رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المرأة التي رحلت».. قصة ديفيد هربرت لورانس عن عقل المرأة

جريدة الدستور

ليس هناك ثمة اختلاف كبير بين قصة "المرأة التي رحلت" وقصة "طائران ازرقان " للكاتب الإنجليزي ديفيد هربرت لورانس، رغم اختلاف الشخوص والمكان والزمان، ويبدو أن الكاتب مقتنع بأن الزوجة متنمرة بطبيعتها بينما الزوج خانع ومستكين بطبيعته.

تدور أحداث قصة المرأة التي رحلت في جبال سييرا مادى بالمكسيك، حيث أسرة مكونة من زوج يعمل في استخراج الفضة وهو رجل غني فاضل ومستقيم، وزوجة كرهت هدوء حياتها واعتبرت استقرارها وغيرة زوجها عليها وتوقيره لها رتابة لابد وأن تتخلص منها، لذا استغلت خروجه وفريق العمل إلى التنقيب فامتطت الحصان وتركت ابنها وابنتها للخدم وخرجت إلى حيث الهنود الحمر القابعين خلف الجبال والتلال البعيدة التي يستغرق الوصول اليها ثلاثة أيام بالفرس.

كانت الزوجة متمردة وحانقة للدرجة التي جعلتها لا تهاب الموت ولا تخشى المصير المجهول الذى قد يكون اقسى من الموت،مع قبيلة وثنية لها طقوس غريبة وعجيبة سمعت بها من زوجها منذ أيام، وفي الطريق بين لنا الكاتب مدى الصعوبات التي واجهتها المرأة من حيوانات ضارية، وصقيع وإرهاق شديد انتابها هي وحصانها الذي اوشك أن يولى مدبرا لولا إصرارها على الركض للأمام.

وعلى مسافة يوم من مكان القبيلة اعترضها ثلاثة رجال، شاب وكهلين ظنت أنهم سيغتصبونها لكنهم كانوا ينظرون إليها وكأنها قطعة خشب، وهنا يصور لنا ديفيد هربرت ما يدور في نفس المرأة التي انزعجت لأنهم لم يهتموا بجمالها، وأراد أن يقول إن المرأة إذا رأت حياتها رتيبة تقبل بأي شيء، ولما وصلوا بها إلى كبير القبيلة سألها لماذا جئت إلى هنا ؟، قالت: لأكون في خدمة آلهتكم، وبعد أيام من الحيرة قدموها قربانا للشمس حتى تشرق على السمر ولا تشرق على البيض.

هكذا فقدت حياتها بسبب التمرد على حياتها، ربما تذكرنا كتابات ديفيد هربرت لورانس بكتابات احسان عبدالقدوس الذى يجعل المرأة تتنمر وتتمرد على حياتها، ويجعلك تتعاطف معها ولكن في الأخير تقع على جذور رقبتها كنا يقول المثل الشعبي.