رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اهدموا الهرم».. ماذا قال عبد الناصر بعد منع أم كلثوم من الغناء؟

عبد الناصر مع أم
عبد الناصر مع أم كلثوم

كانت واحدة من أهم الأحداث التي شغلت الشارع المصري والعربي في بدايات الخمسينات من القرن الماضي، فبينما نظام "يوليو" يؤسس نظامه الجديد، شرع في تنفيذ عدد كبير من التغييرات السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية.

ورغم التباين بين تلك المجالات السابقة، كان ثمة مشترك واحد جمع بينهم، وهو ضرورة التخلص من رجال القصر والحاشية الملكية سواء سياسيين كانوا أو فنانين وغير ذلك.

فبينما تم محاصرة كل الوجوه القريبة من الملك فاروق سواء بالسجن أو النفي وجدت كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي "أم كلثوم" نفسها مطالبة بالثمن ذاته، لكن ليس بالسجن أو النفي إنما بالاعتزال والابتعاد.

وجهة النظر آنذاك كانت قائمة على أن كوكب الشرق قامت بالغناء لملك البلاد السابق "فاروق"، بالإضافة إلى أنها من القلائل الذين أنعم عليهم بوسام الكمال الملكي.

وفي كتاب" مذكرات الآنسة أم كلثوم" للكاتب الصحفي محمد شعير، ذكر أنه في بدايات ثورة يوليو تعددت المطالبات بمحاكمة "أم كلثوم" باعتبارها تمثل امتدادا للعهد البائد؛ ومع تعالي الأصوات قرر الضابط المشرف على الإذاعة اتخاذ موقف منها نفذه بشكل فردي وهو وقف إذاعة أغانيها وطردها من منصب «نقيب الموسيقيين»!

مع غياب كوكب الشرق بدأت الأسئلة تتناثر من هنا وهناك، من المحيط إلى الخليج، الجميع يتساءلون، يتهامسون، يتحدثون، أم كلثوم أين ذهبت؟.. ولماذا اختفت؟

مع تصاعد الجدل تدخل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في أحد اجتماعات مجلس قيادة الثورة متسائلا ومستفسرا، ليفاجئ برد الظابط المسئول عن الإذاعة بأن قرر استبعادها لأنها تنتمي للنظام السابق.

لحظتها اشتعل "عبدالناصر" غضبا قائلا "ما رأيك أن تهدم الهرم الأكبر لأنه من العهد القديم"!، ثم طلب منهم أن تعود سيدة الغناء العربي للغناء فورا.. بما يليق بقامتها وتاريخها.

وبالفعل عادت من جديد للوقوف أمام الميكروفون، ومن خلال صوتها ساهمت في دعم مشروع ثورة يوليو النهضوي والاجتماعي بقوة الفن والغناء، لتثبت بالفعل أنها ظاهرة عابرة للزمن والأجيال.

وهو ما جعل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر يغضب ويقول فى أحد اجتماعات مجلس قيادة الثورة للضابط المشرف على الإذاعة «ما رأيك أن تهدموا الهرم الأكبر لأنه من العهد القديم!