رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم العالمى للمرأة




شهر مارس هو شهر المرأة، إذ تتجمع فيه عدة مناسبات عالمية ومحلية تخصها، فيوم ٨ مارس يوافق اليوم العالمى للمرأة، ويوم ١٦ مارس يوافق يوم المرأة المصرية الذى شهد مشاركتها فى أحداث ثورة سنة ١٩١٩م، كما يوافق يوم ٢١ مارس عيد الأم.
ومن المعروف أن وضع المرأة فى أى مجتمع يعتبر أحد المعايير الأساسية لقياس درجة تقدمه، كما تقول الدكتورة زينب رضوان فى كتابها «المرأة بين الموروث والتحديث»، لأنه لا يُتصور أن يتقدم مجتمع فى عصرنا الحالى بخطى منتظمة مخلفًا وراءه النصف من أفراده فى حالة تخلف، لأن المرأة لا تعيش فى حالة انعزال عن الرجل، لذلك فإن تخلفها لا بد أن ينعكس أثره مباشرة على تفكير الرجل ومسلكه.
اليوم العالمى للمرأة هو اليوم الثامن من شهر مارس، وفيه يحتفل العالم بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، وفى هذا اليوم تحصل النساء على إجازة من العمل فى بعض الدول مثل فلسطين والصين وروسيا، والاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائى الديمقراطى العالمى فى باريس عام ١٩٤٥، حيث نشأت فكرة تخصيص يوم للمرأة، وإن كان بعض الباحثين يرجحون أن اليوم العالمى للمرأة تم تحديده على إثر حدوث بعض الإضرابات النسائية التى حدثت فى الولايات المتحدة. وتاريخ المرأة مع الاحتجاجات يرجع إلى عام ١٨٥٧، حيث خرجت آلاف النساء فى شوارع مدينة نيويورك للاحتجاج على الظروف اللا إنسانية التى كن يُجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، فإن المسيرة نجحت فى دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفى الثامن من مارس من سنة ١٩٠٨، عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد فى شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود»، وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. ومظاهرات الخبز والورود كانت هى النواة التى تأسست عليها حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة، حيث انضم لهذه الحركة العديد من نساء الطبقة المتوسطة، وطالبن بالمساواة والإنصاف، ورفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق فى الانتخاب. ومن هنا بدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم للمرأة الأمريكية تخليدًا لخروج مظاهرات نيويورك سنة ١٩٠٩، وقد أسهمت النساء الأمريكيات فى دفع الدول الأوروبية إلى تخصيص الثامن من مارس يومًا للمرأة. غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس عيدًا عالميًا للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبنى تلك المناسبة سوى سنة ١٩٧٧، عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارًا يدعو دول العالم إلى اعتماد أى يوم من السنة تختاره للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحوّل بالتالى ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة.