رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خلايا الدفن».. سلاح الحكومة للتخلص الآمن من النفايات الخطرة

النفايات الخطرة
النفايات الخطرة

تتضخم سنويًا أحجام النفايات على مختلف أنواعها في مصر، بسبب ارتفاع حجم الإنتاج المحلي للنفايات بشكل متسارع للغاية، وتصدر محافظات بعينها قائمة الأكثر إنتاجًا للنفايات التي لا تتناسب مع طرق التخلص أو الاستفادة منها.

وتحاول الحكومة جاهدة كل فترة تطوير طرق التخلص الآمن منها بإصلاح المصانع أو إنشاء مشاريع جديدة مهمتها التخلص من النفايات، إلى جانب زيادة وسائل إعادة التدوير لتحقيق الاستفادة القصوى من المخلفات والنفايات في مصر.

واتساقًا مع ذلك، فقد بدأت مصر في إنشاء عدد من خلايات الدفن للمخلفات الخطرة بالمحافظات خلال الفترة الأخيرة، ولعل آخرها افتتاح خلية الدفن الجديدة للمخلفات الخطرة بمركز الناصرية للمخلفات الخطرة بتكلفة 17 مليون جنيه.

وتعد تلك الخلية هي أكبر خلية دفن في مصر بسعة 15 ألف متر مربع، وتأتي ضمن أعمال التطوير والتوسعات التي تتم بالمركز الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المحافظات في إعدام المخلفات الخطرة، وأعلنت وزارة البيئة أنه من المقرر إنشاء خلايا آخرى قريبًا بالمحافظات.

وبالفعل فإن الأرقام التي تخص حجم النفايات المختلفة في مصر سنويًا مفزعة للغاية، إذ تتضخم كل عام عن ذي قبل في وقت تتعطل فيه سبل التخلص الآمن منها مثل مصانع تدوير المخلفات. وترصد "الدستور" في التقرير التالي حجم تلك النفايات والمحافظات الأكثر إنتاجًا للمخلفات المحلية.

الإنتاج السنوي المحلي لمصر من المخلفات يبلغ نجو 90 مليون طن ما بين مخلفات زراعية وصلبة وإلكترونية وصناعية، بحسب بيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، تمثل نسبة المخلفات الصلبة 32% من إجمالي المخلفات، بينما المخلفات الزراعية بلغت نسبتها 27%.

أما مخلفات تطهير الترع والمصارف والمخلفات البلدية تبلغ 27٪ أيضًا، وتتوزع المخلفات البلدية في المحافظات المختلفة كالآتي 56% مواد عضوية، و13% بلاستيك، و10% ورق وكارتون، و4% زجاج، و2% خردة، و15 % مواد أخرى.

ويقدر إجمالي التراكمات المنتشرة داخل المحافظات بنحو 18 مليون متر مكعب، و47% من تلك التراكمات فى شوارع القاهرة الكبرى، بينما يقدر حجم المخلفات الطبية بـ٣.٤ مليون طن مخلفات تخرجها ٣٣٦.٦ ألف منشأة طبية.

كما بلغ حجم المخلفات الصناعية ٢.٩ مليون طن تم إنتاجهم من ٦٥ ألف منشأة صناعية، وتم تدوير٢٠٪ فقط من المخلفات البلدية الصلبة، ولم تكن قمامة المنازل بعيدة عن الإنتاج المحلي الضخم للنفايات في مصر بل ساهمت بشكل كبير في زيادتها.

وبحسب بيانات جهاز شؤون البيئة فإن الحجم السنوي لقمامة المنازل يبلغ 13.8 مليون طن، استحوذت محافظة القاهرة على ٣٩.٤٪ من إجمالي النسبة، حيث كان حجم قمامة القاهرة 5.4 مليون طن؛ وبلغ نصيب الفرد الواحد ١٧٣ كيلو جرام أي ما يعادل نحو ٤٥٧ جرام يوميًا.

وهناك طرق عديدة تتخلص بها وزارة البيئة من النفايات بحسب تقرير حالة البيئة الصادر عن جهاز شئون البيئة، التابع لوزارة البيئة عام 2018، حيث إن هناك 239 مصنعًا لإعادة تدوير القمامة على مستوى الجمهورية بعض منهم متوقف.

وتعتبر محافظة الدقهلية أكثر محافظة بها مصانع إعادة تدوير قمامة، حيث بداخلها 8 مصانع، إلا أن الكثير منها أصابه الغلق والتعطيل وتسريح العمال، فضلًا عن أن 81% من القمامة يتم تجميعها بمقالب عمومية وعشوائية و12% من القمامة يتم معالجتها وإعادة تدويرها، و7% من المخلفات تدفن بمدافن صحية.

وسبق وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إلى أن البنية التحتية لإدارة المخلفات تحتاج إلى 4 سنوات، وأن الخطة اعتمدت يونيو 2018، وتم ضخ مليار و800 مليون لـ80 محطة وسيطة ولـ4 مصانع ونعمل في البنية التحتية في 27 محافظة تعمل في وقت واحد.

وأوضحت أن العامين ونصف الماضيين لم يضيعوا هباء، ولكن أزمة النفايات ضخمة، وتحتاج ضخ 10 مليار جنيه كي تدور العجلة والمصانع، مضيفة: "وبنجمع على مستوى الدولة من رسوم 800 مليون جنيه ولم يكن لدينا أي مخطط لأي منظومة".