رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نتنياهو يتودد لعرب إسرائيل بحزمة إجراءات لضمان صوتهم الانتخابي

نتنياهو
نتنياهو

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطة قيمتها 45 مليون دولار، لمكافحة انتشار العنف والجريمة المنظمة في مناطق عرب إسرائيل، في إطار استراتيجيته لجذب أصوات الناخبين العرب في الانتخابات النيابية المقررة في الثالث والعشرين من مارس الحالي.

وتتضمن الخطة- حسب بيان الحكومة الإسرائيلية- إنشاء وتجديد خمسة أقسام للشرطة وقسمين للإطفاء، وإنشاء وحدة شرطة خاصة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، وسيتم تخصيص و302 ألف دولار أخرى، لرفع مستوى الوعي حول العنف وجمع الأسلحة غير الشرعية في المجتمعات العربية.

ولاقت هذه الخطة انتقادات لاذعة من معارضي نيتياهو، حيث انتقد زعيم حزب "أمل جديد"، جدعون ساعر، مساعي نتنياهو نحو التقارب مع الوسط العربي في إسرائيل،و قال في تغريدة عبر "تويتر"، إن رئيس الوزراء فجأة تذكر وضع خطة للقضاء على الجريمة في المجتمع العربي بعد سنوات من التجاهل". أما نفتالي بينت، رئيس حزب "يمينا"، فقد وصف أي تعاون بين أحزاب اليمين والقائمة المشتركة بأنه "ضرب من الهذيان".

واعتبرت القائمة المشتركة للأحزاب العربية، وغالبية القوى السياسية والجمعيات والحركات المجتمعية، هذه الخطة، هزيلة وغير كافية. وقالت القائمة المشتركة (الجبهة، التجمع، العربية للتغيير) "هذه خطّة علاقات عامة انتخابية، وليست خطة حقيقية وجادة وشاملة لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي".

كما يسعى نتنياهو، لتجميل صورته أمام الناخبين العرب في إسرائيل بعد عاصفة الانشقاقات التي اجتاحت حزبه، إضافة إلى تحول القائمة العربية (تحالف 4 أحزاب عربية مركزية داخل إسرائيل) التي حصلت على 15 مقعدًا بالكنيست في آخر انتخابات، إلى رقم يصعب تجاوزه في الخريطة السياسية بإسرائيل.

وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، علّل نتنياهو توجهه نحو الوسط العربي، بأن لديه نية للمنافسة على أصوات العرب داخل إسرائيل، لدرجة أنه يفكر في تعيين عضو كنيست عربي بقائمة الليكود، وتنصيبه وزيرًا عن الحزب في الحكومة القادمة، وكان قد خصص خلال الأعوام الماضية 15 مليار شيكل إسرائيلي، للمناطق العربية بهدف سد الفجوات بينها وبين بقية المناطق الإسرائيلية.

ووفقًا للصحيفة، تساءل نتنياهو: "لماذا لا يكون العرب جزءًا من الحزب الحاكم؟ لماذا عليهم دعم الأحزاب المتطرفة التي لا تعمل لمصلحتهم؟ عندما حذّرت من أن العرب يهرولون للصناديق قصدت أنه لا يجب عليهم التصويت لهذه الأحزاب".

وأثارت خطوات نتنياهو بخطب ود الناخب العربي في إسرائيل، انتقادات كبيرة من جانب مختلف القوى السياسية للأحزاب الإسرائيلية، كما أثارت شكوك وتساؤلات المحللين والمراقبين حول اندفاع نتنياهو نحو العرب هذه المرة، إذ يرى المحلل السياسي الإسرائيلي والباحث في معهد القدس للسياسات والاستراتيجية، "يوني بن مناحيم"، أن نتنياهو يعيش حالة ضغط مصدرها الانشقاقات داخل معسكر اليمين، فللمرة الأولى، هناك مرشحون يتحدّون قيادته للمعسكر، ويصرحون بأنهم يرون في أنفسهم مرشحين لرئاسة الحكومة.

فيما يعتقد الكاتب الإسرائيلي، أوري تل شير، أن الهدف من تصريحات نتنياهو وكبار حزبه حول التغيير الجوهري في تعاطي الليكود مع العرب في إسرائيل، ينبع من نتيجة الاستطلاعات الداخلية الأخيرة في الليكود، والتي أظهرت أن القيادي الأسبق المنشق عن الحزب، جدعون ساعر، والذي شكل حزبًا سياسيًا جديدًا، يُمثل منافسًا قويًا لنتنياهو على زعامة اليمين، ورئاسة الحكومة.

وكتب "تل شير"، في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "من المتوقع أن ينتزع حزب ساعر 4 أعضاء كنيست من الليكود، في وقت يرى نتنياهو أصوات العرب في الداخل فرصةً لتعويض الخسائر أو جزء منها في قواعد اليمين التي قد تصوت لمنافسه".

من جهة أخرى، قد يُنقذ تعويض هذه المقاعد نتنياهو والليكود، ويحافظ على حجم الحزب في الانتخابات القادمة، ويُقلص من جهةٍ أخرى، جبهة المعادين له والتي باتت تُشكل، وفق الاستطلاعات الأخيرة سدًا مانعًا ذا أغلبية تتراوح بين 62 و63 صوتًا، تحول دون أن يُشكل نتنياهو حكومة يمينية جديدة برئاسته، وفي ذات الوقت تهدد تلك الجبهة، تحالف نتنياهو مع الأحزاب اليهودية المتدينة التي لم ترد على طلب وجّهه لهم في الآونة الأخيرة، بالتعهد بدعمه لرئاسة الحكومة.

يُشار إلى أن الجريمة ومظاهر العنف كانت قد اجتاحت المجتمع العربي في إسرائيل بشكل مثير للقلق، وجعلت المواطنين العرب يفقدون الشعور بالأمان. فرغم أن العرب يشكلون نسبة 18 في المائة من السكان في إسرائيل، تبلغ نسبة ضحايا القتل 70 في المائة وملفات العنف 45 في المائة.

وبلغ عدد القتلى في جرائم العنف 113 ضحية العام الماضي، ومنذ بداية عام 2021، قُتل 21 عربيًا في حوادث عنف داخل إسرائيل، بينهم 15 مواطنًا عربيًا من سكان إسرائيل، وأربعة فلسطينيين من سكان القدس الشرقية، واثنين من سكان الضفة الغربية.