رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كشف المستور في نوايا بايدن خليفة أوباما!



قلت في مقال سابق، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم يضيع وقتاً، رغم انشغاله بعلاقات بلاده مع روسيا والاتحاد الأوروبي.. فشكّل لجنة داخل الكونجرس، لمراقبة حقوق الإنسان في مصر!.. كملف يمكن اللعب به مع القاهرة.. تتكون من نائبين عن الحزب الديمقراطي في الكونجرس، عملا في وزارة الخارجية الأمريكية سابقاً، ومعهما منظمة (هيومان رايتس ووتش)، التي تتخذ مواقفاً مناوئة لمصر دائماً، ومنظمة العفو الدولية.. ومنظمة تُدعى (بومبيد)، ومؤسسها هو محمد سلطان، نجل الإخواني القح صلاح سلطان، الذي شارك في اعتصام رابعة، قبل أن يتخلى عن جنسيته المصرية ويسافر إلى الولايات المتحدة، ويؤسس هذه المنظمة..
ولا غرابة في أن يستعين بايدن بعناصر إخوانية، في إدارته لملفات الشرق الأوسط، فقد فعلها قبله، الرئيس الأسبق أوباما، يوم أن كان بايدن نائباً له.. ذلك أن إدارة أوباما اعتبرت الإخوان هم الذراع السياسية لها داخل المجتمعات العربية، وقد سمح لهم بالتسلل داخل إدارته، وكذلك الحكومة الاتحادية، بتعيين مستشارين له ممن يحسبون على التيار المتشدد.. لأنه ظن أن (الإخوان كانوا يوفرون الغطاء السياسي للمشروع الأمريكي في المنطقة العربية.. وقد أدى فشل تلك الجماعة إلى استعانته بالحركات الجهادية المسلحة العنيفة، ظناً منه أنهم سيؤدون، في النهاية، إلى السيطرة الأمريكية، إلا أن تلك الحركات أيضاً، لم تحقق الهدف الأمريكي المطلوب)، على الوجه الأكمل، خاصة وأن مصر استطاعت الإفلات من مخلب القط، الذي كاد أن ينشب أظافره في جسدها، عبر تولي جماعة الإخوان الحكم في مصر، لولا هبة الشعب المصري في 30 يونيو، والإطاحة بهم.. ومن ثم سقوط الحلم الأمريكي في المحروسة.
نعلم أن التخريب، العنف، والإرهاب.. سياسات انتهجها الإخوان.. لكن لم يتصور البعض، أن يتم شرعنة سياساتهم، عبر عملهم تحت مظلة إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.. ففي الفترة ما بين 2009 إلى 2017، زادت فيها جرائم التنظيم الإرهابي، ونشطت فيها الحركات المتطرفة المنبثقة من فكر التنظيم الخبيث.. وهنا، يكشف الكاتب الأمريكي فرانك جافني، في كتاب (الإخوان المسلمون في إدارة أوباما)، عن أبرز عناصر التنظيم، الذين عملوا في ظل إدارة أوباما، وأبرزهم هوما عابدين، ابنة سيد زين العابدين، أحد مؤسسي المجلس الإسلامي البريطاني، وكانت نائبة رئيس الموظفين لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ومساعدة لها، وطالب أعضاء الكونجرس عام 2012، بالتحقيق في صلتها بتنظيم الإخوان.. وداليا مجاهد، هي الأخرى، من أبرز العناصر، التي عينها أوباما، مستشارة بالمجلس الاستشاري للأديان، كما أن رشاد حسين، ظهر في العديد من فعاليات الإخوان، وكان مستشار أوباما فيما يخص الشريعة، وعينه في 2010، مبعوثاً لمنظمة التعاون الإسلامي، فضلًا عن عارف علي خان، الذي عينه الرئيس الأمريكي الأسبق عام 2009، أميناً مساعداً في مكتب تطوير السياسات بوزارة الأمن الداخلي، ومشهور عنه عضويته في تنظيم الإخوان.
أضف إلى هؤلاء زكي برزنجي، الذي عينه أوباما عام 2016، منسقاً للعلاقات مع المسلمين في البيت الأبيض، ومحمد ماجد مستشار الشريعة لأوباما، وعينه عام 2011 في مجموعة عمل مكافحة التطرف التابعة للأمن الداخلي، واستخدم علاقاته مع مدير المخابرات المركزية الأمريكية FBI للتخلص من وثائق تدين تنظيم الإخوان، وكذلك سلام المرياطي، مؤسس مجلس الشئون العامة للمسلمين MPAC، ومستشار أوباما إلى قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا 2012، واستضافه أوباما في قمة مكافحة التطرف 2015.. وإيبو باتل، الذي عينه أوباما عضواً في المجلس الاستشاري، حول الشراكات القائمة على الإيمان، ومعروف ارتباطه بتنظيم الإخوان منذ 2013، وكذلك محمد الإبياري، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة الحرية والعدالة الإخوانية FJF، وعينه أوباما في 2010 مستشار أعلى بوزارة الأمن القومي.. كل هذه الشخصيات وغيرها، لعبت دوراً محورياً في صياغة سياسات أوباما في الشرق الأوسط، نتج عنها كل الإرهاب والتطرف والتخريب الذي طال المنطقة برعاية تنظيم الإخوان الإرهابي.
في يوليو الماضي، عرضت قناة (مداد نيوز) السعودية، مقطع فيديو يتضمن تقريراً مصوراً بعنوان (أخطر وثيقة أمريكية ضد الشرق الأوسط)، كشفت تآمر قطر ضد الدول العربية، ومخطط الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وإدارته لزعزعة استقرار الدول العربية، عن طريق تمكين جماعة الإخوان وإيران بمساعدة قطر.. وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت، إبان تولي بارك أوباما الحكم، بمساعدة وتمويل وتدريب ونقل الأسلحة والأموال عبر قطر، لتنظيم جماعة الإخوان في ليبيا والميليشيات المساعدة لهم والتابعة أيضاً لتنظيم القاعدة، خلال ثورة 2011 ضد الرئيس الراحل معمر القذافي، لنشر الفوضى وتحويل ليبيا إلى دولة فاشلة.
كلير لوبيز، الخبيرة الأمنية والمحققة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، كشفت، هي الأخرى، مخطط باراك أوباما وإدارته لزعزعة استقرار الدول العربية، وتمكين تنظيم الإخوان وإيران من المنطقة.. قالت إن هناك وثيقة عنوانها (التوجيه الأمني الرئاسي 11)، أو PSD 11 تكشف عن تخطيط إدارة أوباما لاستخدام كافة قدرات الولايات المتحدة وامكانياتها لدعم الإطاحة بحكومات حليفة، وتسليم السلطة لتنظيم الإخوان المسلمين، (هذه الوثيقة نشرت، لا يجب أن أقول نشرت، بل كتبت في أغسطس 2010، وبقيت سرية للغاية لم أطلع عليها لكن اطلع عليها أشخاص مسموح لهم، لكنها تسربت عبر السنين(.. الوثيقة معنية بالأساس لتمكين تنظيم الإخوان المسلمين، خصوصاً في شمال إفريقيا، وكان من المخطط أن تسيطر إيران على دول الخليج، حتى يحدث توازن بين القوى.. الشيعة يحصلون على الشرق الأوسط، والسنة يحصلون على شمال إفريقيا.. (على أي حال، فالفكرة كانت تغيير حكومات، إدارة أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كانا ملتزمين بتغيير الأنظمة في هذه المنطقة، وإعطائها لتنظيم الإخوان والجهاديين، ليفرضوا سيطرتهم عليها).. هكذا قالت لوبيز.. وهكذا تدور صراعات القوى في المنطقة، حتى الآن.. وربما أثار تقرير وكالة المخابرات الأمريكية الأخير، حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، قبل نحو عامين، علامات استفهام كثيرة، لأنه جاء خالياً من أي دليل على المزاعم بشأن علاقة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بمقتل خاشقجي.. ولكنه قد يومئ بأنه ـ أي التقرير ـ وسيلة ابتزاز محسوبة من الإدارة الأمريكية ضد السعودية لتحقيق أهداف سياسية، في ظل محاولة بايدن إحياء الاتفاق النووي مع إيران، دون إشراك أهل المنطقة، أصحاب الشأن في هذا الموضوع الخطير.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.