رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب بـ«عزل أبو خليفة» يروي كواليس 365 يوما في مواجهة كورونا

طبيب بـعزل أبو خليفة
طبيب بـعزل أبو خليفة

يحل علينا اليوم مرور عام، على بداية عمل مستشفى أبوخليفة كمستشفى عزل لتكون -ثاني مستشفى عزل على مستوى الجمهورية-، روى الدكتور محمد خالد، مدير الرعاية المركزة، بمحافظة الإسماعيلية -أحد أمهر الأطباء المتخصصين في علاج كورونا على مستوى الجمهورية، والمتخصص في علاج الحالات المستعصية- تفاصيل عمله طوال 365 يومًا الممزوجة بالألم في محاربة فيروس كورونا.

قال خالد: "استدعيت للعمل بمستشفى عزل أبو خليفة بالإسماعيلية باعتباري مدير العناية المركزة بالاسماعيلية، ولبيت النداء وسلمت نفسي الساعة ٢ فجر يوم ٨ مارس 2020 للمهمة القتالية ومحاربه فيروس كورونا المستجد، واستقبلنا أول حالة في المستشفى لأجنبية، توالت بعدها الحالات مابين حرجة ومتوسطة منها حالات عناية مركزة وحالات بالقسم الداخلي، وتنوعت الحالات مابين كبار السن ومابين شباب وأطفال لم يترك فئة، حيث أنه مرض جديد العالم كله يقف حائرًا أمامه".

واستقبلنا حالات مصابة بفشل تنفسي نتيجة إلتهاب رئوي وأخرى مصابة بفشل كلوي والآخري بفشل متعدد بوظائف الجسم الحيوية، أحيانا كنا نفقد الأمل لكن نعلم ان الله معنا، خرجت أول حالة تحسن شفاء تام، شعرنا بفرحة عارمة، وتفاجئنا باهتمام كبير من الاعلام والمواطنين بنا على عكس السابق، وأطلقوا علينا جيش مصر الأبيض.

وأضاف أن هناك حالات عجزنا أمامها، ولكن إراده الله فوق الجميع واستمر العمل ليل نهار من الكل أطباء وتمريض وإداريين وعمال وأمن وخدمات معاونة، ونرى معهم الأمل وكلنا ثقة في الله وفي مساعدتهم على التعافي من هذ الفيرس اللعين.

وأوضح أنه في البداية إذا ارتفعت درجة حرارة أحد من الفريق الطبي، كان الجميع يشعر بهلع ونضطرب لكن كان الله معنا وكلنا ثقه أن الله لن يضرنا أبدًا وكلنا نتعامل على قلب رجل واحد وأسرة واحد، وخاف على بعضنا البعض.

وأشار إلى أن بعض الحالات لم يكتب لها الله الشفاء وكنا نشعر بالحزن الشديد ونعزي بعضنا بعضا، كنا نلتقي أكثر من طبيب عند حاله واحده في نفس الوقت لتقييم الحالة كنا لانعرف بعضنا بعضًا بسبب بدل الوقاية التي كنا نرتديها، ونضع خطة علاجية طبقا للبروتوكول مع اتباع تعليمات مكافحة العدوى والجودة لتقديم خدمة طبية آمنة ذات جودة عالية.

وأوضح أنه من أصعب اللحظات عند نزولهم أجازة، وقبل المغادرة بيوم تسحب تحاليل وأجري عمل مسحى للفريق الطبي قبل مغادرة المستشفي للتأكد من عدم وجود اصابات منهم، وفي هذه اللحظة تتوقف الأنفس خوفًا من الإصابه وبدل من أن تكون طبيب تنقذ المرضى تكون مريض، وتزيد المهمة على كاهل الأطباء.

وأكد أن أصعب اللحظات التى حرمنا بسبب عملنا في العزل، عدم قدرتنا علي احتضان الأبناء منهم من يستوعب الموقف ومنهم من اعتقد أن الأب او الأم بعيد عنه لكنهم مع الوقت تفهموا.

وأكد أن أكثر الأيام فرحًا لهم، عندما نري ابتسامة المرضي وسعادتهم بالخروج تحسن وكأنهم ولدو من جديد، كان بيننا مشاعر متباينة لمريض فقد أبوه أو أحد من أسرته وهو خروج تحسن اواحساس ممزوج بالدموع والفرح.

وأصعب اللحظات التى لا يتحملها بشر هو الحزن على فقدان مرضانا واحبتنا، وتغسيلهم وتكفنيهم وأداء الصلاة عليها، ففي أزمة كورونا تعلمنا كثيرًا صبرنا أكثر وأعظم، ولا نقول إلا مايرضي ربنا.

وعن إصابته بكورونا، قال إن الأطباء مهنتهم إنسانية ومستعدين للمخاطرة بحياتهم من أجل إنقاذ المرضى، مشيرًا إلى أن المرض هو اختبار من الله لصبره، وأنه صبر وعقب تعافيه لم يهرب من علاج مرضى كورونا، حيث استمر فعلاج المرض، مشيرًا إلى أن إصابتي ليست نهاية العالم، فهناك العديد من الأطباء قدموا أرواحهم فداءًا للمرضى، وهم يؤدون أعمالهم في مواجهة هذا الفيروس اللعين بكل إخلاص.

ويعد الدكتور محمد خالد أحد أهم أعضاء الفرق الطبية، المنوط لها متابعة الحالات المصابة بالفيروس المستجد، لتخصصه في مجال الرعاية والعناية الفائقة، بالإضافة إلى أنه شارك مع أول فريق طبي في مصر يواجه جائحة كورونا، وكان المتخصص في علاج الحالات المستعصية رسالة مؤثرة، حول مرور 365 يوم، علي أول يوم داخل في مستشفيات العزل، بالاسماعيلية، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ثم أول طبيب مصري عمل في 3 مستشفيات عزل "مستشفى أبوخليفة، مستشفى صدر الإسماعيلية، ومستشفى الإسماعيلية العام" في نفس التوقيت، وعقبها مستشفى الحميات، حيث حمل على عاتقه علاج الحالات الحرجة في مستشفى عزل أبو خليفة، ليكون أول طبيب مصري يعالج مرضى كورونا في 3 مستشفى عزل "الصدر، وأبوخليفة، والإسماعيلية العام" في نفس التوقيت، حيث بدأ العمل مع تحويل مستشفى أبوخليفة لمستشفى عزل لمصابي كورونا، -ثاني مستشفى عزل على مستوى الجمهورية بعد مستشفى النجيلة-، ولم يتردد ولو لحظة في الذهاب للمستشفى لتولي العناية المركزة وإنقاذ حياة أصعب الحالات في مستشفى العزل.

وقضى "خالد" مدة كبيرة في أرجاء مستشفى أبوخليفة، ومع تحويل مستشفى صدر الإسماعيلية لمستشفى عزل، قرر أن يتجه لها بإرادته الكاملة ليستكمل علاج الحالات، ليكون عمله الأساسي في مستشفى الصدر، ويتجه للإشراف ومعالجة الحالات الحرجة في مستشفى عزل أبوخليفة، ومستشفى الإسماعيلية العام، ومع فتح العزل في مستشفى الحميات وانهائه في مستشفتي الإسماعيلية العام والصدر تولى أيضا الاشراف على قسم العناية المركزة في الحميات.

فيما أطلق عليه طبيب بدرجة مقاتل حيث يعمل ليل نهار، لديه حل لكافة المشاكل، قريب من الجميع، يشعر بالأطباء والتمريض والإداريين أنه ليس مديرًا للرعاية، بل أخ وصديق له، وبأسلوبه الجيد جسد ملك قلوب جميع من تعامل معاه، يخاف على جميع المرضى كأنهم أفراد من أسرته، ويعمل على تخفيف الضغط النفسي عليهم، والابتسامة لا تترك وجهه مهما كانت الضغوط التي على عاتقه، كل ما يشغل باله الحالة الصحية للمرضى دائما يقول "لايمككني أن اضع رأسي على المخدة قبل أن اطمئن على كافة المرضى" هذا ما قاله زملائه عنه.