رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر الأولى على إفريقيا والشرق الأوسط.. كيف حفز كورونا البحث العلمي؟

البحث العلمي
البحث العلمي

يمكن القول إن أزمة فيروس كورونا فتحت الباب على مصراعيه أمام مجال البحث العلمي لينشط ويكون له دور فاعل وقوي خلال هذه الفترة وفي المستقبل، الأمر الذي جعل مصر تحتل المركز الأول على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط في عدد الأبحاث التي نشرت عن فيروس كورونا.

وقدمت المستشفيات الجامعية خلال هذه الأزمة التي خصصتها الدولة للعزل وللتعامل مع مصابي فيروس كورونا، أكثر من 137 بحثًا عن هذا الفيروس، وتم نشرها من قبل الأطباء والعلماء المصريين العاملين بتلك المستشفيات الجامعية، بكبرى الدوريات العلمية على مستوى العالم، كاشفًا عن أن مصر تحتل حاليًا المركز الأول، بين دول الشرق الأوسط وقارة إفريقيا، على مستوى عدد الأبحاث التي نشرت عن فيروس كورونا.

مصر تملك البنية التحتية والعلماء أهلتها لهذه المكانة في البحث العلمي

قال الدكتور محمد عزالعرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن البحث العلمي هو أي عمل أساسي لضمان الجودة في مختلف مناحي الحياة، ويمثل قاطرة التقدم في كل أنواع العلوم، ومع جائحة فيروس كورونا المستجد أصبح الاهتمام الأول للعالم أجمع هو البحث العلمي، مؤكدًا  أن مصر تملك البنية التحتية ووجود متخصصين وعلماء في البحث العلمي، وهو ما ساعد على تبوؤ مصر هذه المكانة في مجال البحث العلمي خلال أزمة فيروس كورونا المستجد على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط.

وعن اهتمام العالم بمجال البحث العلمي، أوضح «عزالعرب» أنه يغطي عدة جوانب بداية من مشكلة انتشار الوباء في الدول، وثانيًا التعامل الذي يؤدي إلى هذا الانتشار، وثالثًا إيجاد ما يسمى بطرق معاملة الأمراض المختلفة مع الجائحة  أو هل تأثرت التعامل وعلاج مختلف الأمراض سواء أمراض القلب أو أمراض الكلى والكبد مع وجود الجائحة، وأخيرًا توصيات الأبحاث العلمية عن أفضل السبل للتعامل مع هذه الأمراض مع وجود الجائحة.

وأضاف أن هناك أبحاثًا علمية متعلقة بجائحة فيروس كورونا نفسها وهي الأهم، ففي الوقت الحالي تتنمى البشرية زوال هذه الغمة في أسرع وقت، وهو ما يتطلب إيجاد العلاج واللقاح المناسب للوقاية، وكذلك أهمية البحوث العلمية المتعلقة بإيجاد طرق الكشف بدقة عالية عن فيروس كورونا أي الكواشف مثل المسحة التشخيصية PCR  ولكن تكون أكثر تقدمية وسهولة في اكتشاف الحالات المصابة.

وأشار «عزالعرب» إلى وجود أبحاث بيان الإحصاءات المختلفة للجائحة، فيما يتعلق بعدد المرضى وعددهم داخل الرعاية ومعدل حدوث الوفيات، كل هذه البيانات تتم من خلال الدراسات والأبحاث، مضيفًا أن هناك أبحاثًا بالعلاجات المقترحة ومختلف اللقاحات، فعلى مستوى التجارب في مصر تمت تجربة اللقاح المصري في عدة أماكن  وأبرزه الخاص بالمركز القومي للبحوث، والذي أنهى مرحلة ما قبل الإكلينكي، وتم نشر هذه الأبحاث في الدوريات العلمية العالمية.

واستكمل أن هناك أبحاثًا أخرى تم إجراؤها عن استخدام بعض أنواع الأدوية التي تستخدم لأغراض أخرى، وهي الخاصة ضمن العلاج المقترح لفيروس كورونا تم استخدامه على مستوى العالم وتجربتهم هنا في مصر.

كورونا أثبتت أهمية البحث العلمي لكل الدول
وقال الدكتور عبداللطيف المُر، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة الزقازيق، إن كورونا أعطى العالم درسًا أنه لا بد من زيادة الإنفاق من الميزانية على البحوث العلمية، فحتى لو كانت الدول غنية ماديًا ولكن عدم توافر القدرات البحثية  لن تسمح لها بالحصول على اللقاحات لعدم توافر المؤهلات الكافية لتخزينها وفقًا للإجراءات المتبعة الصحيحة للتخزين، وبالتالي يجب زيادة الإنفاق على البحوث العلمية.

وأشاد المُر بالجهود التي بذلتها الجامعات المصرية في عدد الأبحاث العلمية التي قدمتها خلال أزمة فيروس كورونا، مناشدًا المعاهد البحثية أن تتجه هذه البحوث لتصنيع اللقاحات، وتحاول بقدر الإمكان تطوير هيئة اللقاحات، خاصة وأن لديها خطوات أولى لكوفيد، ما يؤهلها لإنتاج لقاحات بالفعل والإسراع في التصنيع المحلي للقاحات.

يُذكر أنه خلال أزمة فيروس كورونا خصصت الدولة 34 مستشفى جامعيًا للعزل، وللتعامل مع مصابي فيروس كورونا، واستطاعت تلك المستشفيات أن تقدم خدماتها الصحية للمواطنين المصابين بكورونا، وساهمت بشكل كبير في تعامل الدولة مع الموجة الأولى والثانية من هذا الوباء.