رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قائد عسكري إلى ضحية نتنياهو: كيف تدهورت شعبية "بيني جانتس"؟

جانتس
جانتس

أثناء الانتخابات الإسرائيلية في أبريل وسبتمبر عام 2019، كانت العيون تتجه إلى "بيني جانتس" وكان بعض الإسرائيليين يعتقدون أنه الرجل الذي سيتمكن من إزاحة "نتنياهو" من الساحة السياسية.

وقبل أيام من الجولة الرابعة للانتخابات المقررة الثلاثاء القادم، فإن "جانتس" في أدنى مستويات شعبيته، فقد تدهورت مكانة حزب "أزرق أبيض"، وأظهرت بعض الاستطلاعات أنه يتراوح بين 4 أو 5 مقاعد مع تهديدات أنه قد لايتجاوز نسبة الحسم.

نصح الكُتاب والمحللين في إسرائيل "جانتس" بالانسحاب من الانتخابات حتى لاتتفتت أصوات اليسار، لكنه لم يفعل، وقرر خوض الانتخابات القادمة.

في الأسابيع الأخيرة أعلن "جانتس" أنه لن يدخل مرة أخرى إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو ، وقال في أحد التصريحات :" شاركت مُخالف وعود متسلسل". وأوضح أنه لم يندم على ما فعله متهمًا نتنياهو بانه لم يعتبره وحزبه شريكين قط منذ دخولهما حكومته .

الوضع "السيء" الذي وصل له "جانتس" له عدة أسباب يمكن عرضها في النقاط التالية.

السبب الرئيسي هو خذلانه لجمهور الوسط واليسار، فبعد أن بنى حملته الانتخابية في حملات أبريل وسبتمبر أنه لن يجلس في حكومة وحدة مع نتنياهو، إلا أنه بعد الحملة الثالثة في أبريل 2020 وافق على التناوب مع نتنياهو وهو ما سبب صدمة لكل ناخبيه.

السبب الثاني لتدهور شعبية "جانتس" هو ضعفه الواضح أمام نتنياهو خلال الحكومة السابقة، وتغاضيه عن كثير من التحركات التي كان يقوم بها نتنياهو للتأثر على أجهزة القضاء والعدل للتهرب من المحاكمة.

والسبب الثالث، هو تشويه "جانتس" بيد نتنياهو، فلم يتوقف الأخير عن توجيه الإهانات لـ"جانتس" في جلسات الحكومة، ففي أحدى الجلسات كان "جانتس" يتحدث بانفعال عن أهمية فتح التجارة والثقافة الآن، فرد نتنياهو: "هذا مهم جدا، نحن سنستمر في الأسبوع المقبل".

وعلى الرغم من تضاؤل فرص جانتس أن يصبح لاعبا رئيسيا في الانتخابات المقبلة، إلا أن هناك ثغرة قانونية يمكن أن تضمن له منصب رئيس الوزراء، حيث أظهر تحقيق قانوني في الأيام الأخيرة أنه إذا توجهت إسرائيل إلى صناديق الاقتراع في جولة انتخابية خامسة، وهو أمر لا يبدو مستبعدا للغاية فيما يتعلق بتوازن القوى السياسية، فمن المتوقع أن يصبح جانتس رئيسا للوزراء في نوفمبر 2021 كما هو متفق عليه، إلا أن هذا التعيين يستلزم شرط عدم تشكيل حكومة بحلول ذلك الوقت وأن يستمر جانتس في العمل كعضو في الكنيست.