رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سامى السلامونى: أهم مخرجى العالم بدأوا نقادًا فى السينما

سامي السلاموني
سامي السلاموني

أجرى المخرج محمد عبدالله، حوارًا مع الناقد الفني الكبير الراحل سامي السلاموني، وأورده في كتابه «تجارب في السينما التسجيلية»، وأعاد سعيد شيمي نشره كاملًا في كتابه الصادر حديثًا عن دار الهالة للنشر والتوزيع تحت عنوان «صديقي.. سامي السلاموني»، وقد نشرت «الدستور» الجزء الأول من الحوار، وفيما يلي الجزء الثاني:

- أعتقد أن المعرفة النظرية والقدرة العملية عنصران رئيسيان فى تكوين أي مخرج، وإلا أصبحت قدرته على الخلق قاصرة، فهناك ضرورة لأن يكون المخرج ذا حس نقدي.. فما رأيك؟
بالطبع.. فليست مصادفة أن عددًا من أهم مخرجى العالم بدأوا نقادًا، وبدون محاولة للمقارنة مع هؤلاء العمالقة بالطبع، ففيللينى، وأنطونيونى، وبتروفيتش، وجودار، وآلان رينيه، وترفو، وغيرهم كثيرون بدأوا نقادًا، بل إن حركتي الواقعية الجديدة في إيطاليا، والموجة الجديدة في فرنسا، وهما أهم حركتين في تاريخ السينما العالمية، قامتا على أكتاف النقاد أولًا، ومعظم حركات السينما الجديدة في العالم الثالث تقوم الآن أيضًا على جهود النقاد، بل إن محاولة السينما الجديدة في مصر نفسها قامت أيضًا على بدايات نقدية.

- ما هي أحلامك التي تتمنى تحقيقها في السينما التسجيلية؟
أحلامي لا تخرج عن أن نحاول فهم واقع بلدنا ونتعامل معه بشجاعة ونقدمه بالسينما، وأنا واثق أن هذا الواقع هو الذي سيمنحنا، إن لم يفرض علينا أي تحف سينمائية يمكن أن نحلم بها.

- ألديك أفكار محددة يمكن أن تحقق هذا الغرض؟
عندي ثلاث أفكار جاهزة على الأقل لأفلام تسجيلية، أتمنى أن تتاح لي فرصة تصويرها، وهي: «الأولى عن القطار المصري باعتباره عالمًا قائمًا بذاته، والثانية عن الصباح في القاهرة، والثالثة عن الظروف المعيشية لعمال شبرا الخيمة».

- ولماذا لم تعمل على تحقيقها؟
قدمت موضوع «القطار» منذ ثلاث سنوات تقريبًا (1970)، وحصلت على موافقة فعلًا على تصويره، وذهبت بخطاب رسمي من المركز القومي للأفلام التسجيلية بمصاحبة مدير الإنتاج إلى محطة القاهرة، للاتفاق معها على خطة العمل، وفي اليوم التالي مباشرةً احتج بعض الزملاء الشبان – للأسف – من خريجي معهد السينما على إتاحة الفرصة لي للعمل، وأيًّا كانت أسبابهم الشخصية، فهم أحرار في مواقفهم، ولكن الغريب هو أن يغير المركز خطته ويسحب قراره فورًا بإنتاج الفيلم نتيجة لضغوط شخصية، ولم أترك فرصة لإعداد خطة إنتاج بالمركز كل سنة، إلا وقدمت نفس الفكرة بإصرار ليرفضها المركز أيضًا بإصرار.

- ما الذي تقترحه للاهتمام بالسينما التسجيلية والنهوض بها في مصر؟
لا يمكن النهوض بالسينما التسجيلية في مصر إلا في إطار النهوض بالسينما المصرية كلها، بمعنى أنه لابد من توافر ظروف أفضل من كل ناحية، اقتصاديًّا وفكريًّا وفنيًّا.

أما لو أردنا الحديث عن السينما التسجيلية بالذات، فلابد من تغيير جذري في سياسة المركز القومي للأفلام التسجيلية، بحيث تكون له سياسة واضحة ومحددة وجريئة، وميزانية ثابتة، وقواعد منهجية واضحة وجريئة أيضًا للعمل، وتشجيع العناصر الشابة القادرة – وليست العاجزة – على العمل للانضمام إلى الصالحين من القدامى، بصرف النظر عن العوامل أو العلاقات الشخصية، بحيث تتاح إمكانية تفجير مواهب السينما التسجيلية في مصر تفجيرًا حرًا وخلاقًا.