رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث ألمانى: «الإخوان» تنشر الاستعمار العثمانى

الإخوان
الإخوان


قال الباحث الألمانى جوليان تى بارانيان، المتخصص فى دراسات البلقان والشرق الأوسط والقوقاز، إن الإسلام السياسى ينتشر فى ألمانيا من خلال المنظمات الدينية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقومية التركية.
وأضاف «بارانيان»، لـ«الدستور»: «هناك منظمات دينية بدأت عملها فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، وبعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة فى تركيا لاقت هذه المنظمات اهتمامًا أكبر فى المجتمع ووسائل الإعلام».
وأوضح أن منظمة «ديتيب- DITIB» هى أكبر المنظمات المشار إليها، وهى جمعية مسجلة فى ألمانيا، لكنها تعتبر فى الواقع فرعًا من فروع هيئة السلطة الدينية التركية «ديانت»، أى أنها تابعة مباشرة لحكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان. وأكد أن الرئيس التركى هو الذى يعين رئيس السلطة الدينية مباشرة، ولا يمكن للمؤسسة الدينية التركية أن تقرر أى شىء يتعارض مع المسار السياسى لـ«أردوغان»، وتابع: «كل مجتمع ومسجد تحت مظلة )(ديتيب) يعتمد بشكل مباشر على تركيا، من تعيين الأئمة إلى تفسير المحتوى الدينى، كما أن كلمات خُطب الجمعة وكلمات الوعظ يجرى إرسالها مباشرة من تركيا».
وقال إن ثانى أكبر المنظمات الدينية المدعومة من تركيا فى ألمانيا، هى «ميللى جوروش» التركية، وتعود أيديولوجية هذه المنظمة إلى مؤسسها نجم الدين أربكان، وهو مؤسس الإسلام السياسى التركى وأهم معلم أيديولوجى لـ«أردوغان»، وكان ينشر أفكارًا متطرفة، مثل استيلاء المسلمين على السلطة فى ألمانيا.
وأضاف «بارانيان»: «قبل حكم أردوغان، عندما كانت الدولة التركية علمانية، كان من المفترض أن تبقى (ديانت) تحت السيطرة، ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة فى تركيا، يمكن ملاحظة حدوث تحالف أيديولوجى بين ديانت وميللى جوروش.. وبالطبع هذا يؤثر على الإسلام السياسى فى ألمانيا».
ولفت إلى أن ألمانيا تضم كذلك المجلس المركزى للمسلمين «ZDM»، الذى يحد العديد من المنظمات تحت مظلته، ويشتبه فى أن بعضها قريب من جماعة الإخوان الإرهابية، موضحًا: «بالطبع لا يعترفون بذلك صراحةً.. لفترة طويلة، كانت الجالية المسلمة الألمانية- DMG، فى كولونيا، عضوًا فى المجلس المركزى، لكن مع صدور تقارير مكتب حماية الدستور والسياسيين فى منطقة شمال الراين وستفاليا عن المجلس المركزى ودعمه جماعة الإخوان، تبرأت DMG أخيرًا من أيديولوجية الإخوان».
وأشار إلى أن اتحاد الجمعيات الثقافية الإسلامية التركية ATIB هو أكبر مجموعة داخل المجلس المركزى للمسلمين، ويعتبر منظمة تركية قومية متطرفة يحيى أعضاؤها منظمة الذئاب الرمادية، على الرغم من أن «الذئاب الرمادية»- فرع من حزب الحركة القومية التركى اليمينى المتطرف- كانت فى الأصل مناهضة للدين، إلا أنها أضافت الإسلام السياسى إلى أجندتها القومية المتطرفة قبل بضع سنوات من أجل البقاء فى المنافسة مع حزب «العدالة والتنمية».
وقال: «فى الواقع يثير هؤلاء المتطرفون استياءً عنصريًا داخل مجتمعهم، وينشرون استعمارًا عثمانيًا جديدًا، ويتعاطفون مع المنظمات العسكرية وشبه العسكرية التى تقاتل بعنف من أجل هذا الاستعمار العثمانى الجديد المعبأ دينيًا فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب القوقاز».