الروم الأرثوذكس: الموت هو انفصال الإنسان نفسا وجسدا عن الله
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، إن الكنيسة تحتفل بـ"سبت الأموات"، يوم السبت المقبل.
وأضاف الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن سبت الأموات هو السبت الذي يسبق أحد الرفاع السابق للصوم الكبير مباشرة، ويُذكر فيه جميع الأبرار المتوشحين بالله أي القديسين.
وعن نظرة الكنيسة للموت، قال: "كتب القدّيس إكليمنضُس الإسكندري (القرن الثالث) عن الموت: "الموت هو انفصال النفس عن الجسد"، هذا من ناحية الجسدية، أما القديس مكسيموس المعترِف (القرن السابع) فكتب عن الموت: "الموت بمعناه الحقيقي هو الانفصال عن الله"، هذا من ناحية الروحية، الموت بالمعنى العميق، هو انفصال الإنسان بكلّيته، نفسًا وجسدًا، عن الله، لأن الحياة شِرْكَة مع الله، وإذا ما خسرنا هذه الشِرْكَة نموت، وفي المحصلة، يوجد الكثير من الناس يبدون خارجيًا وجسديًا أحياءً، لكنّهم داخليًا وروحيًّا أموات لفقداهم الشركة مع الله".
وأضاف: "الشخص الحق وِحدة غير متجزئة، وحدة جسد ونفس معًا. لأن "الروح" هي جسد حي يُرى من الداخل، و"الجسد" هو الظهور الخارجي للروح الحية، وفي العالم ساقط الموت جزءًا من عناية الله الإلهية المُحِبة. لأن العيش في عالم ساقط إلى الأبد أمر لا يمكن إحتماله إطلاقًا، لقد أعطانا الله برحمته طريقًا للنجاة، والموت هو تفتيت للوعاء كي يتشكل ثانية. كما صانع الفخار لا يتلف الوعاء الفخاري بل يعيد صنعه وعاء آخر".
وتابع: "كما يُقال في خدمة الجناز: "يا من في القديم من العدم جبلتني، وبصورتك الإلهية أكرمتني، ولما تجاوزت وصيتك أعدتني إلى الأرض التي منها أُخذت. أَعدني إلى مثالك لتتجدد فيَّ صورة الجمال القديم".
واختتم: "فالموت يُرى طريقًا فيه نعود إلى بيتنا الحقيقي، فيه تُعاد صياغتنا. إنه وسيلة عودتنا إلى الله، إنّه لقاء مع المسيح".
