رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيشة التاريخ



التاريخ مش بريزة في الحيطة، لو حطيت فيها فيشة، ما ينفعش تحط فيشة تانية، لا، التاريخ مشترك، ومشترك كبير، من أبو عشرميت فتحة دا، كمان ألماني مش صيني، قوي ويستحمل وما يتحرقش، ممكن تحط فيه عشر فيشات عادي، وكلهم ينوروا.
نهائي كاس 1992الأهلي كسب الزمالك 2/1، وفاز بـ اللقب. يوميها، الزمالك قدم أداء راقي، ورضا عبد العالسجل هدف في غاية الإمتاع.
اللقب فضل في التاريخ، والأداء فضل، وهدف رضا عبد العال فضلكـ واحد من أجمل أهداف الكرة المصرية، وأيمن شوقي فضل، وطاهر أبو زيد وتأثيره، والشوطة اللي خلعت القلوب.
حتى ميمي الشربيني، كـ راوية لـ الحدوتة وشاهد عليها، تعليقه باقي في الوجدان: طاهر أبو زيد يعيد اكتشاف نفسه، ويصحح الأوضاع، ويضع الأهلي في المقدمة، في مشهد دراماتيكي غريب.
مفيش حاجة بـ تتمسح أو تتحذف، أو تترمي في الزبالة، الأمر يتوقف بس، على إنت عايز إيه من التاريخ دا؟ وتعرف منه قد إيه؟ وفاهمه إزاي؟
الخطيب، سجل هدف في تونس، لكن مصر خسرت الإجمالي، وتونس صعدت كاس العالم، وحققت أول فوز أفريقي في المونديال.
تونس فضلت، إنجازها فضل، وهدف الخطيب فضل، كـ واحد من أجمل وأروع أهداف القارة، ويمكن كرة القدم بـ حالها.
حسن شحاتة، سجل هدف في الأهلي، واتلغى، لكنه فضل، أكتر من التلات أهداف اللي سجلهم، واتحسبوا فعلا، بل إنه أشهر من أي هدف، من الـ 77 اللي سجلهم في المسابقة، كما إنه شكل سردية لـ ملايين البشر، يصعب تفكيكها، أو حتى محاولة إيضاح سياقها.
حتى الفرص الضايعة: مجدي طلبة في ليون، طارق السعيد قصاد المغرب، بركات قصاد الجزاير، فاضلة وحاضرة وهـ تفضل.
التاريخ مش أرقام مصمتة، ومش نتيجة إجمالية، مين غالب ومين مغلوب، ومش وجهة نظر واحدة، ولا حقيقة مطلقة، ولا حقيقة أصلا. عظمة التاريخفي قابليته لـ التأويل، ومرونته في التلقي، أعظم من أجدعها نص.
علشان كدا، مش بـ أشوف شيكابالا مثلا لاعب بـ لا إنجازات ولا رصيد، صحيحمش بـ أشوفه بـ الحجم الضخم، اللي الملايين شايفينه بيه، إنما هو لاعب ممتع، وهـ يفضل في التاريخ، كـ حالة درامية حافلة بـ المتناقضات، مالهاش شبيه بـ الظبط، لكن التاريخ مليان نماذج.
إبراهيم سعيد مثلا، واحد من أمهر اللاعبين في تاريخ مصر، لكنه لم ينصهر في منظومة، تخلي المهارة دي، تتحول لـ "أرقام" مميزة. مش بـ أهتم أوي، إن كانت دي مشكلته، ولا مشكلة المنظومات المختلفة، إنها ما قدرتش تستوعب المهارة دي كويس.
فيه حالات تانية مختلفة خالص، إنما هو التاريخ كدا، لازم يكون فيه كل النماذج، لـ اللاعيبة، لـ المديرين الفنيين، لـ الأندية، لـ المنتخبات، حتى لـ عمال غرف خلع الملابس.
هذا التنوعبـ يثري الموضوع، ويخليه أمتع وأبهج وأكثر دراماتيكية، كما إنه يجعله حافلا بـ الحكايات، وهو إحنا يا إخوانا، عايشين ليه أصلا، غير عشان نحكي؟
فـ الدكتور بـ يقول لكم: مفيش حاجة هـ تتلغي، والامتحان جي من الكتاب كله، بـ الذات، الحتة اللي إنت ما بـ تحبهاش.