رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاد سيد درويش.. محطات في حياة مجدد الموسيقى العربية

سيد درويش
سيد درويش

اليوم 17 مارس، تحل ذكرى ميلاد سيد درويش مجدد الموسيقى العربية، واحد من أهم الموسيقيين العرب على مدار التاريخ، في بداية حياته التحق بكتاب لحفظ القرآن الكريم في سن الخامسة من عمره، وكان من أسرة متوسطة الحال وقتئذ، توفى والده في سن السابعة من عمره, وبدأت موهبته الفنية تظهر عندما التحق بالمعهد الديني وظل يغني وينشد أمام زملائه.

اسم لامع في السماء العربية عامة والمصرية خاصة، وذلك نظرًا لما قدمه من خدمات عدة للقن والفنانين، حيث يعتبر صاحب الفضل الأول في تجديد الموسيقى العربية، اهتم بالفن أكثر من اهتمامه بنفسه وصحته، ظل يرتقي بالموسيقى شيئا فشيئا حتى جعلها منتشرة في بقاع الأرض.

ويعد سيد درويش صاحب الفضل الأول في إدخال الغناء البوليفوني لمصر للمرة الأولى، وذلك من خلال أوبريت "العشرة الطيبة" و"شهرزاد" و"البروكة"، فهو مجدد الموسيقى.

ميلاد سيد درويش

اسمه الحقيقي السيد درويش البحر، من مواليد 17 مارس 1892، بالإسكندرية، التحق بالمعهد الديني الأزهري بها عام 1905، وبعدها انطلق للعمل في الغناء حيث بدأ في المقاهي حيث بدأ حياته من تحت القاع، وكان فقيرًا للغاية، وتزوج في سن السادسة من عمره، وأصبح مسؤولا عن عائلة وزوجة، وهو الأمر الذي دفعه للعمل في الفرق الموسيقية المتجولة في الشوارع والموالد تبحث عن العمل.

رحلة سيد درويش الفنية

ولكنه لم يوفق، واضطر للعمل في البناء، وكان يقوم بالغناء في العمل ويشجع العمال ويرفع صوته، في جو من المرح والفرح، وبالصدفة البحتة وجد الأخوين سليم وأمين عطا، ويعتبر من أشهر المطربين في هذا التوقيت بالإسكندرية، وكانا يعملان في مقهى بجوار الموقع الذي كان يشتغل به درويش بالنباء.

وأعجب بصوته للغاية، من جمال الصوت، واتفقا معه للعمل معهما في الفن والغناء، واتفقا على رحلة فنية في الشام كانت في عام 1908، وتعلم الفن وفنونه على أيدى فنانين كبار وأتقن العزف وتميز به، وتعلم على العود، وكتب النوتة الموسيقية.

وخلال رحلته في الشام تعرف على الشاعر الملا عثمان الموصلي، الذي أعجب بموهبة سيد درويش، وقام برعايته فنيا، فحفظه التواشيح ونقل له كثيرًا من علمه.

بدأ صيته يعلو، ويملأ الأجواء، وذلك بعد أن تمكن في بداية مشواره من تلحين أول أدواره في "يا فؤادي ليه بتعشق" بعد أن أصبح فنانا مشهورًا في الشام عاد إلى بلده مصر.

وعند عودته لمصر، بدأت تتهافت عليه العروض المسرحية والأعمال الفنية، من تلحين حيث فرقة نجيب محفوظ، وجورج أبيض وعلي الكسار، حيث لحن لهم العديد من المسرحيات، عاش سيد درويش حياة فنية خلدها بالأدوار المتميزة التي قام بها.

أعمال سيد درويش الفنية

ومن أشهر أعماله، يا للي قوامك، ويا فؤادي ليه بتعشق،في شرع مين، النشيد الوطني بلادي بلادي، الذي اقتبص الجزء الأول منه من الزعيم الراحل مصطفى كامل، وغيرها، حيث بلغ رصيد أعماله في كافة القوالب الفنية المختلفة العشرات من الأدوار، إضافة إلى أربيعين موشحًا و 30 رواية مسرحية، وأوبريت، وغيرها من الأعمال التي تركت بصمة لدى المستمع والمشاهد في كافة أرجاء العالم.

سر وفاة سيد درويش

توفي سيد درويش، يوم 10 سبتمير عام 1923، عن عمر ناهز الـ 31، وتعددت الروايات حول وفاته، ولكنه إلى الآن ما زال سر مجهول، فهناك من قال أنه قتل على يد الإنجليز، بينما خرجه حفيده في برنامج مع الإعلامي عمرو الليثي، أن سيد درويش الشعلة التي كانت تلهم حماس الشعب، فقال أنه قتل وليس هناك احتمال آخر، ورفضت السلطات تشريح الجثة عندما قدموا طلبا بذلك.