رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصناعات التكاملية.. باب جديد للاستثمار وزيادة الإنتاج

الصناعات التكاملية
الصناعات التكاملية

أصبح واضحًا للجميع جهود الدولة للنهوض بقطاع الصناعة سواء لتحقيق الاكتفاء الذاتي أو التوجه للتصدير من خلال الصناعات الأساسية أو الصناعات التكاملية والثانوية للعديد من المنتجات، وهو ما أكده رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر في تصريح سابق بأن كل المصانع الخاصة بالدولة تعمل على تطوير نفسها، لتواكب ما يحدث من طفرات وإنجازات ملموسة للجميع على مستوى الدولة بأكملها.

أضاف أن الشركات تحاول في نفس الوقت الاهتمام بكل المنتجات حتى لو ثانوية، وهو ما جعل شركة الدلتا للسكر تتجه إلى دخول مجال تصنيع الأعلاف وإنتاج المخصبات الزراعية.

يقول الدكتور يحيى متولي، استاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، إن تحسين الميزان التجاري الزراعي المصري هو الأساس والمعيار سواء الزراعة أو صناعتها ومنتجاتها، لذا يجب الاهتمام بالمشاريع الناجحة التي تربط الانتاج الزراعي بالتصنيع الزراعي وهو ما يحسن من الكفاءة التسويقية، لزيادة القيمة المضافة للقطاع ومنتجاته ما يزيد معه الميزان التجاري الزراعي المصري.

ويطرح متولي عدة أفكار يمكن الاستفادة منها كصناعات تخرج من المحاصيل الزراعية أو بقياها، حيث توصل أحد الباحثين في مركز البحوث الزراعية إلى إمكانية صناعة مشروب القهوة من نواة البلح، من خلال تحميص النواة ثم طحنها واستخدامها مثل البن وثبت أن نكهتها تعادل نكهة القهوة:"بدلًا من استيراد القهوة من أثيوبيا يمكن إنشاء مصنع والاستفادة من نواة البلح في تصنيعها، وتقليل وارداتنا".

أوضح استاذ الاقتصاد الزراعي أنه يمكن استخدام البلح نفسه في استخلاص محلول سكري كالسكر، لكن نسبته لا تعادل الموجودة في قصب السكر أو بنجر السكر، من خلال طحنه أو هرسه ثم تصفية حيث يحتوي على مادة سكرية.

وتابع"الزراعة يجب أن تعتمد على التصنيع الزراعي بجانب المنتج، من خلال إنشاء المصانع للصناعات التكاملية بجانب الأراضي الزراعية، فمحاصيل الطماطم بدلًا من تصديرها محصول يمكن إنشاء مصانع لتصنيع الصلصة، ثم تصديرها ما يزيد من القيمة المضافة لها عند التصدير.

استكمل متولي أنه من الممكن زراعة النخيل الذي ينتج منه منتج أساسي وهو البلح ومنتجات ثانوية منها على سبيل المثال طلع النخيل وهو عبارة عن بودرة بيضاء تستخدم في زيادة نشاط وطاقة الإنسان عند وضعها على عسل النحل، ويعطي مناعة الجسم لأنها منتجات طبيعية.

أضاف متولي أن الصناعات التكاملية التي تنتج من قصب السكر وبنجر السكر في غاية الأهمية، منها العسل الأسود، ومن عيدان القصب يتم استخدامها بعد عصرها وتصنيع الورق منها، وكذلك البنجر أهم منتجاته الثانوية العلائق التي تستخدم لغذاء الحيوان، وهناك فجوة في مصر في علائق الحيوان، لذا زيادة الاعتماد على زراعة بنجر السكر قصب السكر يساهم في زيادة منتجاته الثانوية والتكاملية التي يحدث عجز بها، متابعًا أن الاعتماد على  زراعة ما نستهلكه أمر جيد، ثم الاعتماد على زراعة المحاصيل وتصنيعها للتصدير ما يزيد من القيمة المضافة، وهذه العملية تحتاج إلى تبني من المستثمرين.

ومن الناحية الاقتصادية، يوضح الدكتور خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، أن المادة الخام التي يتم تصديرها تحقق قيمة مضافة معينة، لكن إذا تم استغلال هذه المادة في التصنيع وتصديرها في صورة معينة تحقق قيمة مضافة أكبر وفي نفس الوقت تستوعب قدر كبير من العمالة وتوفير فرص عمل وفرص اكتساب دخل، ومع النجاح في التسويق خارجيًا نحقق توفير العملة الصعبة والمساهمة في الاحتياطي النقدي الأجنبي.

يقول الخبير الاقتصادي إن الأسواق أصبحت تحتاج إلى متطلبات جديدة في سوق العمل نضمن من خلالها الوفاء باحتياجات المستهلكين، لذا تؤدي زيادة الطلب على الموارد والمواد الخام الداخلة في عمليات التصنيع نفسها، وهو ما يضمن زيادة الناتج، كل هذا يساهم في زيادة القيمة المضافة على مستوى الاقتصاد القومي.

وطرح رحومة عدة أمثلة للصناعات الجديدة التي يمكن أن تنطلق منها باقورة الصناعات، حيث يمكن استخدام الرمال السوداء لإنتاج البروسيسور وأجهزة الكمبيوتر، ومن الممكن الدخول في مجال السوفت وير والبرمجيات التي يقدر عائدها الناتج القومي للاقتصاد المحلي حاليًا، خاصة أن هناك جيل جديد من المبرمجين من المدارس والجامعات التكنولوجية الحديثة وصناعة الأثاث والملابس التي تمثل أعلى الصناعات في القيمة المضافة.