رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هؤلاء علموني».. حكايات القانوني الشهير مع عمالقة الفن المصري

القانوني الدكتور
القانوني الدكتور شوقي السيد

يعد الفقيه القانوني الدكتور شوقي السيد واحد من أبرز أساتذة القانون الدستوري منذ أكثر من 40 عامًا، خلال تلك الفترة جمعته العديد من الذكريات مع رموز الفكر والأدب والثقافة والفن.

وفي أحد حوارته الصحفية تكلم أستاذ القانون عن ذكرياته مع بعض الذين قابلهم والتقوا بهم:"فى بدايات حياتي خلال أربعينيات القرن الماضى، كانت كلية الحقوق هى جوهرة تاج التعليم فى مصر، فمن بين جدرانها تخرج عمالقة مصر فى الأدب والثقافة والشعر والصحافة.

لكنها حين أتى عليه الدور لدخولها، كانت قد فقدت الكثير من هيبتها، لدرجة أن البعض عارضني حتى لا التحق للعمل بها، لكن صممت على هذا القرار، واعتبرها من أكثر القرارات التى أفخر وأعتز بها فى حياتى، فقد كنت مؤمنًا بأن الإخلاص سيؤدى حتمًا إلى النجاح، وبالفعل لم تخذل كلية الحقوق توقعاتى وأعطتنى عطاءً بلا حساب، لأننى أحببتها وأخلصت لها.

أضاف: «حين بدأت ارتداء روب المحاماة، اخترت أن أمارس تلك المهنة بنزاهة وعقيدة وشرف، وهو ما أجعلنى أشعر وكأننى أسير على الأشواك من درجة الصعوبات التى قابلتها، لكن بمقدار هذه الصعوبات بقدر ما كان نجاحى مبهرًا بصورة كبيرة.

وأوضح أن هذا تجسد فى أشياء كثيرة أهمها نجاحه فى ترجمة معظم القضايا والوقائع التى عاشها إلى مؤلفات علمية تطرح الفكرة وتناقشها وتفسر أسبابها وتقدم علاجها، مثل كتبه «انحراف استعمال السلطة» و«تعسف استعمال الحق» و«استقلال القضاء» وغيرها.

أضاف: «أعتقد أننى ممن نجحوا فى تحقيق المعادلة الصعبة فى مهنة المحاماة وهى النجاح بشرف، واجتهدت جدًا لصناعة اسم يحترمه ويقدره الجميع، ودائمًا أردد بأن النجاح لا يأتى صدفة إنما بكد وتعب وإخلاص، لأن ما يأتى صدفة يذهب هباءً بنفس الطريقة التى أتى بها، فالسماء لا تمطر ذهبًا، ولذلك عندما توكل إلىّ أى قضية دائمًا ما يكون التوفيق حليفى.

وواصل: «خلال ما يقارب أو يزيد على ٤٠ عامًا قضيتها فى محراب العدالة كمحامٍ، أعتز بالعديد من القضايا التى ترافعت فيها على كثرتها، لكنى منذ اللحظة الأولى اعتبرت أن قضيتى الأساسية هى تحقيق المشروعية الدستورية، وترسيخ الحقوق والحريات والوقوف ضد أى طغيان، وهذا المبدأ الذى اعتنقته لم يقتصر فقط على أخذ موقف وإثبات حالة، لكنه دائمًا كان مصحوبًا بمقاومة وإصرار على النجاح فى تحقيق نصر.

أضاف: "أعتز بامتلاء مسيرتي بالعديد من العلامات المضيئة، بعيدًا عن أوجاع السياسة والغوص فى أعماق المحاماة، وعلى رأسها الفترة التى عملت فيها مستشارًا لوزير الثقافة يوسف السباعى.

وأرجع ذلك إلى أن هذه الفترة قربته من «عباقرة»، أمثال الفنان الكبير السيد راضى، والمسرحى العظيم سعدالدين وهبة، مبينًا أن الأخير «أثر علّى كثيرًا بحكم شخصيته القوية ومواهبه المتعددة، ومثلما كان صاحب قلم بارعًا، كان إداريًا بارزًا، وإنسانًا صاحب حضور طاغٍ وقرار قوي.

أضاف: «أما الفنان السيد بدير، فقد كان بيننا حوار دائم متبادل، وطلب منى استعمال خبراتى القانونية لأجل صياغة لائحة خاصة بالفنانين تتيح لجميع أبناء المهنة تقديم أعمال مسرحية بصورة سنوية بدلًا من احتكار بعض الفنانين تقديم جميع الأعمال المسرحية».

وواصل: «احتكاكى بهذا الرجل جعلنى أكتشف وجهًا مغايرًا تمامًا لتلك الشخصية التى اعتادت الظهور فى الأعمال الفنية بصورة الشخص الساذج الأبلة الذى يردد دائمًا مقولة (كبير الرحيمية قبلى)، فقد اكتشفت أنه صاحب مواهب فذة ومتعددة، فهو مؤلف ومخرج وكاتب وبجانب هذا إدارى بارع، وقد حضرت له أكثر من اجتماع وجدته صاحب منطق وحكمة فى الإدارة.

تابع «بشكل عام فقد نجحت فى أن أقطف من كل بستان المثقفين زهرة بحكم معاملاتى معهم انعكس أثرها على حياتى السياسية والقانونية، والأمر ذاته مع السياسيين وغيرهم، فقط أحلم بأن أستمر فى أداء رسالتى تجاه ربى ونحو وطنى، وأن أستمر فى رد الجميل لكل الشخصيات التى أثرت مسيرتى وساعدتنى كما يجب أن يكون.