رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أنا والكبار»... حكايات الشيخ «نعينع» مع عمالقة التلاوة

الشيخ نعينع
الشيخ نعينع

الطبيب أحمد نعينع من القُراء القلائل الذين تحقق لشخصه ما يشبه الإجماع من السابقين واللاحقين بأنه خير امتداد لمدرسة التلاوة المصرية العظيمة، بعد أن نجح في أن يؤسس لنفسه مدرسة خاصة وخالصة.. فماذا عن علاقته بعمالقة هذا الفن.. وكيف تأثر بهم؟

يقول «نعينع» في أحد حواراته الصحفية: «الشيخ مصطفى إسماعيل هو أكثر القراء الذين تأثرت بهم، فقد كنت عاشقًا لصوته، ومحظوظًا بالتعرف عليه عندما قدمنى إليه الأشخاص عقب تلاوته في إحدى المناسبات فتصادقنا، وخلال السنوات الأخيرة فى حياته كان قد اشترى بيتًا خاصًا له فى الإسكندرية، وقد كان محبًا لتلك المدينة بطريقة لا يمكن وصفها، وغالبًا ما كان يقضى هناك معظم أوقات السنة».

وأضاف: «فى تلك الفترة رافقته كما القرين، أقلده فى قراءته وأرقبه بنظرى متابعًا حركاته وسكناته، كنت أتعلم منه دون أن أطلب منه ذلك، لدرجة أنه ذات مرة تحدث لبعض المقربين قائلًا: «بيقلدني في كل حاجة»، وظلت علاقتنا قائمة ومتقاربة جدًا حتى اللحظات الأخيرة من حياته.

وعن الشيخ الراحل محمود خليل الحصري، قال «نعينع»: «التقيته خلال إحدى المرات التي قرأ فيها بالإسكندرية، وقتها كنت القارئ الثاني معه، لكننا لم نتحدث. بعد تلك المرة بفترة وبينما هو يقرأ فى مسجد الحسين، وبعد أن انتهى من قراءته، علم بوجود قارئ آخر قادم من الإسكندرية، فقرر الجلوس لسماعه ولم يغادر».

وأضاف: «بعد أن انتهيت من القراءة أتانى مشيدًا وتعرف على شخصى، وسألنى عن محل سكنى فأخبرته بأننى حال حضورى فى القاهرة أنزل للإقامة فى أحد الفنادق، فأصر على توصيلى إلى حيث أُقيم، وعندما وصلنا هناك فوجئت به فى تواضع شديد يحمل شنطتى ويضعها فى سيارته مُصرًا على أن أبيت معه فى منزله».

حينها كان من المقرر أن يعود «نعينع» فجرًا إلى مسجد الحسين مرة أخرى للقراءة، وبالتالى الأفضل له أن يبقى قريبًا منه، وعندما أفصح لـ«الحصرى» عن هذا الموضوع، وجده يقول: «على ابنى هيبتهل معاك الفجر هناك.. تعال نام عندى واصحوا روحوا سوا».

وتابع: «فى بيته دخلت إلى إحدى الغرف وحين بدأت التحرر من ملابسى استعدادًا للنوم، فوجئت بأنها حجرته، فقد أنامنى فى سريره، وتلك واحدة من الآيات الكبرى الربانية فى حياتى، وأحد التجليات الإيمانية التى حدثت لى».

هناك قاعدة نؤمن بها ونرددها دومًا نحن المقرئين ألا وهى أن مسجد الحسين دائمًا ما يختار قارئه، وقتها كان الشيخ الحصرى هو قارئ السورة هناك، وبعد رحيله بسنوات جاء الدور على شخصى لأكمل مسيرة كل العمالقة الذين مروا من هنا، ويبدو أن نومى فى مكانه كان نبوءة مبكرة بما سيحدث لاحقًا.