رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أيامي مع الموسيقى».. رحلة منير الوسيمي من الإسكندرية إلى مجد القاهرة

منير الوسيمى
منير الوسيمى

يملك الموسيقار منير الوسيمى رصيدا من الذكريات مع عمالقة الفن المصرى، بداية من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، الذى بحث عنه خصيصًا بسبب أغنية «حسنين ومحمدين»، التى غنتها فاطمة عيد من ألحان «الوسيمى»، وصولًا إلى عبدالرحمن الأبنودى وبليغ حمدى ومحمد الموجى، وغيرهم الكثير.

وفي أحد حواراته الصحفية كشف "الوسيمي" قطوفا من سيرته الذاتية، قائلا: «خلال فترة البدايات المتشابكة هذه، كانت السمة السائدة فى حياتي، هى منحي الجزء الأكبر من وقتي واهتماماتي للموسيقى، الأمر الذى كانت نتيجته بلوغ شهرته الآفاق داخل شوارع وحوارى الإسكندرية.

ففى بداية العشرينيات من عمري، أصبحت مايسترو مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وأتاح له ذلك لقاء فئات مختلفة من الموسيقيين الأجانب الذين كانوا يتوافدون لزيارة المسرح، فقطف من بستان كل واحد منهم زهرة زيّنت بها لوحته الفنية.

ووصف «الوسيمى» هذه الفترة بأنها من «أخصب أيام حياتى»: «بعد أن انفتحت فيها على كل أنواع الفنون، وتعلقت بشدة بالفن التشكيلى، وواظبت على حضور كل المعارض، وجمعتنى صداقات قوية بعظماء هذا الفن، أمثال سيف وانلى والدكتور حسين جمعة، الذى اشتركت معه فى حفل افتتاح المسرح الرومانى فى الإسكندرية، حيث قدمت الموسيقى والألحان لمسرحية (السلام) التى ألفها صالح مرسى.

وأضاف: «خلال الحفل استمع لألحانى التى قدمها كل من المؤلف والملحن مدحت عاصم، وحافظ عبدالوهاب، رئيس الإذاعة المصرية ومكتشف عبدالحليم حافظ، وكلاهما كان عضوًا فى لجنة الاستماع بالإذاعة، وبعد أن انتهينا طلبنى الأخير وعرفنى بنفسه، ثم طلب منّى الذهاب إليه لمقابلته فى مكتبه بالقاهرة، لكن تحت زحام العمل نسيت أو بالأدق تناسيت ما طلبه منى.

الموقف ذاته تكرر بعد عام من هذا الحدث، فقد حضر رئيس الإذاعة مجددًا إلى الإسكندرية، لحضور إحدى المناسبات الفنية، واستمع إلى «الوسيمى» مرة أخرى، واستدعاه مرة أخرى، وبالفعل ذهب إليه بصحبة خطيبته، زوجته الحالية، فقال لها رئيس الإذاعة: «طلبته السنة اللى فاتت ومجاش.. يوم السبت الجاى تجيبيه وتجيلى الإذاعة.

وواصل «الوسيمى»: «فى هذه المرة صادقناه الوعد وذهبنا للقائه، وتحدثنا سويًا، وعندما علم أننى سجلت موسيقى مسرحية (السلام)، لصالح الإذاعة، أعاد الاستماع إليها صحبة مدحت عاصم، وقرأت فى عينهما الانبهار، وبعدها تم اعتمادى كمؤلف وملحن وموزع موسيقى، ولأول مرة فى تاريخ الإذاعة يُكتب فى محضر لجنة الاستماع (خامة مبشرة ويُحتفظ)».

وكشف عن تكليفه فى ذلك الوقت بإعداد الموسيقى التصويرية الخاصة بافتتاح إذاعة الإسكندرية التى تسبق ضبط الإرسال، فأعاد توزيع لحن أغنية سيد درويش «طلعت يا محلى نورها» بطريقة جديدة وبآلات حديثة، ومع مرور الوقت صُعد للعمل كمستشار للإذاعة، بجانب انضمامه إلى عضوية لجنة الاستماع، كل هذا وهو لا يزال فى مرحلة العشرينيات.