رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مكسب سياسى».. ماذا كتبت مجلة «لايف» عن زواج الملك فاروق من فريدة؟

زواج الملك فاروق
زواج الملك فاروق

يشير الدكتور أسامة حمدي٬ في كتابه "ما خَفِىَ.. بين فاروق وناصر في الصحافة الأمريكية"٬ والصادر حديثا عن دار العين للنشر٬ إلى أن مجلة "لايف" الأمريكية خصصت غلاف عددها الصادر بتاريخ 14 فبراير 1938 لصورة الملكة فريدة زوجة الملك فاروق٬ وفي داخل العدد تغطية خاصة لزفافهما٬ وجاء تحت عنوان الكاميرا في أعالي البحار: "ملك مصر يتزوج أجمل الجميلات من رعاياه".

استهل المحرر موضوعه قائلا: "في يوم 20 يناير٬ وضع ملك مصر الفتي والطموح في عمر السابعة عشرة يده في يد والد زوجته تحت منديل من الحرير٬ وتشابكت أصابعهم معا٬ وتعهد بقبول فريدة ذو الفقار لكي تكون أما لأولاده٬ وأن يحبها ويعاشرها٬ وأن يتشاطرا السراء والضراء".

كانت فريدة البالغة من العمر 16 عاما٬ وأمها وأم الملك وإخوانه يشاهدون المنظر من خلال الشيش٬ وقدم الملك إلى والد زوجته مظروفا قيل إنه كان يحوي جنيها ونصف الجنيه٬ وهو الحد الأدني الذي أوصي النبي محمد للمرأة كمهر٬ ووقع على ثلاثة عقود للزواج٬ ثم ترك العقود للشهود والضيوف في صندوق مرسوم عليه صور للملك فاروق من الناحية اليسري والملكة فريدة من الناحية اليمني.

وفي عصر ذلك اليوم عادت فريدة إلى منزلها لارتداء فستانها الفضي ووسام الكمال٬ وهو ما كانت ترتديه النساء المصريات، كان موكب الزفاف يمر بحديقة قصر القبة إلى خيمة حريرية خضراء٬ وفي اليوم الثاني من فبراير استقر الملك وبدأ العمل وقام بحل البرلمان.

كان لدى الشاب فاروق من الحكمة السياسية ما يكفي ليدرك أن الملكة الجميلة٬ التي اختارها من عامة الشعب٬ هي بمثابة رصيد سياسي ذي قيمة٬ ومن ثم حرص علي إتاحة الفرصة كاملة للشعب للمشاركة في الأعراس.

فبعد يومين خرج بها في شرفة القصر٬ وفي أول ظهور لهما عقب الزواج على الإطلاق على عامة الشعب. ونظرا للطبيعة الإسلامية العميقة المتأصلة في شعبه فإنه لم يبالغ في الظهور٬ وهو في واقع الأمر يرمي إلى اكتساب دعم الطبقة المثقفة وطلبة الجامعات الذين تتعمق لديهم النزعة الدينية أكثر من بقية الطبقات. وهذه الصفحة دليل على إعجاب عامة المصريين بزواج الملك وقد كسب الملك رضاهم بهداياه وبذخه من الغذاء الكساء والموسيقى والرقص الذي دام 3 أيام في الشوارع.