رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطاب موقع من 4 نجوم.. حكاية استدعاء أباطرة هوليوود لرشدي أباظة

رشدي أباظة
رشدي أباظة

بعد انفصاله عن "تحية" اتسع الجرح في قلب رشدي أباظة، لم يكن أمامه سوى الهروب، فقرر الهجرة إلى إيطاليا، ولكن السؤال الذي كان يؤرقه ماذا سيفعل هناك وهو الذي فشل في بلده مصر، ورغم مخاطر السفر إلا أنه اتخذ القرار وقبل التحدي، غير أن صباح أحد الأيام حمل إليه نسخة من جريدة "الاجبشيان جازيت" التي تصدر باللغة الإنجليزية، وبها إعلان لمكتب شركة "مترو" في القاهرة يطلب فيه شبابًا يجيدون الإنجليزية للمشاركة بأعمال مختلفة في فيلم جديد تنتجه الشركة في مصر.

وبدافع التجربة اتصل رشدي بالشركة فطلبوا حضوره للقاء مخرج الفيلم "روبرت بايروش" وفي المقابلة ظل المخرج يتأمله بإعجاب شديد، ثم قال له: "أنت المطلوب.. أنت بديل "دوبلير" روبرت تايلور- كان أحد أشهر نجوم السينما العالمية في الأربعينيات والخمسينيات فقد كان النجم الأمريكي الوسيم يقوم في الفيلم الذي يحمل اسم "وادي الملوك" بدور مرشد سياحي يرافق عالم الآثار "كارلوس تومسون"وزوجته الحسناء "اليانورا باركر" في جولة بين آثار مصر.

نزلت كلمات المخرج على رشدي أباظة كالصاعقة.. فكيف له بعد أن قام ببطولة فيلمين أمام فاتن حمامة وكاميليا أن يعمل "دوبليرًا" لممثل؟!.. واهتز بغضب ثم انصرف معتذرًا عن عدم القيام بالمهمة، وبعد عودته إلى المنزل اتصل بابن عمه "رياض" وروى له ما حدث فنصحه بقبول الفيلم لعله يكون "فاتحة خير" عليه، وبعد تفكير توجه رشدي إلى شركة "مترو" ووقع العقد معهم، وبدأ تصوير الفيلم في صحراء الأهرامات، وطلب "روبرت تايلور" أن يلتقي بالفتى الذي سيحل محله في المشاهد الخطيرة، وحين التقيا أصبحا صديقين بسرعة، ووجده "رشدي" رجلًا يمتاز بدماثة الخلق والرقة، وانتهى اللقاء بقناعة داخل الفتى الأباظي بأنه يؤدي دورًا مهمًا في الفيلم.

مرت أيام التصوير وسط المشاهد والحركات المثيرة، وتوطدت العلاقة بين رشدي ونجوم الفيلم، وفي أثناء التصوير دعا "روبرت تايلور" فريق العمل إلى حفل وطلب من رشدي ضرورة الحضور..وقال له مداعبًا "لازم تكون موجود ربما يضربني أحد"، وفي الحفل اتشح الفتى الوسيم برداء الأناقة والجاذبية، فلفت نظر النجمة الحسناء "اليانورا باركر" التي أبدت إعجابها "الأنثوي" جدا به، ولكنها كانت المرة الأولى التي يكبح فيها "رشدي" جماح غريزته الأباظية، ربما لأنه عانى كثيرًا من النساء، وربما لأن جرح "تحية" مازال غائرًا في قلبه.

وبمناسبة نهاية تصوير الفيلم أقام "رشدي" سهرة في "الأوبرج" لكل العاملين في الفيلم، كلفته المبلغ الذي حصل عليه، كأجر عن الفيلم بالكامل، وفي السهرة انتحى "روبرت تايلور" بـ "رشدي" جانبا وقال له "أريدك أن تحضر إلى هوليوود لأنك قد تجد فرص عمل رائعة هناك"، فطلب منه رشدي أن يبحث إمكانية ذلك، ثم يخاطبه.

وسافرت أسرة الفيلم، واعتقد "رشدي" أن الأمر انتهى عند هذا الحد، وأن "روبرت" كان يجامله، ولكن بعد 15 يومًا بالضبط وصله خطاب من "روبرت" يدعوه فيه إلى الذهاب إلى "هوليوود" وأخبره أنه يجب أن يعمل هناك لأن "هوليوود" هي المدينة التي تتبنى أي فنان شاب بمواصفات "رشدي أباظة" والمثير أن الخطاب كان بتوقيع: روبرت تايلور- اليانور باركر – روبرت بايروش- وربرت سريتز المصور السينمائي.. وسيطرت السعادة الغامرة على "رشدي" وهو يحتضن الخطاب الذي اعتبره جواز المرور إلى هوليوود، حسبما ذكر الكاتب الصحفي أحمد السماحي في كتابه "الدنجوان".