.

وأكدت أمل السيد أن "تعزيز الهوية الوطنية" تعد مرتكزا أساسيا في تحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بالذوق العام، والمنظومة الثقافية، مشددة على "ضبط البوصلة" الإعلامية والفنية، وإلا سنفقد الطريق كأفراد وجماعات، والتخطيط لإدارة الأزمات إعلاميا بما لا يخل بالمصداقية، مع تكامل جهود وسائل الإعلام والصحافة لتقديم صورة صحيحة لمصر دون تعبئة سياسية ولا تنميط وبناء صور نمطية.

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور عمرو الليثي، أن التنمية المستدامة تتضمن 17 هدفا من أهمها القضاء على الجوع والفقر، وإتاحة المياه النظيفة والسكن الملائم، والحفاظ على البيئة، وغيرها من المعايير، لافتا إلى أن النسخة الجديدة من خطة مصر 2030 تتضمن نفس الأهداف وتشمل أيضا السلام والأمن وغيرها من الأهداف، بحيث تكون بمثابة خارطة طريق تعمل على إحياء دور مصر التاريخي في إدارة الإقليم.

وأضاف الليثي أن دور الإعلام التنموي يتبلور في تحقيق الربط بين المواطن والدولة، وهو يعمل على تحويل المجتمع من حالة الفقر إلى النمو الاقتصادي، وهو إعلام شامل متعدد الأبعاد يضم كل نواحي الحياة، وتوفير الحياة الكريمة، وهو إعلام واقعي في أسلوبه يعبر عن هموم الناس ومشاكلهم، ويقترب من المهمشين، مستخدما أدوات التواصل التقليدية والحديثة.

وأشار إلى أن نجاحه يتطلب توزيع الإعلام جغرافيا على مناطق البلد، والاعتماد على خريجي الإعلام والكوادر المؤهلة، وتنسيق جهود الدولة والخطط والبرامج التنموية.

وأوضح الليثي أن هذا النوع من الإعلام يتطلب عرض الواقع الاقتصادي والتنموي على المستوى التخطيطي والاقتصادي، ضاربا المثال ببرنامج "واحد من الناس" الذي بدأ تقديمه منذ عام 2008، والفائز بجائزة اليونسكو في الإعلام التنموي، بعد ترشيح اتحاد الإذاعات العربية، لافتة إلى عدد من المبادرات التي تبناها البرنامج منها دفع المصروفات المدرسية للطلاب المتعسرين، والإفراج عن الغارمات، وتوفير العلاج للمرضى، وإعمار بيوت القرى الفقيرة.

وقال محمود مسلم، إن الإعلام لم يندرج بقوة في استراتيجية مصر 2030، ولكنه يرى إنه بدون إعلام قوي يكشف مشاكل الناس ويسلط الضوء عليها ويرصدها، ويقوم بالتوعية الحقيقية للرأي العام، فلن تكون هناك تنمية مستدامة، مضيفا أنه في السابق كانت النظرة للإعلام التنموي تحصره في "العلاقات العامة والترويج والتسويق"، ولكنه مع الوقت اكتسب هيئة أخرى، إذ أصبح ضرورة لكي يستعيد الناس أملهم في بلدهم وفي الحياة الكريمة، لافتا إلى أن الإعلام العالمي اتجه إلى "الفيتشر الإنساني"، الذي اكتسب أهمية أكبر من الخبر السياسي في بعض الأحيان.

وأضاف مسلم أن الإعلام له دور كبير في استراتيجية التنمية المستدامة، ومنها مثلا مشروع تنمية القرية المصرية، إذ له أهمية في نشر الإيجابيات والتعريف بالأحداث والمشروعات، والمساعدة في إدارة الأزمات مثل أزمة كورونا والتصدي للشائعات حولها، ومواجهة الإرهاب والمساعدة على الاستقرار، وهذا لا يعني أن الصورة كاملة ولكن مع تشكيل الهيئات الثلاث المشرفة على الإعلام تتحسن الأوضاع.