رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة تنتصر.. قصص نجاح نساء مصريات صنعن المستحيل فى ميادين العمل

 نساء مصريات
نساء مصريات


فيما يحتفل العالم باليوم العالمى للمرأة، الذى يحل فى ٨ مارس من كل عام، يطل علينا الكثير من قصص النجاح والتفوق التى حققتها فتيات ونساء مصريات، أثبتن أنفسهن فى مجالات العمل بقوة وبجدارة حتى أصبحن نماذج يحتذى بها.
وتسرد «الدستور»، فى السطور التالية، قصص العديد من العناصر النسائية اللاتى حققن نجاحات فى مجالات عدة، ومهن شاقة، وحضورًا خاصًا فى مجتمعاتهن، وأثبتن أنهن قادرات على صناعة المستحيل.



ضحى: أحلم بفتح شركة شحن لتوفير وظائف للفتيات

ضحى محمد، ٢٦ عامًا، فتاة مكافحة تحب العمل وتكره الحياة الرتيبة، ورغم أنها درست الحاسب الآلى والسكرتارية بمعهد الزيتون للدراسات اللاسلكية، فإنها لم تفضل امتهان العمل المكتبى، فقررت العمل «دليفرى» أو توصيل الطلبات للمنازل.
أول خطوة اتخذتها «ضحى» فى عملها الجديد هو شراء دراجة نارية «اسكوتر» من أجل استخدامها فى توصيل الطلبات للمنازل، وبدأت رحلة تعلم قيادتها، لتتمكن من تنفيذ عملها بكفاءة وسرعة.
وقالت «ضحى» إنها ادّخرت المال لشراء الاسكوتر، رغم أنها لم تكن لديها فكرة عن قيادتها وقررت أن تتعلم القيادة بنفسها، واستطاعت أن تبدأ عملها الجديد بشكل سريع، مشيرة إلى أنها تسكن بمنطقة المرج الشعبية وتعرضت لكثير من مواقف التنمر والمضايقات من الناس، كونها تعد أول فتاة تقود دراجة نارية فى المنطقة.
وأضافت أنها تحلم بامتلاك شركة شحن تعمل فيها الفتيات، لأن العديد منهن تواصلن معها وعرضن العمل معها، وهى وضعت الفكرة نصب عينيها وتسعى جاهدة لتنفيذها.


آية: مهندسة على عربية فول.. وهساعد أبويا طول عمرى
«أيوه.. مهندسة وببيع فول»، تبتسم فى وجه كل من يصادفها، وتفتخر بأنها حلّت محل والدها المريض على عربة الفول، مصدر دخل الأسرة.. تبدأ آية محمد يومها فى الخامسة صباحًا، بنفس الإصرار، وتحرص على الاهتمام بدراستها، فهى طالبة بكلية الزراعة فى جامعة قناة السويس.
تقول «آية»، لـ«الدستور»: «المواقف تظهر معدن البنت الأصيلة، أبى اعتمد علىّ، وحملت المسئولية، ورغم أن سنى لا تزيد على ٢٠ سنة، إلا أننى أتقنت المهنة والتعامل مع الزبائن سريعًا». وتضيف: «أبى اعتمد على هذه العربة للإنفاق على الأسرة.. هذه العربة كل ما نملك، وكان من واجبى أن ألبّى النداء وأحاول أن أرد الجميل لأسرتى، ولم أخجل يومًا من عملى، بل أشعر بالفخر لأننى أعمل من أجل العائلة».
سعدة: فتحت ورشة ميكانيكا.. ولم أقصّر فى حق بيتى وأولادى

تحدت سعدة حجاج الصعاب والتنمر، وبرعت فى مهنة «ميكانيكى سيارات» التى تعد حكرًا على الرجال كونها من المهن الشاقة، وأثبتت جدارتها فى هذا العمل وفتحت ورشة خاصة بها، وأصبح لديها الكثير من العملاء. وقالت «سعدة»: «استطعت إثبات نفسى، وأننى بمقدورى العمل فى هذه المهنة التى كانت تقتصر على الرجال فقط، وحصلت على كورسات خاصة فيها، وشاهدت فيديوهات على الإنترنت، وكان أول عمل لى إصلاح سيارتى الخاصة لأتدرب عليها، ومع الوقت افتتحت الورشة وأصبح يطلق علىّ (الأسطى سوسو) من بعض الزبائن».
وحكت أنها تعرضت للتنمر بسبب عملها، لكنها لم تلتفت وواصلت إثبات نفسها وكونها تستطيع فعل ما يقوم به الرجل، فالعمل لا يفرق بين رجل وامرأة، متابعة: «رغم أن عملى شاق، لكنى لا أقصّر فى حق بيتى وأولادى، وأهتم بمظهرى وأنوثتى، وكما أننى ميكانيكية ماهرة أيضًا طباخة رائعة».

أسماء: أبيع مشروبات ساخنة للإنفاق على ابنتى


على الرغم من أنها لم تحصل على شهادة جامعية، وانتهى زواجها بطلاق سريع خلّف طفلة وحقوقًا مهدرة، إلا أن أسماء الصغيرة، بنت سيناء العشرينية، لم تستسلم وناضلت لكسب قوت يومها، وأسست مشروعًا صغيرًا، وتكمل تعليمها الجامعى الآن.
صحيح أن المشروع صغير على مستوى الحجم ورأس المال، فهو عبارة عن سيارة قديمة تستخدمها كمنفذ لبيع المشروبات الساخنة، لكنه كبير كحلمها وأملها فى الحياة.
تقول «أسماء»، لـ«الدستور»: «حاولت أن أجد وظيفة فى إحدى الشركات، لكننى لم أحصل على شهادة جامعية، لذا فكرت فى بدء هذا المشروع، والآن أربى ابنتى، وأصبحت طالبة فى الفرقة الثانية بكلية التجارة، وعملى يساعدنى على تحمل مصاعب الحياة والمصاريف الدراسية كذلك».


هبة: اخترعت مينيو بطريقة برايل.. وبدرس فى «ألسن»

لم تمنعها إعاقتها عن السعى لتحقيق حلمها، فعلى الرغم من أنها ولدت كفيفة، فإن هبة رحمى، ابنة قنا، استطاعت أن تلتحق بكلية الألسن- جامعة الأقصر، ولم تكتفِ بتحقيق حلم شخصى، بل سخّرت وقتها لتقديم حلول لمشكلات فاقدى البصر، حلول بثتها على مواقع التواصل الاجتماعى، وأبهرت كل من رآها.
«هبة» قالت إنها تلفت أنظار المبصرين إلى بعض الأمور التى ينبغى عليهم مراعاتها عند التعامل مع فاقدى البصر، وتقدم أفكارًا يستطيع المجتمع من خلالها احتواء أصحاب هذه الإعاقة.
وأضافت: «ابتكرت قائمة طعام مكتوبة بطريقة برايل، وحينما طرحت الفكرة أشاد بها صاحب مطعم كبير، واتفق معى على تنفيذها، واستغرق العمل ١٥ ساعة متواصلة، واستعنت بأصدقائى لإملائى الحروف لأترجمها لنقاط بارزة، نفهمها نحن».
وتابعت: «أردت أن ألعب كوتشينة مع أصدقائى، فصنعت واحدة مكتوبًا على أوراقها معلومات اللعب بطريقة برايل.. أستطيع تنفيذ ما أحلم به».
وأشارت إلى أنها تبث حلقات على حسابها بموقع «فيسبوك» تطرح خلالها أفكارًا كهذه، كما تشارك بالنزول مع حملات التوعية بقضايا المرأة.


أم على: بيع الأنابيب ساعدنى أكمل حياتى

بعدما تركها الزوج، قررت «أم على» أن تتحمل المسئولية، ولجأت لبيع أسطوانات البوتاجاز لتوفر النفقات الخاصة لأسرتها الصغيرة. على كتفيها، بدأت السيدة التى تبلغ من العمر ٦٠ عامًا، حاليًا، قصة كفاحها، بعدما اتخذت من بيع الأسطوانات لأهالى المنطقة مهنة لها، تجنى منها أموالًا قليلة تنفق بها على نفسها وعلى ابنها.
أكبر الأزمات التى واجهتها فى حياتها كانت عندما فقدت ابنها فى حادث سيارة، ما جعلها تفقد الأمل فى الحياة نفسها، بعدما فارقها العون والسند الذى ترجوه من الدنيا.
تؤكد «أم على» أنها أحبت هذه المهنة التى ساعدتها على تحمل تكاليف الحياة ٢٥ عامًا، وظلت تعمل بها رغم ما أصابها من مرض بعد رحيل ابنها، وتوصل الأنابيب للمنازل بمقابل مادى بسيط لا يتجاوز ٥ جنيهات، وتجنى منها نحو ٢٠ جنيهًا يوميًا، أو ما يزيد قليلًا.